تغير المناخ يهدد أمريكا اللاتينية.. حر شديد يفسد احتفال البرازيل بكرنفال دى جانيرو والحرارة المحسوسة 62 درجة.. 22 حريقا نشطا فى غابات تشيلى.. الجفاف يضرب الزراعة فى أوروجواى.. والفيضانات تغرق بوليفيا

تعانى أمريكا الجنوبية من العديد من التغيرات المناخية التى أصبحت تهددها بشكل مباشر، وتزداد تهديدات تغير المناخ لدول القارة اللاتينية فى عام 2025، مع وصول ظاهرة النينيا، والتى تسببت فى فيضانات مدمرة فى البرازيل وبوليفيا، ومن المتوقع أن يمتد تأثيرها حتى أبريل المقبل.
وفى البرازيل، فإنها تشهد موجة حر شديدة، تتركز بشكل خاص فى منطقة العاصمة وتهدد بتحطيم الأرقام القياسية، تفسد أجواء الاحتفال بكرنفال ريو دى جانيرو، وبحسب تقديرات المعهد الوطنى للأرصاد الجوية (إنميت)، فإن درجة الحرارة فى ريو دى جانيرو قد تصل يوم الإثنين إلى 40 درجة مئوية، وهو ما قد يترجم إلى إحساس حرارى يبلغ 62.7 درجة مئوية مع رطوبة تصل إلى 80 %.
ويستمر هذا السيناريو، بحسب التوقعات، طيلة الأسبوع المقبل، مع متوسط درجات حرارة 36 درجة ودرجات حرارة أعلى من 50 درجة فى المتوسط، وبالمثل، من المستبعد سقوط الأمطار حتى 21 فبراير على الأقل.
وأعلنت عدد من الولايات الرئيسية حالة التأهب وهى ريو دى جانيرو، وريو جراندى دو سول، وميناس جيرايس، وباهيا، وبيرنامبوكو، وبياوى.
ونتيجة لهذا الوضع، أمرت السلطات فى ريو جراندى دو سول بتعليق الدراسة بسبب نقص البنية التحتية والموارد اللازمة للمناورة فى هذه الجبهة الدافئة فى الفصول الدراسية.
وقالت وزارة التعليم فى بيان "تنفيذا لقرار محكمة العدل بالولاية، لن تكون هناك فصول دراسية فى 2320 مدرسة فى شبكة الولاية"، فى حين رحب المعلمون بالقرار نظرا "لعدم وجود تهوية كافية ومصادر مياه كافية" للموظفين والطلاب.
وتوجه العديد من السكان المحليين والسياح إلى المياه فى محاولة للتخفيف من الحرارة الشديدة، حتى أن بعض الشواطئ فى ريو دى جانيرو أصبحت تعرض "دلو ملئ بالثلوج" حتى يتمكن الأشخاص من تبريد أقدامهم.
حذرت ماريا كلارا ساساكى، المتحدثة باسم شركة Tempo OK، من أن "البرازيل تشهد صيفًا يتميز بظروف جوية قاسية فى جميع مناطقها". ويشير هذا الخبير إلى أن هذا الاتجاه تم رصده منذ أواخر يناير وأوائل فبراير، الأمر الذى لفت انتباه خبراء الأرصاد الجوية والبيئة.
وفى أوروجواى فإنها تعانى من الجفاف الشديد أدى إلى خسائر بملايين الدولارات للقطاع الزراعى وترك المنطقة الحضرية تعانى من مشاكل فى الإمدادات، وأدى نقص الأمطار فى الأسابيع الأخيرة فى البلاد إلى إثارة حالة من التأهب فى الريف الأوروجوايانى وإعادة فتح المناقشات التى تمت مناقشتها خلال أسوأ مرحلة من العجز المائى، مما أدى إلى إعلان السلطات لحالة الطوارئ.
وأشارت صحيفة الباييس إلى أن حالة من عدم اليقين فى القطاع الإنتاجى تسود البلاد، وبحسب بيانات المعهد الوطنى للبحوث الزراعية (INIA)، كان هناك جفاف شديد فى عام 2024، مما أثرت سلبا على مياه الشرب والآن وصل الأمر إلى مياه رى الأراضى الزراعية ويتفاقم الوضع فى عام 2025 الجارى.
