سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 فبراير 1978.. بطرس غالى فى قبرص لاستعادة المحتجزين وجثث 15 شهيدا من الصاعقة سقطوا فى الاشتباكات مع القوات القبرصية أثناء اقتحام مطار لارنكا

بطرس غالى
بطرس غالى

هبطت الطائرة المصرية التى تقل الدكتور بطرس غالى، وزير الدولة للشؤون الخارجية، فى مطار لارنكا بالعاصمة القبرصية «نيقوسيا»، يوم 20 فبراير، مثل هذا اليوم، 1978، كانت زيارة غالى للتفاوض مع السلطات القبرصية لاستعادة رجال الصاعقة المصرية المحتجزين، واستعادة جثث الجنود والضباط الذين سقطوا فى اليوم السابق «19 فبراير 1978» أثناء معركتهم مع القوات القبرصية، لتحرير الرهائن المصريين المحتجزين بعد اغتيال يوسف السباعى وزير الثقافة المصرية، على يد مجموعة «أبو نضال» الإرهابية الفلسطينية.. «راجع، ذات يوم، 18 فبراير 2025».

كانت معركة تحرير الرهائن التى جرت نموذجا لتسرع وفوضى قرار الرئيس السادات بإرسال قوات إلى قبرص دون علم سلطاتها، وهذا ما يؤكده شهود الحدث، لبرنامج «الجريمة السياسية» الذى أذيع على فضائية «الجزيرة» يوم 11 مارس 2007.

يكشف السفير حسن شاش، سفير مصر فى قبرص وقتئذ فى شهادته، أنه فى الساعة السادسة مساء 19 فبراير 1978 طلب قائد الطائرة العسكرية المصرية رخصة للهبوط فى المطار، مدعيا أن على متن الطائرة وزيرا مصريا حضر خصيصا للتفاوض مع القاتلين، ويذكر «شاش» أنه أخذ سيارته وذهب إلى المطار فوجد هناك الرئيس القبرصى «كابريانو» يقف فى البرج وحوله وزراء، وأبلغه بأن وزير الإعلام المصرى جاء للتفاوض مع الرهائن والمختطفين، فرد الرئيس: «خد معاك وزير فلان علشان تستقبلوا الوزير».

يؤكد «شاش» أن الموجودين فوجئوا بأن الطائرة القادمة عسكرية فأوقفوها فى آخر المطار، وهبط منها جندى صاعقة للاستطلاع، فتأكد القبارصة أن وحدة قوات خاصة مصرية مجهزة بالأسلحة على متنها، ويضيف «شاش» أنه دخل الطائرة مع الوزير القبرصى فسأله ضابط صاعقة: فين الملحق العسكرى؟ فرد: أنا السفير، فقال الضابط: بصراحة أنا جاى أعمل عملية فدائية لتخليص الرهائن من المختطفين. يذكر «شاش» أنه ذهب إلى الرئيس القبرصى فقابله بعاصفة غضب قائلا: «انتم جايين تحتلوا قبرص، انتم إيه يا مصريين حد قال لكم تيجوا؟، أنا دولة محترمة إزاى إنكم تعملوا كده».

حاول «شاش» تهدئة الرئيس القبرصى، فقال له إن القادمين جاءوا لخدمتكم، وأعطاه وعدا بأنه لن ينزل أحد من الطائرة إلا بإذنه كرئيس، والمثير أن هذا كان يحدث بينما توصل القبارصة إلى اتفاق مع الإرهابيين على إطلاق سراح الرهائن مقابل الحصول على جوازات سفر قبرصية، ويؤكد اللواء هانى عبدالعزيز الضابط السابق بجهاز أمن الدولة: «معلوماتنا أن زعيم الحزب الاشتراكى فاسوس ليساريدس، كان شبه توصل لاتفاق مع المختطفين».

كان الكاتب الروائى إدوارد الخراط من المحتجزين، وكان مشاركا فى مؤتمر منظمة التضامن الأفروآسيوى، الذى وقعت خلاله جريمة اغتيال السباعى وعملية احتجاز الرهائن، ويؤكد: «المسائل كانت منتهية تقريبا، ولما نزلنا إلى لارنكا قالوا لنا خلاص يا إخوان المسائل بدأت تتحل، فانشغل كل واحد منا، إما بتسريح شعره، أو بلبس الجاكت، أو بغسيل وجهه علشان ننزل».

لم يمض أكثر من خمس دقائق تقريبا على وعد «شاش» للرئيس القبرصى بألا ينزل أحد من الطائرة إلا بإذنه كرئيس للبلاد حتى فوجئ الجميع بسيارة جيب تنزل من الطائرة المصرية، ويضرب منها الجنود بالبنادق، تنفيذا لأوامر قائد قوات الصاعقة المصرية الذى أعطى إشارة البدء بالهجوم الشامل على الطائرة القبرصية التى بها المحتجزون، فردت القوات القبرصية، لتبدأ معركة استمرت قرابة خمسين دقيقة، أسفرت عن تدمير الطائرة العسكرية المصرية وقتل خمسة عشر من رجال الصاعقة، وجرح ما يزيد على ثمانين مصابا من الطرفين، وتم القبض على من تبقى من الجنود المصريين.

فى اليوم التالى للمعركة طلب رئيس الوزراء ممدوح سالم من بطرس غالى السفر إلى قبرص للتفاوض لاستعادة الجنود المحتجزين وجثث الضحايا، ويؤكد «غالى» أنه وجد فى الطائرة التى أقلته مجموعة من الصاعقة، فسأل الضابط عما إذا كانوا سينفذون هجوما جديدا، فرد: «عندنا تعليمات»، يضيف غالى: «لما نزلنا المطار أنزلتنى السلطات البريطانية أنا ومدير مكتبى وتم إغلاق باب الطائرة على الباقى»، واجتمعت مع الرئيس القبرصى لإنقاذ العلاقات المصرية القبرصية من الانهيار، وانتهت المفاوضات بعودة المصريين، وبعد أن تحركت الطائرة بهم بدقائق، أعلن السادات سحب اعترافه بقبرص وبالرئيس كابرينو، واستدعاء بعثة مصر الدبلوماسية من نيقوسيا، كما طالب الحكومة القبرصية بسحب بعثتها الدبلوماسية من القاهرة.

فى مطار القاهرة تم استقبال رجال الصاعقة استقبال الأبطال، وتكريمهم ومنحهم الأوسمة، وأقيمت جنازة شعبية لضحايا الحادث شارك السادات فيها، ووسط هجوم ضار على الفلسطينيين والقضية الفلسطينية أشادت وسائل الإعلام المصرية بنجاح مهمة الصاعقة وروت قصصا لبطولاتهم، بينما رأت المعارضة المصرية أن هذه الضجة هى للتغطية على الخطأ الجسيم الذى ارتكبه السادات بإرسال قوات الصاعقة دون إذن السلطات القبرصية.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ميلان ضد بولونيا.. التشكيل المتوقع لقمة نهائى كأس إيطاليا

أزمة مباراة القمة.. الزمالك يترقب قبل التصعيد للمحكمة الرياضية

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

الرئيس السيسى يجتمع بوزير التعليم ومدير الأكاديمية العسكرية

أحمد شكرى مساعد البدرى فى تدريب الأهلى الليبى: الأحداث مؤسفة جدا فى طرابلس


مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

ولى العهد السعودى: نؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة والسودان وندعم وحدة الأراضي السورية

أزمة مباراة القمة.. لجنة التظلمات تحسم غدا قرارها بشأن لقاء الأهلى والزمالك

قائمة المنتخبات المتأهلة لكأس العالم للشباب في تشيلي..مصر الأبرز فى أفريقيا

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا


اتجاه في اتحاد الكرة لرفض مطالبات الأندية بإلغاء الهبوط في اجتماع الثلاثاء

القوات التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي تبدأ المرحلة الثانية من العملية العسكرية

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

ماذا تفعل إذا شعرت بهزة أرضية؟ دليل مبسط للتصرف الآمن

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

وفاة جورج وسوف شائعة وحالته الصحية بخير ويستعد لجولته الغنائية فى أوروبا

محامى رمضان صبحى يكشف حقيقة القبض على شخص يؤدى الامتحان بدلا منه

اللى معاه كلب يربطه.. وزارة الزراعة تبدأ عهدا جديدا لتنظيم حيازة الحيوانات

فتاة تتهم سائق بمحاولة الاعتداء عليها في مدينة 6 أكتوبر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى