20 عامًا على اغتيال رفيق الحريرى.. فاعليات عسكرية ووضع أكاليل الزهور على قبره.. وابنه سعد يفجر مفاجآت من أمام قبر والده أبرزها كشف إجرام الأسد وإعلان عودته لممارسة العمل السياسى.. ونواف سلام يطالب بالقصاص

لم تمر الذكرى الـ20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريرى كسابقاتها، فقد تميزت ذكرى اغتيال رفيق الحريرى بمفاجآت فجرها نجله سعد الحريرى أثناء زيارته قبر والده في ساحة الشهداء بوسط بيروت ..

وجه سعد رسالة شديدة اللهجة لبشار الأسد، الجمعة، من أمام مدفن والده رفيق الحريرى الذى تم اغتياله في عام 2005 ، وقال الحريرى  :"منذ 20 عاماً طردتم نظام الرئيس المجرم بشار الأسد من لبنان، مطالبين بتحقيق العدالة ، وبعد 20 عاما تمكن الشعب السورى من طرد بشار الأسد وهذا بداية العدالة.
وأضاف، إننا نريد أفضل العلاقات مع سوريا، علاقات ندية ونتمنى لها الازدهار والاستقرار وما يعانيه لبنان منذ 3 سنوات وهو تاريخ تعليق العمل السياسى لتيار المستقبل برئاسة سعد الحريرى.
وأشار إلى الحرب الإسرائيلية الغاشمة والتي وصفها بـ"المجنونة"، والآثار العميقة اتى تركتها في لبنان وأهلها ، وفى هذا الصدد أشار إلى إعادة إعمار الجنوب ودور الأهالى في هذا المشروع، كما وجه رسالة امتنان لأرواح الشهداء قائلا "أنحنى للشهداء الذين سقطوا خلال الحرب وأرفع رأسى بالتضامن الذى حدث خلالها ، الذى اكد أن لبنان واحد .

أضاف قائلا إن حل الأزمة الاقتصادية مسؤولية الجميع، واليوم هناك فرصة ذهبية أصبح لدينا رئيس جمهورية وحكومة جديدة ووجه حديثه لأهل الجنوب والبقاع والضاحية قائلا : أنتم شركاء بهذه الفرصة ولكن يجب أن تكسروا أي انطباع من السابق قوة التعطيل والاستقواء والسلاح، أنتم شركاء باعادة الإعمار، ومشروع رفيق الحريري دستور الطائف وبناء الدولة وتطوير المؤسسات والحفاظ على سيادة الدولة، نحن داعمون للعهد والحكومة وكل مجهود لبناء دولة طبيعية لنستعيد دور لبنان في العالم، نحن مع الجيش وخروج الاحتلال الاسرائيلي من كل القرى التي يتواجد فيها. الذين حاولوا قتل المشروع انظروا اين اصبحوا.

"سعد" يعلن عودته

وفى مفاجأة من العيار الثقيل أعلن سعد الحريرى عودة تيار "المستقبل" برئاسته للعمل السياسى، قائلًا: أنا باقٍ معكم وتيار "المستقبل" باقٍ وسيبقى معكم وسيكون صوتكم فى كل الاستحقاقات الوطنية وبكل المحطات القادمة.

وكان سعد الحريرى قد أعلن فى يناير عام 2022 تعليق عمله السياسى وعدم مشاركة تيار المستقبل فى الانتخابات، وقبل ذلك بحوالى 3 أشهر أعلن سعد الحريرى زعيم (تيار المستقبل)، تعليق العمل فى (تلفزيون المستقبل) وتصفية حقوق العاملين والعاملات، استنادا إلى ذات الأسباب المادية التى كانت قد دعت إلى إغلاق جريدة المستقبل قبل أشهر.

وعاد الحريرى اليوم الجمعة ليعلن العودة للساحة السياسية، من ساحة الشهداء ببيروت، خلال كلمته التى ألقاها فى ذكرى استشهاد والده رفيق الحريرى، وشدد سعد الحريرى على أن مشروع الرئيس الشهيد "مكمل" و"شوفوا يلى حاولوا يقتلوه وين صارو" قائلًا أن "جمهور رفيق الحريرى باقٍ وتياره سيبقى تيار الاعتدال واعادة الإعمار والعروبة والحداثة والانفتاح والعيش الواحد بين كل اللبنانيين.

وأكد سعد الحريرى أنه "منذ تعليق عملنا السياسى قبل 3 سنوات ازدادت الأزمات التى كانت قائمة"، وأنه "خلال 20 عامًا شهد لبنان أزمات كثيرة أنهكت اللبنانيين ولم ننكر يومًا المسؤولية الملقاة على عاتقنا".

وأَضاف: "صرلنا زمان ما حكينا" ومنذ 20 عامًا نزلتم إلى الساحة وقلتم للرئيس الشهيد رفيق الحريرى إننا سنشتاق إليك واليوم عدنا إلى هذه الساحة لنقول للشهيد "اشتقنالك".

أكاليل الزهور

وعلى صعيد موازٍ، توافد المسئولون اللبنانيون على قبر الحريرى ووضعوا أكاليل من الزهور عليه ، كما أقيمت فعاليات عسكرية ببيروت بهذه المناسبة .
ومن بين الذين زاروا قبر الحريرى، رئيس الحكومة نواف سلام ، الذى قال: فى الذكرى العشرين لاستشهاد رفيق الحريرى، الدرس الذى يجب استخلاصه هو أنه لا استقرار ولا أمان فى ظل الإفلات من العقاب". فى رسالة بين السطور عن إفلات مرتكبى الجريمة من العقاب.

وأضاف سلام: "اليوم نستذكر إرث الشهيد الكبير فى خدمة لبنان وصون وحدته الوطنية والعمل من أجل ازدهاره. أحب اللبنانيين وأحبوه، وحظى باحترام كبير فى الوطن العربى والعالم فترك للبنان رصيدا معنويا وسياسيا مشهودًا".

قبر الحريرى

من جانبه، قال الرئيس اللبنانى العماد جوزيف عون، في ذكرى اغتيال الحريرى،  لقد كان رجل دولة بامتياز، إننا نستذكر مع اللبنانيين تلك القامة الوطنية الكبيرة التي كانت لها اليد الطولى فى إعادة لبنان إلى الخريطة العالمية من خلال حضوره الدائم وعلاقاته الدولية.

أضاف عون ، إن الحريرى كان رائد إعادة الإعمار بعد سنوات الحرب ، وشكلت مواقفه السياسية عمودا أساسياً في تعزيز الوحدة الوطنية وحماية السلم الأهلي وتطبيق وثيقة الوطني التي أقرها مؤتمر الطائف.

وأعرب عن عن افتقاده ولبنان لهذه القامة الوطنية، مشيرا إلى انطلاق مسيرة النهوض من جديد فى لبنان بتضامن جميع أبنائه والتفافهم حول دولتهم، مستعيداً مقولة رفيق الحريرى : " ما حدا أكبر من بلده ".

كما ألقى محافظ  بيروت مروان عبود كلمة قال خلالها "عشرون سنة مدة طويلة، بيروت تضررت وتدمرت وعانت ما عانته،  بيروت اليوم بحاجة لنهضة إعادة إعمار كالتي قام بها الرئيس رفيق الحريري، نحن بحاجة لرجالات يشبهونه لنكون معهم يداً بيد لنبني بيروت لأن إعادة الإعمار تحتاج الى إبتكار حلول كالتي عمل عليها الرئيس الشهيد رفيق الحريري بظروف مماثلة اليوم. أعرف معاناة الشهيد رفيق الحريري حينها خاصةً في ظل الأنقسامات السياسية. الرئيس الشهيد رفيق الحريري  نجح في ابتكار هذه الحلول ونجح في اطلاق عملية إعادة إعمار لبنان التي توقفت منذ تاريخ وفاته".

اضاف: "من وقت اللي استشهد ما حدا ضرب مسمار ببيروت ما إنعمل مشروع عليه القيمة والقدر ببيروت".