البطاطس رابع أهم الحاصلات الزراعية على مستوى العالم.. دخلت مصر فى فترة الاحتلال البريطانى.. وتتربع على عرش محاصيل الخضر وتدخل فى صناعة النشا.. ووزارة الزراعة: نصدر أكثر من مليون طن سنويًا

البطاطس أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي تسهم بشكل كبير في الاقتصاد القومي المصري، و ليست فقط مصدرًا غذائيًا محببًا للمصريين، بل مكون أساسي في العديد من الصناعات، وتساهم في دعم المشروعات القومية.
وتنحدر أصول البطاطس من جبال الأنديز فى قارة أمريكا الجنوبية، وتحديدًا في المنطقة الواقعة بين بوليفيا وبيرو، حيث كانت حضارة "الإنكا" تعتمد على هذا المحصول بشكل رئيسي قبل الغزو الإسباني.
ومع غزو الإسبان لـ "بيرو" انتقل محصول البطاطس إلى أوروبا، لتنتشر زراعتها في مناطق متعددة، بعد البداية المتعثرة وفشل زراعتها في معظم دول أوروبا، وهو النجاح الذى بدأ في أيرلندا أولًا، لتنتقل إلى أمريكا الشمالية في القرن الثامن عشر.
ودخلت البطاطس إلى مصر في فترة الاحتلال البريطاني، حيث تم اعتمادها كمصدر غذائي لقوات الجيش الإنجليزي، وكان يتم منح المزارعين المصريين كميات صغيرة من البطاطس، مقابل حصاد غالبية المحصول لتلبية احتياجات الجيش البريطاني، و لم تحقق النجاح في البداية، بسبب عدم توافق الظروف المناخية.
ووفقًا لتقارير الحجر الزراعي تحتل البطاطس الآن مكانة رفيعة بين المحاصيل الزراعية، إذ تعد رابع أهم الحاصلات على مستوى العالم بعد القمح، الذرة، والأرز، و هذا المحصول ليس فقط هامًا للاقتصاد القومي المصري، بل أيضًا له أهمية على مستوى العالم، حيث يُستهلك على نطاق واسع من قبل كافة الفئات العمرية والاجتماعية.
وتدخل البطاطس في العديد من الصناعات الأخرى، مثل استخراج النشا الذي يستخدم في صناعة الغراء والمستحضرات الطبية، وكذلك في إنتاج الوقود الحيوي وعلف الماشية، و تحتوي على قيمة غذائية عالية، بالنظر إلى كمية العناصر الغذائية التي تحتوي عليها مثل النشويات والبروتينات والفيتامينات، فضلًا عن العديد من المعادن مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم.
وتتربع البطاطس على عرش محاصيل الخضر لأسباب عديدة، حيث تعد المحصول الخضري الأكثر تصديرًا، حيث يتم تصدير نحو مليون طن سنويًا، علاوة على تعدد استخداماتها إذ تدخل في أكثر من 15 طريقة تحضير، دون الحاجة إلى إضافة أي مصادر أخرى للنشويات.
وتحظى البطاطس بمكانة خاصة في أوروبا وأمريكا وبعض دول آسيا، حيث تعد مصدرًا رئيسيًا للكربوهيدرات في تلك البلدان.
و زادت المساحة المنزرعة بالبطاطس فى مصر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت من 300 إلى 542 ألف فدان، بمتوسط إنتاج يتراوح بين 6.5 إلى 7 ملايين طن سنويًا، لتوفر دخلًا نقديًا كبيرًا للبلاد، من خلال تصدير حوالي 1.056 مليون طن سنويًا، وفقًا لوزارة الزراعة.
ووفقًا لمركز البحوث الزراعية تم تطوير الأصناف المزروعة في مصر لتتناسب مع الظروف المحلية، حيث يتم اختبار الأصناف الجديدة التي تدخل البلاد عبر زراعتها في مناطق متعددة للتأكد من ملائمتها للتربة المصرية، و بعض الأصناف تتوافق مع أنواع معينة من الأراضي، حيث يفضل زراعة "البنبه" في الأراضي الثقيلة، بينما تجود أصناف مثل "الأمندين" في الأراضي الخفيفة.
وأكد مركز البحوث الزراعية أن البطاطس تحتاج ظروف مناخية باردة ومعتدلة خلال الشهرين الأولين من زراعتها، مع نهار طويل نسبيًا ودرجات حرارة تتراوح بين 20-25 درجة مئوية، حيث يساعد ذلك في تكوين مجموعة خضراء قوية تعزز إنتاج الدرنات لاحقًا.
من جانبها قالت الدكتورة نجلاء بلابل مدير مشروع حصر ومكافحة العفن البني في البطاطس، أن إجمالي المساحات الخالية من العفن البني على مستوى الجمهورية 566 ألف فدان.
جدير بالذكر أن محصول البطاطس واحد من المحاصيل الاستراتيجية، التي تحتل مكانة مرموقة في قائمة صادراتنا الزراعية، علاوة على كونها أحد الركائز الأساسية التي لا غنى عنها، في قائمة الغذاء اليومي لعموم المصريين، ما يحتم مضاعفة معدلات إنتاجيته، وحمايته من الإصابات المرضية والحشرية، المتوقعة على مدار الموسم.
Trending Plus