الحب على الحجر.. كيف سبق المصريون "تاج محل" بآلاف السنين فى تخليد مشاعرهم؟

أبو سمبل
أبو سمبل
محمد عبد الرحمن

حين يُذكر تاج محل تتبادر إلى الأذهان صورة ذلك الضريح الأبيض الساحر الذى شيده الإمبراطور المغولى شاه جهان تخليدًا لذكرى زوجته المحبوبة ممتاز محل، لم يكن ذلك الضريح مجرد مقبرة، بل كان رمزًا خالدًا للحب والوفاء، حتى أصبح إحدى عجائب الدنيا السبع الحديثة، ودليلًا بصريًا على أن الحب قد يُخلّد في الأحجار والمعمار.

لكن هل كانت فكرة تخليد الحب بالمباني العظيمة ابتكارًا مغوليًا؟ أم أن المصريين القدماء كانوا أصحاب الريادة في التعبير عن الحب والوفاء بالحجر قبل تاج محل بآلاف السنين؟

يبدو أن فكرة الوفاء للزوجة وتخليد ذكراها من خلال المباني الضخمة ليست جديدة، ولم يبتكرها جهان شاه، بل تمتد جذورها إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث كان رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة، هو النموذج الأقدم والأكثر وضوحًا لهذا النوع من الحب.

في جنوب مصر، تحديدًا في محافظة أسوان، لا تزال شواهد الحب قائمة في صورة المعابد التي بناها رمسيس الثاني لزوجته المحبوبة نفرتاري، وأبرز هذه المعابد معبد أبو سمبل العظيم، الذي شيّده خصيصًا لنفرتاري، حيث حملت واجهته نقشًا خالدًا يقول فيه الملك: "من أجل الزوجة الملكية العظمى نفرتاري مريموت، التي تشرق الشمس من أجلها".

هذا التعبير العاطفي، المحفور في الصخر، يكشف مدى حب رمسيس الثاني لنفرتاري، ويؤكد أن الملوك المصريين كانوا يعبرون عن مشاعرهم العميقة من خلال المعمار والآثار التي تتحدى الزمن، تمامًا كما فعل شاه جهان لاحقًا.

لكن ما يميز التجربة المصرية في تخليد الحب هو أنها لم تكن مجرد بناء واحد أو استثناءً في تاريخ مصر، بل كانت نهجًا حضاريًا متأصلًا، فالفراعنة لم يتركوا فقط مقابر ضخمة للملوك والملكات، بل شيّدوا معابد، مسلات، وتماثيل تعبر عن مشاعرهم وتخليدهم لمن يحبون.

حتى في المعمار الملكى المصرى، كان للزوجة والمحبوبة مكانة واضحة، حيث ظهرت تماثيل الملكات إلى جانب الملوك بنفس الضخامة والهيبة، وهو ما يعكس تقديرًا راسخًا للحب والشراكة، ويؤكد أن المصرى القديم لم يكن مجرد محارب أو قائد عظيم، بل كان أيضًا عاشقًا يُخلّد مشاعره بحجر لا يفنى.

ورغم أن تاج محل أصبح أشهر رموز الحب المعمارية في العالم، إلا أن الحقيقة التاريخية تقول إن المصريين القدماء سبقوا الفكرة بآلاف السنين، ربما لم يكن هناك "تاج محل فرعوني" بمفهوم الضريح، لكن معبد نفرتاري في أبو سمبل وغيره من المعابد المصرية هي الترجمة الأقدم والأكثر حيوية لفكرة تخليد الحب بالحجر، لتبقى مصر كما كانت دائمًا، رائدة في كل أشكال الفن، حتى في التعبير عن الحب.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غدًا.. مليون و200 ألف طالب بالشهادة الإعدادية يؤدون اختبارات الترم الثانى

خطة التأمين الطبى لاحتفالات عيد الأضحى 2025.. هيئة الإسعاف: نشر 838 سيارة مجهزة للعمل كوحدات عناية مركزة.. ونقل مرضى الغسيل الكلوى غير القادرين على الحركة إلى مراكز الغسيل.. وتؤكد: نسعى لتوفير أقصى رعاية ممكنة

موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية

داعش تعلن عن أول هجوم لها فى سوريا منذ تولى الشرع الحكم

موعد مباريات الأهلى فى كأس العالم للأندية 2025 بأمريكا


آخر فرصة.. وظائف شاغرة حتى نهاية مايو بمرتبات تصل لـ15 ألف جنيه شهريا

قانون حماية المستهلك.. 7 سلع لا تُرد ولا تستبدل أبرزها الملابس الداخلية

قضية الطفل ياسين تعود من جديد.. استئناف على حكم المؤبد للمتهم أمام الجنايات

مواعيد مباريات الترجي التونسي في كأس العالم للأندية 2025

موعد مباراة الزمالك وفاركو في دوري نايل والقنوات الناقلة


طهّر قلبك ورد المظالم.. دار الإفتاء توجه 9 نصائح مهمة لحجاج بيت الله الحرام

تحذير هام من معهد التغذية: لا تشترِ هذه اللحوم فى عيد الأضحى المبارك

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 30 - 5 - 2025 والقنوات الناقلة

رايا أبي راشد: روبرت دي نيرو خجول جدا وهيو جاكمان ألطف رجل في هوليوود

زلزال بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر يضرب باكستان

أحمد سعد يزيل التاتو عن ذراعه.. تعرف على النجوم من مهاويس الوشم

مجموعة الهبوط.. شوط أول سلبى بين زد وسموحة بالدورى

الاتحاد السكندري يتعادل أمام انبي 1 - 1 في الشوط الأول

الأهلي يوجه الشكر لربيعة وأكرم توفيق وحمزة علاء ويغيبون عن مونديال الأندية

الأهلي يعلن تعيين ريبييرو مديراً فنياً.. والنحاس مدرباً عاماً

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى