هل يشهد سوق الفن تحولات بعد تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة؟

ترامب
ترامب
كتب عبد الرحمن حبيب

في 20 يناير، أصبح دونالد ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة مرة أخرى وبدأ ترامب  بالفعل في خفض الضرائب والتنظيم، وإدخال العملات المشفرة إلى التيار المالي الرئيسي، وترحيل ملايين المهاجرين، وتمزيق التزامات بلاده المناخية، وشن حروب تجارية مع الصين وأوروبا وربما ضم قناة بنما وجرينلاند والآن حتى قطاع غزة حيث يقول جون إيكينبيري، أستاذ السياسة في جامعة برينستون، إن أمريكا تحولت إلى "دولة تعديلية لمعارضة النظام الدولي الليبرالي".

بالنسبة لأولئك المشاركين في تجارة الفن الدولية، التي كانت في حالة ركود خلال العامين الماضيين، قد يكون بعض هذا على الأقل بمثابة أخبار جيدة. يقول ماجنوس ريش، رجل أعمال مقيم في نيويورك ومؤلف كتاب "كيفية جمع الفن" لعام 2024: "إن عودة دونالد ترامب ستجلب إصلاحات ضريبية لصالح الأفراد ذوي الثروات العالية، مما يعزز عمليات شراء الفن الراقية. كما أن الإدارة الأكثر صداقة للعملات المشفرة قد تعيد إشعال الاهتمام بـ NFTs والمعاملات الفنية القائمة على blockchain، حسبما ذكر موقع أرت نيوز.

ولكن هل يمكننا أن نفترض أن أغنى أثرياء أمريكا، الذين يبدو أن ولاءاتهم السياسية تتجه بلا هوادة نحو اليمين، سيظهرون حماسًا متجددًا لشراء الفن عالي القيمة، وخاصة الفن المعاصر، والذي يميل، ربما أكثر من أي منتج إبداعي آخر، إلى تجسيد القيم الأخلاقية لـ "النظام الدولي الليبرالي"؟

في مقال رأي نُشر مؤخرًا في صحيفة فاينانشال تايمز، أعلن بيتر ثيل، الملياردير اليميني في مجال التكنولوجيا والمؤيد لترامب منذ فترة طويلة، أن السنوات الأربع المقبلة ستشهد عقابًا مأساويًا لما أسماه "النظام القديم" الليبرالي. ويضيف أن هذا الحرس القديم، الذي يعادل في القرن الحادي والعشرين الأرستقراطية الفرنسية عشية ثورة 1789، يحافظ على إيمان عتيق بـ "عالم أخلاقي"، وقد "أعادوا محاكمة التاريخ القديم" بلا نهاية من خلال سياسات الهوية، وشنوا حربًا رجعية ونكرية ضد الإنترنت، وهي الحرب التي "فاز بها الإنترنت". بعبارة أخرى، خسرت الأخلاق.

لقد تركت الهزيمة الشاملة للديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية لعام 2024 وصعود الدعم اليميني في أوروبا الليبراليين مضطرين إلى طرح بعض الأسئلة الصعبة على أنفسهم.

ولقد تسرب هذا التساؤل إلى عالم الفن المعاصر، الذي كان هوسه الحالي بالهوية موضوع جدال لاذع من قبل الناقد الفني دين كيسيك في مجلة هاربر وقد قادت زياراته إلى معارض فنية "ميتة" أقيمت مؤخرا، مثل بينالي البندقية وبينالي ويتني في العام الماضي، كيسيك إلى الاستنتاج: "في الماضي كان لدينا رسامو الحياة الحديثة؛ والآن لدينا رسامو الهويات المعاصرة. والحقيقة أن هذه الهويات ــ وليس الطريقة التي يتم التعبير عنها بها ــ هي التي يُفهَم أنها تعطي قيمة لفننا"، مضيفا: "عندما تكون الذات أكثر أهمية من التعبير، تصبح الثقافة الحقيقية مستحيلة". ولا أحد يهتم. يقول كيسيك: "يواصل القائمون على المعارض خوض حرب ثقافية انتهت بالفعل في العالم الخارجي". ففي العالم الخارجي، تتخلى الشركات الكبرى مثل ميتا وماكدونالدز وأمازون وول مارت عن برامج التنوع والمساواة والشمول من أجل كسب ود الرئيس ترامب.

