تختتم أعمالها اليوم.. سياسات ترامب المثيرة للجدل تهيمن على نقاشات القمة العالمية للحكومات بدبى.. الإمارات: الـ25 عاما المقبلة ستفوق ما شهده تاريخ البشرية.. والاتحاد الأوروبى: نتعهد بالرد على الرسوم الأمريكية

على مدى ثلاثة أيام، وبمشاركة 30 رئيس دولة و140 حكومة وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية، ناقشت جلسات القمة العالمية للحكومات فى دبى أكثر الملفات إلحاحًا على الساحتين الإقليمية والدولية؛ تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل" .

هيمنت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وما تمثله من تهديد لأمن واستقرار العالم ، على نقاشات القمة؛ إضافة إلى رؤية شاملة لانعكاسات الذكاء الاصطناعي على المجالات كافة.

ومن جانبه، دعا وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتى، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات محمد القرقاوى، البشرية إلى التعلم من أخطاء الماضى مع بداية عصر تكنولوجى جديد. وقال إن الذكاء الاصطناعى سيدفع الحضارة إلى الأمام على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة بشكل أسرع من أى مرحلة فى التاريخ، داعيًا الحكومات إلى مواكبة الابتكار،وطالب أغنى الدول بالمساهمة بشكل أكبر فى القضاء على الفقر.

و أكد القرقاوي، أن البشرية تمر اليوم بمرحلة مفصلية، بعد أن أكملنا 25 عاما من الألفية التي شهدت تحولات كبرى تقنية واقتصادية واجتماعية؛ مشيرًا إلى أن مستقبلنا ستحدده قراراتنا اليوم، فالمستقبل هو نتيجة قرارات تصنع اليوم برؤية تستلهم الماضي وتستعد للآتي.

تغييرات كبرى

واستعرض القرقاوى ملامح من التغييرات الكبرى التى يشهدها العالم؛ حيث أشار إلى أن عدد سكان العالم قفز إلى 8.2 مليار نسمة اليوم، وتضاعف حجم الاقتصاد من 34 تريليون دولار إلى 115 تريليون دولار عام 2024، ونمت التجارة الدولية من 7 تريليونات إلى 33 تريليون دولار عام 2024.

وأوضح القرقاوي، أمام القمة التى تختتم أعمالها اليوم، أن العالم انتقل من هيمنة الشركات الصناعية والتقليدية مثل النفط والصناعات الثقيلة والخدمات المالية إلى صدارة الشركات التكنولوجيةوالمنصات الرقمية، وشهد العالم تحولات عميقة في المشهد الاقتصادي العالمي، حيث صعدت كل من الصين والهند مقابل تراجع بعض الدول الصناعية المتقدمة، وفي عام 2000 كان العالم متفائل بالعولمة، إلا أن العالم شهد مع صعود الشعبوية سياسات الانكفاء الداخلي والتجزئة.

وقال إن "عدد مستخدمي الإنترنت في العام 2000 كان أقل من 7% من إجمالي سكان العالم، مقارنة بأكثر من 60% اليوم، وكانت قيمة العملات الرقمية في العام 2000 تساوي صفرا، أما اليوم فتقدر قيمتها بـ 3 تريليونات دولار ، وفي العام 2000 كانت الحروب التكنولوجية والروبوتات العسكرية في أفلام الخيال العلمي فقط، واليوم نشهد الحروب بالدرونز والروبوتات والذكاء الاصطناعي، وكان العالم يخاف من الحروب النووية فقط، واليوم العالم يخاف من الحروب النووية والسيبرانية والبيولوجية".

سياسات ترامب وأمن العالم

ومن جانبه، انتقد رئيس وزراء الكويت، الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، رئيس وزراء دولة الكويت، السياسات المثيرة للجدل التى ينتهجها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب.

وقال رئيس وزراء دولة الكويت، خلال كلمة رئيسية فى القمة العالمية للحكومات، إن توجه الرئيس ترامب المستقبلى هو الذى سيحدد الاتجاهات العالمية، وقال إن الرئيس الأمريكى يتخذ قرارات تخدم مصلحته، ومن ثم أكد أنه يجب أن تكون هناك ردة فعل على هذا، وقد بدأت بالفعل، وستؤثر على الاقتصاد العالمى.

وفيما يخص الرسوم الجمركية الأمريكية ، فقد تعهدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى، أورسولا فون دير لاين، بالرد على الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألومنيوم.

وقالت: "لن تمر دون رد"، وسيتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات مضادة حازمة ومتناسبة؛ لحماية مصالحه الاقتصادية وسيحمى عماله وشركاته ومستهلكيه، وتابعت أن التعريفات الجمركية هى ضرائب غير مبررة ستلقى بظلال وخيمة على الأعمال والمستهكلين وستؤدى إلى إجراءات مضادة حازمة ومتناسبة.

وفى هذا الصدد؛ قالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد، أمام القمة العالمية للحكومات فى دبى، إن الرسوم الجمركية الأمريكية حدث لايزال قيد التطور، ومن السابق لأوانه تقييم تأثيرها على الاقتصاد العالمى؛ مضيفًة إنها حدث متطور. ما لدينا هو قواعد لسياسة تجارية كنا نتوقعها وتم الإعلان عنها خلال الحملة الانتخابية، ولكن هناك العديد من الأمور المجهولة، لذا عندما أفكر فى التأثير على الاقتصاد العالمى، فإن إجابتى لك اليوم ستكون إنه أمر سابق لأوانه؛ وأشارت إلى أن الاقتصاد العالمى يظهر متانة بشكل ملحوظ، رغم ما يتعرض له من سلسلة من الصدمات غير المسبوقة. وقالت إنه من الصعب التنبؤ بآفاق التضخم.

مشاركة أيلون ماسك

ومن جانبه، استعرض أيلون ماسك رئيس وزارة كفاءة الحكومة الأمريكية ؛ رؤيته فيما يخص الحلول المستقبلية لأزمة ازدحام الطرق في المدن، وذلك خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات ؛ ومنها جعل الطرق ثلاثية الأبعاد أو جعل وسائل النقل ثلاثية الأبعاد، وأوضح أنه يمكن القيام بذلك باستخدام السيارات الطائرة، أو يمكن استخدام طائرات الهليكوبتر الخاصة، أو بالاعتماد على الخيار الثالث حيث يمكن القيام بذلك باستخدام الأنفاق.

وأعلن "ماسك"، خلال مشاركته في القمة العالمية للحكومات ، عن مشروع "دبي لوب" المشترك للتنقل، والذي وصفه بأنه سيمثل حلا ذكيا لمواجهة أي حالات ازدحام مع منح الناس ميزة التنقل السريع، وهو مشروع أنفاق يهدف إلى تغطية المناطق الأكثر كثافة سكانية في دبي ليتمكن الناس من الانتقال من نقطة إلى أخرى بطريقة سلسة.

وتحدث عن الحلول المتاحة للتخلص من أزمة زحام السير والمواصلات، وقال إن ما هو مفيد حقًا في هذا المشروع المعتمد على الأنفاق هو تخفيف الازدحام المروري في المناطق المزدحمة.

ويعد "دبي لوب" جزءًا من رؤية أوسع لإحداث نقلة نوعية في قطاع المواصلات، حيث يعتمد على شبكة أنفاق متطورة ستتيح للركاب التنقل بين مختلف أرجاء المدينة في لحظات، دون التعرض للازدحام المروري.

واستطرد ماسك قائلا : "لذا أعتقد أن الانتقال بوسائل التنقل تحت الأرض أفضل كثيرًا من الانتقال إلى فوق الأرض لحل مشكلة المرور في المدن، ولدينا مثال يؤكد هذا في لاس فيغاس حيث تمكن الناس من تجربة أنفاق الشركة عبر مشروع "لاس فيغاس لوب"، ونحن مشغولون بربط المدينة بأكملها بجميع الفنادق الكبرى ومركز المؤتمرات في المطار وكل شيء عبر الأنفاق، ولن يكون هناك حاجة إلى الطيران هناك".