"خط الصعيد".. من محمد منصور إلى محمد محسوب.. مسيرة دماء وجرائم بشعة عبر عقود من القتل والسرقة وتجارة المخدرات.. قوات الأمن تتمكن من القضاء على العصابات المجرمة.. وهذه نهاية آخر "خُط" ظهر بالصعيد

بعد مقتل محمد محسوب، آخر من لقب بـ"خط الصعيد"، في معركة دامية مع القوات الأمنية التي نجحت في قوات الامن ببراعة في القضاء عليه في مركز ساحل سليم بأسيوط، يُسدل الستار على أسطورة كانت تلاحق المصريين لعقود، فارتبط لقب “خط الصعيد” عبر الأزمان بأخطر المجرمين الذين سيطروا على محافظات الصعيد، حيث بسطوا نفوذهم بالقوة المفرطة والدموية، مستغلين الجبال والقرى المعزولة لفرض هيمنتهم عبر السلاح، ما نشر الرعب في قلوب المواطنين, تحدّوا أجهزة الأمن، وظنوا أنهم فوق القانون، لكن لم يكن لهذه الأسطورة نهاية سوى الإعدام أو الموت في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن.
بدأت قصة لقب "الخط"مع محمد منصور، الذي أسس هذا الخط الإجرامي في أوائل القرن العشرين، لتمتد الأجيال بعده من نوفل سعد، عزت حنفي، يحيى كامل، وصولاً إلى محمد محسوب "ساحل سليم"، الذي حمل هذا اللقب في عصر التطور التكنولوجي ويعتبر أول خط يستخدم السوشيال ميديا للترويج لشائعات زائفة لمحاولة خداع المصريين وتهديد الامن العام، هؤلاء جميعًا تورطوا في عشرات القضايا الوحشية التي تسببت في انهيار الأمن في العديد من المناطق، ليكونوا آخر من حملوا هذا اللقب الملطخ بالدماء.
1. محمد منصور: بداية أسطورة خط الصعيد
الجرائم:
محمد منصور، الذي وُلد في قرية درنكة بمحافظة أسيوط عام 1907، كان أحد أول من ارتكبوا جرائم القتل العمد، السرقة بالإكراه، وفرض الإتاوات في جنوب مصر. بدأت عصابته في التسعينيات من القرن الماضي عندما تورط في قضية ثأر دموي في أسيوط، حيث لجأ إلى الجبال لتشكيل عصابة مسلحة هاجمت القرى وفرضت الإتاوات على التجار والمزارعين.
كيف تم القضاء عليه:
استمرت ملاحقة منصور من قبل قوات الشرطة حتى عام 1947، حيث تمكنت السلطات من تحديد مكانه في أحد الجبال بعد مطاردة طويلة. واندلعت معركة عنيفة مع العصابة انتهت بمقتله أثناء تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن.
2. نوفل سعد: زعيم الثمانينيات
الجرائم:
نوفل سعد الدين وُلد في محافظة قنا، وكان تورطه في جرائم قتل مع أفراد عائلته في نزاع ثأري عام 1979 نقطة التحول في مسيرته الإجرامية. تم اتهامه بالقتل العمد، تجارة السلاح، والخطف، وكون عصابة مسلحة سيطرت على الطرق الزراعية وفرضت الإتاوات على التجار والمزارعين.
كيف تم القضاء عليه:
استمر نشاطه الإجرامي حتى عام 2007، حيث اندلع تبادل إطلاق نار بين قوات الأمن وعصابته، وتم القضاء عليه في هذه المعركة بعد أن واجهته الشرطة بمعدات ثقيلة، ليُسدل الستار على مسيرته الإجرامية.
3. عزت حنفي: إمبراطور النخيلة
الجرائم:
عزت حنفي، الذي وُلد في جزيرة النخيلة بأسيوط، كان أحد أكبر المجرمين “خط الصعيد” بعد أن حول الجزيرة إلى حصن إجرامي. كان متورطًا في جرائم قتل، تجارة مخدرات، احتجاز رهائن، وحيازة أسلحة ثقيلة. قاد عصابته التي زرعت المخدرات واحتجزت المعارضين، ليصبح اسمه مرتبطًا بالإرهاب والدم في منطقة الصعيد.
كيف تم القضاء عليه:
في عام 2004، اندلعت معركة النخيلة الشهيرة بين قوات الأمن وعصابته، حيث قامت الشرطة بمداهمة الجزيرة. بعد مقاومة شرسة استمرت ساعات طويلة، تم القبض على عزت حنفي وأفراد عصابته، وفي 2006، تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه.
4. يحيى كامل “تكية”: الأخطر في الألفية الجديدة
الجرائم:
يحيى كامل، المعروف بـ “تكية”، كان أحد أخطر المجرمين في الألفية الجديدة. وُلد في محافظة سوهاج، وارتكب العديد من الجرائم البشعة مثل القتل العمد، تجارة السلاح، المخدرات، والخطف. كوّن عصابة مسلحة ضمت أكثر من 20 شخصًا وارتكبت أكثر من 150 جريمة. تميزت عصابته بالترهيب الشديد الذي كان يمارسه على المواطنين.
كيف تم القضاء عليه:
في سبتمبر 2020، بعد سلسلة من المطاردات التي استمرت لعدة أشهر، تمكنت قوات الأمن من القضاء عليه في معركة دامية استخدمت فيها القوات الخاصة والمدرعات. قُتل “تكية” بعد أن حاول الهروب مع أفراد عصابته في إحدى القرى الجبلية.
5. محمد محسوب: أحدث فصول خط الصعيد
الجرائم:
محمد محسوب وُلد في قرية العفادرة – أسيوط، وتورط في جرائم القتل العمد، سرقة بالإكراه، وتجارة المخدرات والأسلحة. شكّل عصابة مسلحة ارتكبت العديد من الجرائم في أسيوط والمحافظات المجاورة. كما صدر ضده أكثر من 500 حكم قضائي، منها 44 جناية أدت إلى حكمه بالسجن 191 عامًا.
كيف تم القضاء عليه:
في 17 فبراير 2025، وبعد مطاردة استمرت 48 ساعة من قبل أجهزة الأمن بمساعدة وحدة “البلاك كوبرا” التابعة لوزارة الداخلية، تم القضاء عليه في اشتباك مسلح مع قوات الأمن، وأسفر الهجوم عن مقتل محمد محسوب و7 من أفراد عصابته، مما انتهى معه آخر فصول خط الصعيد بشكل نهائي.
Trending Plus