كاميرا يمكنها التعرف عليك فى الظلام من مسافة نصف ميل

طور الباحثون في جامعة هيريوت وات بإدنبرة نظامًا جديدًا لكشف الضوء يمكنه التعرف على الوجوه والأشياء البشرية من مسافة تزيد عن نصف ميل، حتى في الليل أو من خلال الدخان أو الضباب.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يقول العلماء، إن البحث الرائد يمكن أن يكون "تغييرًا جذريًا" للأمن والدفاع ولديه القدرة على "جعل التعرف أسهل بشكل كبير".

وباستخدام نبضات ضوء الليزر لقياس المسافات إلى الأشياء، يمكن للنظام إنشاء "صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة" للوجوه والأسطح الأخرى من مسافة تصل إلى عشرة ملاعب كرة قدم في ضوء النهار والظلام.

الكاميرا

وقال الدكتور أونجوس مكارثي، عالم البصريات وزميل الأبحاث في معهد هيريوت وات للفوتونيات وعلوم الكم: "إذا كان شخص ما يقف خلف شبكة التمويه، فإن هذا النظام لديه القدرة على تحديد ما إذا كان يستخدم هاتفه المحمول، أو يحمل شيئًا، أو يقف هناك خاملاً".

واعترف بأن البحث، الذي نُشر في مجلة البصريات والفوتونياتOptica، في "المراحل المبكرة جدًا من التطوير"، لكنه قال إن النتائج "تُظهر إمكانات هائلة" ويمكن استخدامها "بشكل تجاري" في إعدادات الأمن والدفاع، والمركبات ذاتية القيادة ومراقبة حركة المباني أو واجهات الصخور لتقييم الهبوط أو المخاطر المحتملة الأخرى.

وقال الدكتور مكارثي: "قد يكون أحد أمثلة تطبيقات الأمن أو الدفاع جزءًا من نظام كاميرا يستخدم لمراقبة المباني أو المناطق الآمنة عن بُعد."

وأضاف مكارثى: "يمكن لنظامنا، على سبيل المثال، التقاط صورة ثلاثية الأبعاد مفصلة لجسم مشبوه من خلال الدخان أو الضباب، حتى في الظلام."

إذا كان نظامنا قادرًا على مساعدة الكاميرات على الرؤية بشكل أعمق وأكثر وضوحًا، فسيساعد ذلك في الحفاظ على تلك المنطقة أكثر أمانًا.

وأضاف أنه إذا تمكنوا من توفير "طريقة غير تلامسية عن بعد لقياس الأشياء بدقة بمقياس المليمتر"، فيمكن استخدام نظامهم "لرسم خرائط للأعمال الحجرية الهشة أو القطع الأثرية التاريخية أو واجهات المباني المدرجة".
اختبر الباحثون، بالتعاون مع كلية جيمس وات للهندسة بجامعة جلاسكو، نظامهم الحساس لليدار (كشف الضوء وتحديد المدى)، والذي تم إنشاؤه باستخدام كاشف متقدم طوره مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على ثلاث مسافات - 45 مترًا (حوالي 150 قدمًا)، و325 مترًا (أكثر من 1000 قدم) وكيلومتر واحد (حوالي 0.6 ميل).

على مسافة 325 مترًا، يمكنهم إنشاء صورة ثلاثية الأبعاد لوجه زميل لهم بما قالوا إنه "تفاصيل بمقياس المليمتر".
وتضمن الاختراق الذي حققه الفريق القدرة على قياس الوقت الذي استغرقته نبضة الليزر للانتقال من النظام إلى الجسم والعودة بدقة تبلغ حوالي 13 بيكو ثانية - والبيكو ثانية هي مليون مليون من الثانية، وقال الباحثون إن هذا التوقيت "أفضل بنحو عشر مرات" من المحاولات السابقة.