هيوارد كارتر يتذكر إحساسه عندما دخل لـ مقبرة توت عنخ آمون للمرة الأولى

هيوارد كارتر  داخل المقبرة
هيوارد كارتر داخل المقبرة
أحمد إبراهيم الشريف

تمر اليوم الذكرى الـ 102 على دخول مقبرة توت عنخ آمون لـ المرة الأولى بعد اكتشافها  على يد هيوارد كارتر، فبعدما تم اكتشاف المقبرة في 4 نوفمبر 1922 دخل الفريق المكتشف إلى المقبرة في 16 فبراير من سنة 1923، فكيف كان شعور هيوارد كارتر؟

نعتمد في ذلك على كتاب كتشاف مقبرة توت عنخ آمون لـ هيوارد كارتر و آرثر ميس، فما الذي قاله؟

يقول كارتر في الكتاب:

أعتقد أن معظم المنقبين عن الآثار يودون الاعتراف (غالبا على استحياء) بإحساس الرهبة الذي ينتابهم عند اقتحامهم لغرفة أغلقت وختم بابها منذ قرون طويلة بأيدي رجال دين ورعين، فعند هذه اللحظة فإن الزمن كعامل مؤثر في حياة الإنسان يكون قد فقد معناه، فقد انقضت ثلاثة آلاف عام وربما أربعة منذ أن وطأت قدم إنسان لآخر مرة الأرض التي نقف عليها، ولا تزال كما تلاحظ توجد علامات حياة حديثة حولك مثل قصعات ممتلئة لنصفها بالملاط المجهز لتغشية الباب، والمشعل المغطى بالسناج وبصمات أصابع على سطح الجدار الذي يبدو كأنه تم الانتهاء من دهانه حديثا وباقة زهور تحية وداع ملقاة على عتبة المدخل الداخلية، كل ذلك يشعرك وكأن هذه الحجرة قد أغلقت بالأمس فقط، فالهواء ذاته الذي تتنفسه لم يتغير على مر كل تلك القرون، فتشعر وكأنك تشارك الرجال الذين قاموا بتسجية المومياء في مرقدها.

إن الزمن يتلاشى مع هذه التفاصيل المألوفة وتشعر وكأنك شخص متطفل على هذا المكان، ربما يكون هذا هو أول إحساس تشعر به ويسيطر عليك لكن هناك أحاسيس أخرى تتوالى عليك متزاحمة وسريعة مثل الإحساس بفرحة الاكتشاف والإحساس بحمى الترقب والقلق والإحساس بدافع مسيطر - غالبا نتيجة حب الاستطلاع - يدفعك لتحطيم الأختام ورفع أغطية الصناديق والإحساس بفكرة أنك على وشك أن تضيف صفحة جديدة للتاريخ وأنك على وشك حل بعض مشاكل البحث العلمي وفي ذلك متعة خالصة للباحث بالإضافة إلى الترقب الذي يعتصر الباحث عن الكنوز لماذا لا أعترف بذلك؟)... هل راودت هذه الأفكار عقولنا فعلاً في ذلك الوقت أم أننى تخيلتها حينذاك؟ لا أستطيع أن أحدد لكم. إنها مفاجأة الاكتشاف التي مسحت ذاكرتي - وليست الرغبة البحتة في وضع نهاية درامية - هي التي أدت إلى هذا التباعد والانحراف في الأفكار.
 
مقبرة توت
مقبرة توت

بالتأكيد لم يحدث من قبل في كل تاريخ الحفائر أن رأى أحد مثل هذا المشهد المذهل الذي أظهره لنا ضوء مصباحنا، والقارئ يستطيع أن يأخذ فكرة عنه بالرجوع إلى الصور الموجودة باللوحات التي تظهر محتويات الحجرة الأمامية، لكن هذه الصور قد تم التقاطها بعد أن تم فتح المقبرة ووضعت بها مصابيح النور الكهربائي.
لندع القارئ يتخيل كيف ظهرت هذه الصور لنا عندما أطللنا عليها أول مرة من خلال الثقب الذي فتحناه في الباب المسدود وألقينا من خلاله شعاع نور من مصباحنا. وكان هذا هو أول ضوء يخترق ظلام الحجرة منذ ثلاثة آلاف سنة وأخذنا ننقله من مجموعة قطع إلى مجموعة أخرى في محاولة عابثة لوصف الكنز الملقى أمامنا، لقد كان تأثير المشهد مربكا لنا ومسيطرا على مشاعرنا، وأرى أننا لم نحدد قط في عقولنا ما هو بالضبط الشيء الذي كنا نتوقع أو نأمل رؤيته لكن بكل تأكيد نحن لم نحلم قط بأي شيء مثل ذلك الذي رأيناه حجرة مليئة بالقطع الأثرية، تبدو كأنها متحف كامل بعضها شكله مألوف وبعضها الآخر لم نر له مثيلا قط وكانت محتويات الحجرة مكومة قطعة فوق الأخرى بكميات كبيرة وكأن لا نهاية لها. وبالتدريج ازداد المشهد وضوحا أمامنا واستطعنا أن نلتقط بأعيننا قطعا محددة، أولاً كان أمامنا مباشرة ثلاث أرائك مغشاة بالذهب وجوانبها منحوتة بشكل حيوانات مريعة الشكل ذات أجسام نحيفة بشكل غريب لأنه كان عليها أن تخدم الهدف التي صنعت من أجله بأن تشكل أجسامها الإطار والأرجل للأرائك لكن رؤوسها كان لها واقعية مفزعة مثل رؤوس وحوش مخيفة بما يكفي لإثارة الرهبة في النفوس في أي زمن وقد بدت كما رأيناها بأسطحها المذهبة اللامعة تشع بريقا وسط الظلام بتأثير انعكاس ضوء مصباحنا الأخضر عليها

كأنها تقف تحت إضاءة أنوار المسارح ورؤوسها تلقي بظلال ملتوية متحركة على الجدار خلفها فكانت مثيرة للرعب. هذه الأرائك كنا مدركين وجودها من البداية لكن عقولنا كانت ترفض تصديق وجودها.

كارتر
كارتر

وبعد ذلك وعلى الجانب الأيمن كان هناك تمثالان استوقفانا واستحوذا على انتباهنا وهما يمثلان صورة بالحجم الطبيعي للملك بلون بشرة أسود وكانا يقفان مواجهين لبعضهما كحارسين  يرتديان نقبة ذهبية وصنادل ذهبية وكل منهما مسلح بمقمعة وعصا طويلة وعلى جبهاتهما الكوبرا المقدسة الحامية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فى ذكراه.. محيى عبد المحسن أجاد تمثيل الأدوار الثانوية وعمل مدقق لغة عربية

كيف يستعد الأهلى للموسم الجديد من خلال المعسكر الخارجى بتونس؟

زعيم حزب العمال الكردستانى يعلن نهاية الكفاح المسلح ويدعو لانتقال ديمقراطى

مدبولى: الرئيس السيسى وجه بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب حريق "سنترال رمسيس"

تفاصيل شكوى "زيزو" ضد الزمالك بسبب 82 مليون جنيه.. (مستند)


رئيس الوزراء: حريصون على وضع تصور واضح لمستأجرى "القانون القديم"

الأهلى يُخطر وسام أبو على بموعد الاستعداد للموسم الجديد لحين حسم العروض

صوت من وسط الدخان داخل حريق سنترال رمسيس.. وائل مرزوق لم يخرج من مكتبه لكن بقيت قصته.. تفاصيل آخر مكالمة لموظف الموارد البشرية مع زميلته تكشف لحظات الوجع: "مش عارف أخرج.. إحنا كده خلاص".. صور

هل يستطيع ترامب شل حركة "إف-35" فى أوروبا؟.. تقارير: مخاوف متصاعدة من "زر أمريكا"

"تسجيلات مسربة" ترامب يهدد بقصف روسيا والصين و قمع الجامعات.. التفاصيل


تعرف على موعد عودة ريبيرو إلى القاهرة بعد انتهاء إجازة إسبانيا

محمد صلاح يشترى فيلا فاخرة فى تركيا.. السعر مفاجأة

نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025.. مراجعة الدرجات وتجميعها

تجهيز نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وإتاحتها إلكترونيا للطلاب

تامر حسنى: أخيرا بعد مجهود سنتين ألبوم "لينا معاد" غدا الخميس

كأس العالم للأندية مسرح وداع الأساطير.. سان جيرمان ينهى قصة مولر الذهبية.. مودريتش يودع عشقه الأبدى.. رحلة دى ماريا الأوروبية تصل المحطة الأخيرة.. وثنائى المستقبل إستيفاو وماستانتونو يغادران بالميراس وريفربليت

إبراهيم عادل ينتظر عرضًا من الدوريات الكبري رغم رعروض الإمارات وفرنسا وسويسرا

سجل سلبي يطارد مبابي أمام باريس سان جيرمان قبل موقعة مونديال الأندية

بعد ملاحقة إبراهيم سعيد للحجز على ممتلكاته.. اعرف المستندات اللازمة للدعوى؟

قبل ما تشغل التكييف.. 9 نصائح تحميك من كارثة حريق مفاجئة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى