"الأزولا" بوابة جديدة لبدائل العلف الحيوانى والداجنى بالأقصر.. وكيل الزراعة: لدينا 236 ألف رأس ماشية وأغنام تحتاج للأعلاف يومياً.. تساهم فى توفير غذاء صحى واقتصادي للماشية.. صور

جانب من تدريب نظرى وعملى لزراعة نبات الأزولا

الأقصر – أحمد مرعى

الإثنين، 17 فبراير 2025 11:00 م

انطلقت محافظة الأقصر، بكل قوة في دعم بوابة جديدة لتوفير بديل جديد للعلف الحيواني والداجنى، والذي يعتبر أعلى إنتاجية وأقل سعراً، وهو نوع من نبات الأزولا الذي تم إدخاله إلى مصر حديثا ويسمي "Azolla Nilotica"، أو أزولا النيل وموطنها الأصلي جنوب وشرق السودان وأعالي النيل في أفريقيا، فهو نبات سرخسي صغير، يعيش طافياً على المسطحات المائية وفي المياه الضحلة مثل المستنقعات والخنادق والبحيرات، حيث المياه الراكدة أو البطيئة، وقد تم العثور عليه لأول مرة في آسيا، وجنوب وشرق إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

وعن ذلك النبات وتفاصيله يقول الدكتور جابر محمد كلحى وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، إنه يتم السعي حالياً بكل قوة لدعم الإستثمار في "نبات الأزولا" فهو يعتبر أحد البدائل المهمة للأعلاف، ويمكن إنتاجه في المنزل أو داخل المزرعة، وهو نبات سرخسي صغير يطفو على سطح المجاري المائية كما يوجد فى حقول الأرز المغمورة بالمياه، حيث ينمو معه نوع من الطحالب، ويعمل على تثبيت الآزوت الجوي، ويرتبط بنوع من الطحالب الخضراء المزرقة في معيشة تكافلية، وهو أحد أنواع الطحالب الخضراء المزرقة "طحلب الانيبيانا"، والذي يعيش في تجاويف بداخل أوراق الأزولا، ويعمل الطحلب على تثبيت الأزوت الجوي من خلال امتصاص أكاسيد النيتروجين من الهواء الجوي، ويحولها إلى نيتروجين، ويمد به الأزولا التي تستخدمه في بناء خلاياها، ونموها، وفي المقابل تقوم الأزولا بمد الطحلب بالمواد الغذائية الأخرى التي تكونها نتيجة عملية التمثيل الضوئي، لذلك يقوم مزارعي الأرز فى دول جنوب شرق آسيا باستزراع الأزولا فى حقول الأرز لتوفير جزء من عنصر النيتروجين اللازم لزراعة الأرز بشكل طبيعى عضوى.

وأضاف وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، لـ"اليوم السابع"، أن نبات الأزولا يستخدم كعلف للماشية ويوفر نحو 50% من قيمة الأعلاف، ومفيد كذلك للثروة السمكية إذ أنه طعام للأسماك والدواجن في المقام الأول ويعطى الفدان الواحد بعد زراعته بنحو 20 يوما 4 أطنان أزولا، مؤكداً أنه نبات يتم كشطه من فوق الماء لاستمرار النمو والإكثار، ويمكن زراعته فوق أسطح المنازل في أوعية من البولي إيثيلين، ويتم استخدامه كعلف لتغذية الطيور والمواشي، منوها أن المحافظة تضم 236 ألف رأس ماشية وأغنام متنوعة، وتعد بيئة خصبة لزراعة "الازولا" واستخدامها كبديل للأعلاف لتحقيق الأمن الغذائي والمساهمة في زيادة إنتاجية الثروة الحيوانية والداجنة وتنمية الثروة السمكية، حيث تؤدي إلى رفع مناعة الأسماك وزيادة مقاومتها للأمراض وكذلك الحفاظ على صحة الأسماك.

وفي خطوة جديدة لدعم الزراعات والثروة الحيوانية وتوفير الأعلاف البديلة بأسعار مخفضة، نظمت لجنة التنسيق والمتابعة لوحدة السكان بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، تدريب نظرى وعملى لزراعة نبات الأزولا كبديل طبيعي للأعلاف، مما يساهم في توفير غذاء صحي واقتصادي للبط، الدواجن، والمواشي، بل ويمكن زراعته بسهولة على أسطح المنازل بشركة القرش للاستزراع السمكي، وذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية لحل القضية السكانية ولتسريع الاستجابة المحلية لخفض معدلات النمو السكاني، وتحسين الخصائص السكانية للمواطنين ودعم الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2030.

ومن مزايا التدريب العمل على تعلم زراعة الأزولا بسهولة في المنزل، وتقليل تكلفة الأعلاف وتحقيق اكتفاء ذاتي، وهو فرصة لبدء مشروع صغير مربح، حيث قام بالتدريب المهندسة هند محمد مغازي، بحضور منتصر عبدالعزيز مقرر وحدة السكان بإسنا، ومحمود بكرى منسق قرية الشغب، وسحر أحمد محمد منسق قرية النمسا، وسحر فهيم منسق قرية الحلة، وفاتن سعد منسق قرية أصفون، بحضور عدد 21 من المستفيدين، حيث تقوم الإدارة المركزية للسكان بوزارة التنمية المحلية، تحت رعاية الدكتورة منال عوض معالي وزير التنمية المحلية، وبرئاسة الدكتورة فاطمة الزهراء جيل، بتقديم الدعم الفني المستمر ومتابعة أنشطة وحدات السكان بالتنسيق مع جميع شركاء العمل في جميع المراكز والمدن، وفى إطار ذلك قامت لجنة التنسيق والمتابعة بإسنا بإقامة ندوة ضمن مبادرة تحدث معه، برئاسة الدكتور محمد رزق رئيس مركز ومدينة إسنا، ومتابعة رجاء شوقي أحمد رئيس وحدة السكان بالأقصر، والدكتور أحمد العراقي منسق المسئولية المجتمعية وعضو المجلس الإقليمي للسكان.

وكان قد رصد "اليوم السابع"، انجاز جديد لأبناء مدينة إسنا جنوب الأقصر، حيث نجح إبن من أبناء البلدة في بدء زراعة نبات الأزولا كبديل اقتصادي الأعلاف، وهو عبارة عن نبات يعيش على أسطح الماء ويقوم بالتكاثر، حيث يحتوى على نسبة بروتين عالية تتراوح ما بين 30 إلى 40%، مما يجعله بديلًا للأعلاف التي تتناولها الحيوانات والطيور كما يتميز الأزولا بوجود مضاد حيوي طبيعي للطيور وكذلك الأسماك.

وقال المهندس محمد حمدى أبو آدم إبن مدينة إسنا جنوب الأقصر، إن نبات الأزولا أصل المنشأ له هو دولتين "الهند وجنوب أفريقيا" وتم اكتشافه بواقع الصدفة وتم تحليل وجدت فيه نسبة بروتين وألياف زيادة، حيث إنه نبات يعيش عائم على وجه المياه، فهو الذهب الأخضر كما يطلق عليه في دول الخليج، حيث يخرج منه أعلاف وسماد عضوي وكربوهيدرات وطاقة تستخدم في الأدوية البشرية، ويتم تقليبه في الماء فتنشق الورقة وتتكاثر زيادة فالمياه هي كلمة السر في تكاثر ذلك النبات، مضيفاً إن الفدان ينتج من 800 كيلو إلى طن كامل يتم تصفيتها وتجفيفها، فكل طائر وكل حيوان له نسبة معينة من الأزولا تقدم له كبديل للأعلاف، حيث أن عجل التسمين يحتاج بروتين زيادة وطاقة زائدة لهضم البروتين فيقوم بتزويد نسبة الأزولا، أما البقرة الحلوب فتحتاج لطاقة زيادة ولا تحتاج بروتين زيادة لكي تدر الألبان فيتم تخفيض نسبة البروتين وتزويد نسبة الكربوهيدرات، موضحاً أن طن العلف حالياً يتراوح ما بين 20 لـ25 ألف جنيه، أما طن الأزولا الأعلى جودة وبروتين فيصل أعلى سعر للطن الواحد 15 ألف فهو بديل أفضل وأرخص من الأعلاف وهو مستقبل العلف في مصر.