ولكن ماذا عن الفن الذي يتم بيعه ــ أو على الأقل عرضه ــ في المعارض الفنية؟ هل يستطيع التجار تحمل تكاليف تمثيل الفنانين الذين تميل أعمالهم إلى اليسار وتميل إلى التشدد السياسي في حين يميل الكثير من أولئك الذين يملكون المال لشراء الأعمال المعاصرة الجادة إلى اليمين؟

إن الحل الذي تقدمه السوق والذي يمكن ملاحظته بوضوح في المعارض والمزادات التي تعرض أعمالاً لفنانين معاصرين أعيد بيعها يتلخص في الرسم الذي يبدو محايداً سياسياً وهادئاً إلى حد ما.

ومن هنا جاء النجاح التجاري الذي حققته مؤخراً التجريدية الصرفة (سيسيلي براون، وجادي فادوجوتيمي، ولوسي بول)، والتصوير التجريدي (فلورا يوكنوفيتش، وكريستينا كوارلز، وأفيري سينجر)، والسريالية الجديدة (جولي كيرتس، وبين سليدسينس)، وما قد نطلق عليه التمثيل "المريح" (جوناس وود، وهيلاري بيسيس). ورغم أن أسعار إعادة بيع العديد من هؤلاء الفنانين في المزادات انخفضت بشكل كبير على مدى العامين الماضيين، فإن هذا النوع من الرسم لا يزال يشكل الدعامة التجارية الأساسية للسوق المعاصرة.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الطقس اليوم.. استمرار الموجة شديدة الحرارة جنوبا وانخفاض تدريجى بهذه المناطق

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

إنتر ميلان يستضيف لاتسيو لمطاردة نابولى على لقب الدوري الإيطالي

المصرى يجتمع مع بوجلبان لفسخ التعاقد بالتراضى بعد رباعية سيراميكا

قمة تاريخية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى غدا .. لندن تسعى لإعادة ضبط علاقتها مع بروكسل بعد "بريكست".. توقعات باتفاق حول التعاون الأمنى والدفاعى بين الطرفين.. وحقوق الصيد وتنقل الشباب أبرز التحديات


موعد مباراة الأهلي القادمة أمام فاركو فى دوري nile والقناة الناقلة

مصطفى عسل يتوج ببطولة العالم للاسكواش للمرة الأولى فى تاريخه

عرق الأرض.. حكاية صمود بالمنجل والفأس فى زراعة وحصاد سنابل الخير بغيطان الشرقية بأجر يومى. "سعيد الجيزاوى " صاحب الـ 67 عاما علم أجيالا أعمال الفلاحة الصحيحة فى الحقول.. أمنية حياته تأدية فريضة الحج قبل وفاته

موعد انطلاق مباريات إياب ربع نهائى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا اليوم لتحديد المركز الثالث بأمم أفريقيا للشباب


فرص للعمل فى مجال تربية المواشى بالأردن.. تعرف على التفاصيل

بعد 245 يوما من محاكمة المتهمين.. أبرز محطات حادث تصادم قطارى الشرقية

ترتيب الدوري الفرنسي.. موناكو يتأهل لدوري الأبطال وهبوط سانت إيتيان

مباراة واحدة اليوم فى ختام الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

ملخص وأهداف مباراة كريستال بالاس ضد مان سيتي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي

الأهلي يزيد أوجاع الخلود في الدوري السعودي برباعية مثيرة.. فيديو

افتتاح مشروع توسعة كورنيش الإسكندرية والتشغيل التجريبى قريبا.. انتهاء أعمال الرصف من المنتزه حتى البوريفاج باتساع 5 حارات.. استكمال أعمال كوبرى "محمد نجيب".. وتوسعة "سيدى بشر" و17 بوابة للشواطئ.. فيديو وصور

جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا

انطلاق أكبر مبادرة لدعم طلاب الصف الثالث الإعدادى بالوادى الجديد.. محاضرات تعليمية مجانية ومراجعات نهائية داخل المساجد والكنائس ودور المناسبات لمراجعة المواد التعليمية تحت إشراف أكفأ المعلمين.. صور

مرماح وألعاب تحطيب وألعاب شعبية.. قرية الترامسة بقنا تحتفل بمولد الشيخ حسن أبو عامر.. أهالي القرية: الاحتفال ينظم سنويا.. ونشارك في لعبة التحطيب منذ 40 عاما.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى