انتشال جثامين شهداء فلسطينيين من تحت الأنقاض فى غزة.. "الصحة": الاحتلال لم يلتزم بالبروتوكول الإنساني الصحي.. ترامب يهدد بـ"فتح أبواب الجحيم" حال عدم إطلاق سراح الأسرى المحتجزين..وإسرائيل توسع عدوانها على الضفة

استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخر بجروح خطيرة، الثلاثاء، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة رفح الفلسطينية، فيما أكدت وزارة الصحة في غزة، نقل 11 شهيدا؛ منهم 8 شهداء انتُشِلَت جثامينهم، و3 شهداء جدد و10 مصابين، خلال 24 ساعة الماضية إلى مستشفيات القطاع، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا الحرب إلى 48,219 شهيدا و111,665 إصابة، منذ السابع من أكتوبر 2023.
في شمال غزة، شيع عشرات المواطنين الفلسطينيين جثامين 33 شهيدا من عائلات البراوي وأبو ستة والمصري في بيت لاهيا، ويواصل الدفاع المدني الفلسطيني انتشال جثامين الشهداء الفلسطينيين من تحت الأنقاض رغم الإمكانيات المحدودة.
بدوره، أكد الدكتور خليل الدقران المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، الثلاثاء، أن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يلتزم بالبروتوكول الإنساني الصحي الذي تم الاتفاق عليه وفق اتفاق وقف إطلاق النار، كما لم يقدم المساعدات للمنظومة الصحية وخاصة في ظل شح المستلزمات الطبية.
وقال الدكتور الدقران إن الاحتلال الاسرائيلي لا زال يتلكأ في خروج الحالات المرضية والإصابات من أجل علاجها بالخارج، مشيرا إلى وجود 25 ألف مصاب ومريض بحاجة ماسة للعلاج بالخارج، مبيناً أن الاحتلال الاسرائيلي يقوم فقط يومياً بتحويل من 40-50 حالة من الإصابات للعلاج بالخارج".
وأوضح "أن هذا العدد غير كافي بالمقارنة مع عدد الإصابات الكبير المتواجد بمستشفيات قطاع غزة ، مبينا أنه كان من المقرر ووفق البروتوكول الصحي بالاتفاق أن يخرج 150 مريض ومصاب يومياً بالإضافة لمرافقيهم".
يأتي ذلك فيما دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الثلاثاء، يومه الـ24، بينما هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ"فتح أبواب الجحيم" إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من القطاع، مقترِحا أن "تلغي" إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ 19 يناير الماضي إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن بحلول ظهر السبت المقبل.
جاء هذا الوعيد من جانب الرئيس الأمريكي بعد أن هددت حركة حماس بتأجيل أيّ عمليات مبادلة رهائن إسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين "حتى إشعار آخر"، وذلك ردّا على عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، قال إن الاحتلال الاسرائيلي لم يلتزم ببنود الاتفاق، وعليه سيتم تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل حتى إشعار آخرن فيما أكدت حماس التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بشرط التزام الاحتلال الإسرائيلي بها، وذلك على خلفية إعلان "القسام".
وكشفت حركة حماس في بيانها عن الخروقات التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي والتي شملت تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، استهداف أبناء الشعب الفلسطيني بالقصف وإطلاق النار عليهم، وقتل العديد منهم في مختلف مناطق القطاع، إعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، تأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.
في الضفة الغربية، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عدوانه العسكري على الضفة الغربية، وشن حملة مداهمات واسعة تخللتها اقتحامات لعشرات المنازل واعتقالات طالت عشرات الفلسطينيين، وسط مواجهات في بعض المناطق واشتباكات في بعض المحاور خاصة شمالي الضفة.
وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن الاحتلال الإسرائيلي هجر نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني قسرا من شمالي الضفة.
وحذرت الأونروا من أن عملية "السور الحديدي" التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي أدت إلى تفريغ العديد من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، مضيفة أن التهجير القسري للتجمعات الفلسطينية "يتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق".
وكانت العملية التي استمرت قرابة ثلاثة أسابيع، وهي الآن الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية، قد بدأت في مخيم جنين، وامتدت إلى مخيمات طولكرم ونور شمس والفارعة للاجئين، وأدت إلى تهجير 40 ألف لاجئ فلسطيني.
وتواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها، طولكرم ونور شمس، لليوم الـ 16 على التوالي، وسط تصعيد عسكري مترافق مع تدمير واسع للبنية التحتية والممتلكات، واعتقالات، ونزوح قسري طال الآلاف من سكان المخيمين.
وتفرض قوات الاحتلال الاسرائيلي حصارا مشددا على مخيمي طولكرم ونور شمس، وعززت انتشار آلياتها والدوريات الراجلة في محيطهما وأحيائهما، وسط مداهمات للمنازل، التي أصبح عدد كبير منها فارغا بعد نزوح سكانها قسرا، يتخللها إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف وعشوائي، خاصةً في ساعات الليل.
ويشهد مخيم نور شمس اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال التي وسعت عدوانها على محافظة طولكرم، حيث اقتحمت المخيم قوات كبيرة معززة بجرافات، وفرضت حصارا عليه من عدة اتجاهات.
على جانب آخر، شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في بناء مستوطنة جديدة على أراضي محافظة بيت لحم، في المنطقة الواقعة بين بلدات حوسان والخضر وتحديداً على أراضي قرية بتير، وإصدار قرارات بالاستيلاء على آلاف الدونمات، في تغول استيطاني غير مسبوق في الضفة الغربية.
وأوضحت مؤسسات مختصة بالاستيطان أن المستوطنة الجديدة التي أُطلق عليها اسم “ناحال حيلتس”، قرر الاحتلال الاسرائيلي الاستيلاء على ما مجموعه 120 دونما من أراضي المواطنين لصالح إنشائها، ثم قرر الاستيلاء على 600 دونماً أخرى، لتبدأ هذه الأيام عملية البناء الفعلي فيها.

Trending Plus