وقال رئيس شركة المياه المملوكة للدولة، راؤول مونتيرو، للصحيفة أن المياه الجوفية لم تتعاف بعد وتستمر فى إظهار آثار أزمة المياه الأخيرة، والتى أدت إلى أن تصبح المياه فى العاصمة مالحة لأيام، "تحتاج الزراعة إلى سقوط الأمطار على كامل السطح لأنها تحتاج إلى الرى العام الذى لا ينقطع، وقال "نحن بحاجة إلى أن لا يتم قطع قنواتنا".
وتظل الأنهار وروافدها، التى تعد مصدر مياه الشرب التى تصل إلى المنازل، تعانى من معدلات تدفق منخفضة، وأوضح رئيس منظمة OSE أنهم "لم يتعافوا بعد بشكل كامل من العجز المائى خلال السنوات الثلاث الماضية".
وفى هذا السياق، هناك نقاش لا يزال معلقا يتعلق بإنشاء نظام للمخاطر يتضمن، على سبيل المثال، حفر الآبار أو بناء السدود، أن تنفيذ مثل هذا الإجراء قد يؤدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 150%، وفقًا لتقديرات مركز دراسات الواقع الاقتصادى والاجتماعى (سيريس).
تمر أوروجواى بمرحلة التأهب هذه فى فترة انتقالية. فى الأول من مارس، ستعود الجبهة العريضة إلى السلطة فى أوروجواى مع ياماندو أورسى، وسيتولى ألفريدو فراتى، وهو زعيم روج له الرئيس السابق خوسيه موخيكا، منصب وزارة الثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية.
أما فى تشيلى، فلا يزال هناك 22 حريقا نشطا فى البلاد، بعد التغلب على عطلة نهاية أسبوع حرجة بسبب مخاطر موجة الحر التى أجبرت على إعلان حظر التجول والدوريات العسكرية.
أجرت الخدمة الوطنية للوقاية من الكوارث والاستجابة لها (Senapred) تقييماً جديداً يوم الثلاثاء، أوضحت فيه أن من بين الحرائق النشطة، 14 منها فى أراوكانيا، المنطقة الأكثر تضرراً من النيران.
وأشارت مديرة الوكالة الحكومية أليسيا سيبريان إلى أن 11 ألف هكتار من الأراضى قد تم استهلاكها بالفعل وأن مهام السيطرة قد تم تكثيفها فى هذه المنطقة، حيث تم تسجيل حرائق تؤثر على بلديات إرسيلا وجالفارينو ولاوتارو وبورين.
ولهذا السبب، أعلن أن حظر التجوال فى البلديات الـ12 المعنية بهذا النظام الخاص سيبقى سارى المفعول، على الرغم من أنه قد يتم تمديده مرة أخرى. حتى الآن، توفى شخص واحد وتظل الأرواح البشرية هى الشغل الشاغل للسلطات المحلية، مما أدى إلى إصدار 109 رسالة تنبيه من إدارة الطوارئ والإطفاء لإخلاء المناطق منذ بداية موسم الحرائق.
وفى بوليفيا، ارتفع عدد ضحايا الفيضانات إلى 27 شخصا، بعد العثور على ثلاث جثث فى نهر إيشيليو بمحافظة كوتشابامبا فى بوليفيا، بحسب نائب وزير الدفاع المدنى خوان كارلوس كالفيمونتيس.
وأشار تقرير وزارة الدفاع المدنى إلى أن 116207 أسرة تضررت فى ثمانى من محافظات البلاد التسع منذ نهاية نوفمبر 2024، عندما بدأ موسم الأمطار. ومنذ ذلك الحين، تأثر 665 منزلاً ودُمر 333 منزلاً آخر، وحتى أمس الأربعاء تأثرت ثمانى إدارات، وتم إعلان 27 بلدية فى حالة كارثة بلدية، منها 22 فى لاباز، وتأثر 1443 مجتمعًا وتوفى 27 شخصًا".
Trending Plus