تعيينات جديدة بوزارة الثقافة.. هل يتخلى الوزير عن الوجوه التقليدية؟

تشهد وزارة الثقافة المصرية في الفترة الأخيرة حركة تغييرات واسعة وغير مسبوقة، يقودها الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الذى بدأ منذ توليه المنصب فى نهاية يوليو الماضى تنفيذ خطة لإعادة هيكلة قطاعات الوزارة بما يتماشى مع رؤيته التطويرية للمشهد الثقافي.
وفي هذا السياق، أسند الوزير عدة مناصب قيادية ومهام جديدة لوجوه خارج الدائرة التقليدية للقيادات الثقافية، في خطوة يرى البعض أنها محاولة جادة لضخ دماء جديدة، بينما يراها آخرون إعادة ترتيب للأدوار داخل المنظومة القائمة.
هذه التحركات أثارت تساؤلات عديدة في الأوساط الثقافية، أبرزها: هل يسعى الوزير إلى تغيير قواعد اللعبة داخل الوزارة من خلال إبعاد الوجوه التقليدية والاعتماد على كفاءات جديدة؟ وهل تعكس هذه التعيينات توجهًا حقيقيًا نحو التجديد، أم أنها مجرد تغييرات شكلية؟
ومن أبرز المواقع التي اختار لها وزير الثقافة، وجوه من خارج دولاب وزارة الثقافة:
الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة
في مطلع ديسمبر الماضي، أصدر الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، قرارًا بندب الدكتور أشرف العزازي - الأستاذ بكلية الدراسات الأفريقية العليا، أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للثقافة، ورغم الخبرة الكبيرة لـ "العزازي" في المناصب الأكاديمية والدبلوماسية، لكنه لم يتولى من قبل أي منصب داخل وزارة الثقافة، إذ تأتي خبرته الكاملة في العمل الجامعي، بجانب عمله كمستشار ثقافي في عدد من الدول العربية، مثل موريتانيا والمملكة العربية السعودية.
رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة
خلال الأيام الماضية، أصدر وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، قرارا بتولي الدكتور خالد اللبان، رئيس جهاز الرقابة الإدارية بالأقصر سابقا، كرئيس للهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو أول رئيس للهيئة منذ الدكتور أحمد عواض الذي ترك منصبه في 2021، ومن بعدها تولى ثلاثة قيادات مسؤولية تسيير أعمال الهيئة، بداية من المخرج هشام عطوة، مرورا بالمحاسب ووكيل وزارة الثقافي الحالي عمرو البسيوني، وصولا للكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، الذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس الهيئة، وجاء اختيار "اللبان" ليمثل توجه جديد لدى وزير الثقافة، إذ لم يتولى أيضا رئيس "الثقافة الجماهيرية" الجديد، أي مناصب ثقافية من قبل، معتمدا على خبرته الواسعة في مجال الرقابة الإدارية لضمان اتخاذ خطوات جادة وملموسة في الإصلاح الإداري والمالي للهيئة.
الرقابة على المصنفات الفنية
ينتظر أن يصدر وزير الثقافة، قرارا بتولي الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال، مهام، الرقابة على المصنفات الفنية خلال الفترة القليلة المقبلة، ويأتي ذلك تأكيدا لتصريحات للدكتور أحمد فؤاد هنو، أدلي بها في مقابلة تليفزيونية خلال افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة، باختيار "كمال" رئيسا جديدا للرقابة، خلفا للدكتور خالد عبد الجليل، الذي بلغ سن المعاش، ويأتي اختيار عبد الرحيم كمال ليكون توجه أيضا جديد لتغيير المياه داخل الوزارة، بتعيين وجوه جديد، إذ لم يتولى عبد الرحيم كمال، أي مناصب رسمية من قبل.
وفي ظل هذه التغييرات، يترقب الوسط الثقافي ما إذا كانت هذه الخطوات ستؤدي إلى تطوير ملموس في أداء الوزارة، أم أنها ستواجه مقاومة من التيارات التقليدية التي اعتادت السيطرة على المشهد الثقافي لعقود. فهل نشهد قريبًا مرحلة جديدة من العمل الثقافي تعتمد على آليات مختلفة ورؤى أكثر انفتاحًا؟ أم أن التحديات الداخلية ستعرقل هذه التحولات قبل أن تؤتي ثمارها؟
Trending Plus