تأثير سقوط بغداد فى يد المغول على الثقافة والحضارة الإسلامية

هولاكو خان
هولاكو خان
كتب محمد فؤاد

تمر اليوم ذكرى سقوط بغداد في أيدي المغول بقيادة هولاكو خان، وذلك فى 10 فبراير عام 1258م، بعد ما حاصرها 12 يوما، فدمرها وأباد معظم سكانها، وفي ضوء ذلك نستعرض لكم الأثارات التي ترتب على سقوط دولة بغداد.

حسب ما جاء في كتاب تاريخ المغول وسقوط بغداد من تأليف رجب محمود إبراھيم بخيت: بعد سقوط بغداد وانقراض الخلافة العباسية – التي استمرت قائمة لأكثر من خمسة قرون – من أكبر الوقائع التى حدثت في التاريخ، ولقد كان لهذا الحدث الأسوأ الأثر في نفوس المسلمين جميعًا، واعتبرت هذه المأساة لطمة قاسية وبلاء شديد سلط على رؤوسهم، إذ انتهكت حرمتهم على يد المغول أهل الكفر والشرك الذين صوبوا طعنة نجلاء إلى مقام الخلافة المقدس، وإلى خلفاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلا غرو أن كان لهذا الحدث نتائج خطيرة نلخصها فيما يأتي:

فقد نتج عن سقوط بغداد في أيدى التتار آثار ونتائنج عديدة في الحياة الإسلامية، فالوحدة السياسية للمسلمين أصبحت من الأمور التى يستحيل تحقيقها، أضف إلى ذلك أن الثقافة الإسلامية منيت على أيدى التتار بخسارة كبيرة حين أتلف المغول آلافا من الكتب القيمة والمخطوطات النادرة، وقتلوا كثيرًا من العلماء والأدباء، وشتتوا شمل من بقى منهم في مختلف البقاع الإسلامية.

وجذبت مصر عددًا كبيرًا من هؤلاء العلماء، مما أدى إلى انتقال مركز الزعامة الفكرية إلى القاهرة التى أضحت بحكم وضعها الجغرافى أقرب من بغداد إلى أوروبا، مما ساعد على اقتراب العالم الغربى من الحضارة الشرقية، وما يقال بصدد هجرة العلماء والأدباء.

 والواقع أن سقوط بغداد وقيام دولة إيلخانات فارس على عهد هولاكو، قد فصل أراضى شرق دجلة عن غربه، ففى الشرق اتسعت دائرة الحضارة الفارسية، وفى الغرب قامت البقية الباقية من الثقافة العربية، بعد أن كانت حضارة العالم الوسيط من سمرقند إلى أشبيلية قائمة على التعاون الفكرى والتبادل العلمى والأدبى بين الفرس والعرب في ظل الخلافة العباسية.

حقيقة أن الفرقة بين اللغتين العربية والفارسية ظهرت قبل ذلك بقرون نتيجة لنهوض القومى الفارسي، إلا أنه منذ سقوط بغداد قلت أهمية اللغة العربية، بين الفرس وأصبحت قاصرة البحوث الدينية والفلسفية، وترتب على سقوط بغداد أيضًا الاتجاه في إعادة ترتيب البيت السياسى مثل وجوب تعيين حدود جديدة وعقد محالفات مختلفة، كما ترتب عليه تغيير سلاطين المماليك في مصر سياستهم نحو الخلافة، إذ جعلهم يفكرون في إحيائها من جديد، وفى الوقت نفسه أعطاهم فرصة قصيرة من الزمن يستعدون فيها لصد هذا السيل المغولى الجارف المندفع نحوهم، ومع أن سقوط بغداد أوضح للمسلمين ضرورة توحيد الجهود إزاء ذلك الخطر العام، ظل النزاع بين السنة والشيعة قائمًا مستمرا، فاستغل المغول ما هنالك من تنافس لصالحهم؛ وزحفوا نحو الغرب يعيثون فسادا وتخريبا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تقرير يفضح تمويلات الإخوان المشبوهة خلف ستار الاقتصاد الحلال

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى


أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

غياب عادل إمام عن جنازة شقيقته بمسجد الشرطة وحضور أحمد السعدنى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

وصول جثمان شقيقة عادل إمام لمسجد الشرطة ومحمد ورامى إمام أبرز الحضور

الأهلى يحاول تخفيض مطالب جايس السويدى للتعاقد مع إبراهيما دياباتى


باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

نجل إلهان عمر يدفع ثمن خلافات ترامب مع والدته.. ماذا حدث؟

الأهلى مع الجزيرة والزمالك مع الاتحاد اليوم فى دورى سوبر السلة رجال

مشروعك.. مبادرة برعاية وزارة التنمية المحلية.. انطلاقة تنموية تقود شباب سوهاج نحو المستقبل.. 25 ألفا و823 مشروعا باستثمارات و5.288 مليار جنيه.. توفر 162 ألف فرصة عمل.. مركز طما يتصدر المشهد وطهطا الثانى

وزارة التعليم تكشف آلية سداد مصروفات المدارس الرسمية للغات

الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

محمد صلاح ومرموش ينضمان اليوم لمعسكر منتخب مصر استعدادا لأمم أفريقيا

عيد ميلاد إنعام سالوسة ومسيرة 60 عاما.. من الأكورديون إلى ليالى الحلمية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى