إيلون ماسك يبسط نفوذه حول العالم.. NBC News: الملياردير الأمريكى يحاول التأثير على السياسة فى 18 دولة.. الهدف خفض الهجرة والحد من تنظيم الشركات.. خبيرة: يساعد فى نمو حركات اليمين بإقامة روابط شخصية معها

فى الوقت الذى يحدث فيه إيلون ماسك حالة من الفوضى والارتباك فى الولايات المتحدة عبر الوكالة التى يشرف عليها، وكالة الكفاءة الحكومية، والمعنية بتقليص الحكومة وإنفاقها، فإن نفوذه حول العالم بات أكثر إثارة للقلق.
وقالت شبكة NBC News الأمريكية إن إيلون ماسك، الملياردير والمسئول التنفيذى البارز فى عالم التكنولوجيا، قد شجع حركات اليمين المتطرف وسياساته وإدارته فيما لا يقل عن 18 دولة فى مسعى عالمى لتقليص الهجرة والحد من الإجراءات المنظمة للشركات، وفقا لمراجعة أجرتها الوكالة لأنشطته السياسية على مدار العامين الماضيين.
وذكرت الوكالة أنه فى حين حظى ماسك باهتمام واسع بسبب الاضطراب الذى يحدثه فى الحكومة الأمريكية، وأيضا دوره المتنامى فى ألمانيا حيث قال للناخبين مؤخرا أن يتجاوزوا الشعور بالذنب إزاء النازى، فإن إمبراطور التكنولوجيا يجعل تأثيره واضحا فى قائمة طويلة ومتنامية من الدول الأخرى.
نشر ماسك منشورات مؤيدة لاحتاجات الشارع اليمينية فى البرازيل وإيرلندا، ورحب برئيس الوزراء المحافظ الجديد فى نيوزيلندا، وأعرب عن اتفاقه مع سياسى قومى ينتمى لليمين فى هولندا. والتقى بشكل شخصى عدة مرات مع قادة اليمين فى الأرجنتين وإيطاليا، واستجاب موقع التواصل الاجتماعى الذى يملكه "إكس" لطلبات الرقابة من قادة اليمين فى الهند وتركيا.
تقول مانويلا كاياني، الأستاذة المساعدة في العلوم السياسية في جامعة سكولا نورمال سوبيريورفي فلورنسا بإيطاليا إن ماسك يمكن أن يلعب دورًا مهمًا كوسيط. وأضافت أن ماسك يساعد فى نمو هذه الحركات بتبادل الأفكار وإقامة روابط شخصية وبناء إطار عمل إيديولوجى مشترك. والناس يستمعون بسبب ثروته حتى لو كان يفتقر للشرعية لأى منصب منتخب. وتشير كيانى إلى أن من الخطير للغاية أن يتحدث طرف غير سياسى الآن بقدر من المشروعية السياسية، لافتة إلا أن هذا يغير نموذج السياسة.
ويرى التقرير أن أحد إن أحد القواسم المشتركة في مناصرة ماسك هو تبنيه للقومية أو النزعة القومية بغض النظر عن البلد الذي يتحدث عنه، ولكن بشكل خاص فى الدول الأوروبية. فقد عزز ماسك نكهات مختلفة من القومية الأمريكية، والقومية الألمانية، والقومية البريطانية، والقومية الإيطالية، والقومية الهولندية.
وضرب التقرير مثالا بالأرجنتين، وقال إن ماسك كان مؤيدا قويا لرئيسها خافيير ميلي، حيث نشر أول منشور له يشيد بالزعيم اليميني في سبتمبر 2023، ومنذ ذلك الحين التقى بمايلي عدة مرات ونشر عدة منشورات داعمة له.
في البرازيل، أعرب الرئيس السابق جير بولسونارو صراحة عن دعمه لماسك على صفحته على موقع "إكس"، بل وقدم لماسك ميدالية فخرية في يونيو 2022، كما نشر ماسك منشورات لدعم المظاهرات اليمينية في الشوارع في البرازيل.
وفي كندا، انتقد ماسك رئيس الوزراء الليبرالي جاستن ترودو مرارا منذ عام 2022. ومنذ مارس 2024، نشر ماسك عدة منشورات لدعم بيير بويليف، المرشح لمنصب رئيس الوزراء من الحزب اليميني المحافظ.
وفي ألمانيا، أعرب ماسك لأول مرة عن دعمه لحزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف في سبتمبر 2023، كما أجرى مقابلة مع زعيمة الحزب أليس فايدل، وظهر في إحدى التجمعات الانتخابية لحملة حزب البديل لألمانيا.
وفي المجر، التقى ماسك برئيس الوزراء فيكتور أوربان في ديسمبر الماضي، عندما استضافه الرئيس ترامب في منتجع مارالارجو، بعد فوزه في الانتخابات وقبل تنصيبه. ودعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيلون ماسك عبر حسابه الرسمي على "إكس"، بعد الانتقادات التي واجهها الأخير بسبب الحركة التي قام بها خلال خطابه بحفل تنصيب ترامب في واشنطن، والتي شبهها الكثيرون بـ "التحية النازية"..
وفي إيطاليا، التقى ماسك - في يونيو 2023 - برئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني، وناقشا الذكاء الاصطناعي، وأصبح مؤيدا لها منذ ذلك الحين، بحسب شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية.
وفي هولندا، اتفق ماسك مع السياسي الهولندي جيرت فيلدرز بشأن آراء سياسات الهجرة خلال تبادل للمنشورات على منصة "إكس".
وفي بريطانيا، بدأ ماسك في التعبير عن دعمه لحزب الإصلاح اليميني في المملكة المتحدة وزعيمه نايجل فاراج في ديسمبر 2024، حتى نشر في النهاية أن فاراج "ليس لديه ما يلزم" لقيادة الحزب في يناير.
وذكرت الشبكة الأمريكية أنه رغم اختلاف شكل الدعم الذي يقدمه ماسك إلى التوجهات اليمينية في العديد من البلدان، فإنه حتى الآن لم يستعن بثروته الشخصية كأغنى شخص في العالم لمساعدة السياسيين في بلدان أخرى بالطريقة التي ساعد بها ترامب في الولايات المتحدة العام الماضي، من خلال تمويل حملته الانتخابية بأكثر من 290 مليون دولار.
وأوضحت الشبكة أنه على الجانب الآخر؛ يستفيد الساسة والحركات السياسية اليمينية من دعم ماسك بسبب شهرته العالمية كرئيس تنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، وبسبب استخدامه لشبكة "إكس" التي يمكلها، حيث لديه على حسابه الشخصي 217 مليون متابع.
ورأت الشبكة أن ماسك يمكن أن يدعم الساسة حول العالم أيضا في الوصول للرئيس الأمريكي، من خلال تقديم خط اتصال مباشر مع ترامب، لافتة إلى أن ماسك انضم إلى ترامب في اجتماعات متعددة مع زعماء عالميين بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.
Trending Plus