المفتي لقناة الناس: العلم بلا دين حول شعوب كاملة لحقول تجارب فى دول متقدمة

الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية
الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية
محمد شرقاوى

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن التقدم والمدنية التي نعيشها اليوم لا تلغي الحاجة إلى الدين، بل إن العلاقة بين العلم والدين علاقة تكاملية لا تعارض فيها، مشيرًا إلى أن الإسلام جعل العلم أساسًا للخلافة في الأرض، مستدلًا بقوله تعالى: "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ"، حيث كان العلم هو الفارق بين الإنسان والملائكة.


وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: "البعض قد يسوّل له خياله بأن هناك تعارضًا بين العلم والدين، الواقع أنه لا يوجد تعارض بين العلم والدين، بل إن من بين ما يتميز به هذا الدين أنه في أولى دعواته قال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) بل الأعجب من ذلك أن هذا الدين، منذ أن أراده الله تبارك وتعالى ودعا الناس إليه، كان العلم هو النقطة أو الركيزة التي اعتمد عليها، بدليل أنك عندما تتحدث عن قضية الخلق الأول لأبينا آدم، تجد أن الذي فرّق بينه وبين الملائكة هو قضية العلم، حيث قال تعالى: (وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة)، فكان الله تبارك وتعالى في هذه الجزئية يؤكد على دور العلم، بدليل أنه علّم آدم، حتى إن الملائكة عندما احتجّت وقالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)، قال لهم: (إني أعلم ما لا تعلمون)". 

 

وتابع: "ثم قال تعالى: (وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم...) إلى آخر الآيات، هنا تدرك أن الله تبارك وتعالى أراد أن يخبر آدم، والخطاب لابنائه من بعده، بأن العمدة في تحقيق الخلافة لا تتحقق إلا بالعلم، ثم هذا الربط المحكم بين هذه القضية في بدء الخليقة يشير إلى أن العلم لا يتحقق إلا من خلال قواعد ثابتة وأخلاق راسخة، والدين يمثل الشق الأكبر فيها، وفي ذات الوقت، يشير هذا الحوار إلى أن الدين لا يتحقق إلا من خلال العلم، ثم تأكّد ذلك في دعوة الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم تكن الدعوة فيها إلى التوحيد فقط، وإنما الدعوة إلى العلم أيضًا، وكأن الله تعالى يريد أن يقول للناس إن التوحيد، الذي هو القطب الرئيس في الدين والمقصد العظيم فيه، لا يمكن للإنسان أن يصل إليه بصورة تتجلى معها الكمال المطلق للذات الإلهية إلا من خلال هذا العلم، لذلك، بدأ الله هذه الرسالة بالدعوة إلى العلم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)". 

وتسائل: "لكن، هل يمكن أن نقول إن التمدن والتحضر يحققان كل شيء دون الحاجة إلى الدين؟، الواقع أن العلم في حاجة إلى الدين؛ فالعلم بلا دين استبداد، وتستطيع أن تقف على كثير من النظريات والاكتشافات العلمية الحديثة، وكيف أن العلم، حينما انطلق بعيدًا عن القانون الديني الأخلاقي، ظلم الإنسانية، فقد حقق الرفاهية لمجموعة من الناس، لكنه قضى على أجناس أخرى، العلم بعيدًا عن الدين أوجد هذا التنوع القائم على شيء من العنصرية والاستبداد، العلم بعيدًا عن الدين دفع أصحاب الحضارة ودعاة التمدن إلى جعل شعوب كاملة أشبه بحقول للتجارب، دون مراعاة للكرامة الإنسانية أو الطبيعة البشرية". 

وأردف: "لكن الإشكالية أن الدين يُلزم العالم بالالتزام بأخلاق المهنة، فمثلًا الطبيب لابد أن يلتزم بأخلاق المهنة، فيتعامل مع المريض وفق حالته، فلا يكشف له أمرًا، ولا يهتك له سرًا، ولا يصف له دواءً لا يؤدي إلى الشفاء، فضلاً عن الأمانة في القول، والبشاشة في الوجه، وهذا هو المعنى الحضاري الحقيقي، أما الآن، فأنت أمام حضارة يُشار إليها بالبنان، لكنها، في الواقع، قاسية وظالمة ومستبدة، انظر، مثلًا، إلى هذا الفيروس الذي كان القصد منه القضاء على ما يقرب من ثلث سكان العالم، للوصول إلى ما يسمى بـ"المليار الذهبي"، وكان هذا الجانب بيدهم، لكن الأمر بعيد تمامًا عن الحق والواقع، الدين هو الذي يحقق هذه المعادلة، وهو الذي يوازن ويجمّل هذه المسألة، هذه الحضارة العربية الإسلامية التي شرفنا الله تعالى بالانتساب إليها، والتي في أقل من 100 سنة وضعت قدمًا في الصين وأخرى في الأندلس، كيف جمعت بين هذا وذاك؟ وكيف حققت هذا؟ إنها أدركت طبيعة العلاقة بين العلم والدين؛ فالدين دافع، والدين ضابط، والدين موجّه، وأنت، أمام هذا الدافع والضابط والموجّه، مطالب بأن تبحث، وتنقب، وتأخذ بأسباب التقدم وعوامل التحضر. 

واستكمل: "أنت، كمسلم، ما لم تبحث عن هذه الجوانب، حتى وإن وُصفت بأنها رفاهية، فإنك تقع في محظور شرعي، لماذا؟ لأنك مطالب بأن تكون سيدًا في هذا الكون، وهذه السيادة لا تتحقق إلا بالسيطرة على موارده، والاستفادة مما هو موجود فيه، بقصد تحقيق الرفاهية للإنسان، والصالح لبني جنسه، وأداء المسؤولية والأمانة التي كُلّف بها، إن هذه العلاقة هي التي تجعل الإنسان منا لا يتطاول على الطبيعة، ولا يعتدي على البيئة: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)، نحن أمام أزمة حقيقية، تتمثل في أن الحضارة المادية التي نراها اليوم قاسية وشديدة الجنوح إلى المادة، وقد قضت على الأخضر واليابس، وعلى الطبيعة الروحية، وفي سبيل ذلك، استباحت الغالي والنفيس، وقضت على الكرامة الإنسانية، ولهذا وجدنا ما يسمى بـ(الموت الرحيم والموت غير الرحيم)، وهي مصطلحات لا تراعي للإنسانية كرامة، ولا للبشرية وقارًا".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البورصة المصرية تختتم تعاملات الأسبوع بصعود جماعى رغم خسائر شركات رجل الأعمال وليد زكى.. رأس المال السوقى يربح 10 مليارات جنيه بدعم من العرب.. والطارق ترفع حصتها فى "تعليم" لخدمات الإدارة بعد شراء 1.3 مليون سهم

من الهيروغليفية إلى الألحان.. رحلة اللغة القبطية من الحضارة القديمة إلى الليتورجيا المعاصرة.. جسر بين الحضارات وتراث روحي حى وشراكة تاريخية منذ فجر المسيحية.. والبابا كيرلس الرابع أحيها فى القرن التاسع عشر

انطلاق حفل قرعة دوري أبطال أوروبا.. بث مباشر والقناة الناقلة

اليوم السابع: القاهرة والدوحة تناقشان تفعيل حزمة استثمارات قطرية بـ7.5 مليار دولار

البنك المركزى يقرر خفض أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض بنسبة 2%


الداخلية تضبط تيك توكر لنشرها فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

الأرصاد: طقس شديد الحرارة غدا على أغلب الأنحاء وارتفاع الرطوبة مع شبورة صباحية

محمد صلاح يطارد أساطير أوروبا في دوري الأبطال موسم 2025-2026

كل ما تريد معرفته عن غيابات الأهلي في مباراة بيراميدز وموقف إمام عاشور؟

أزمة ثقة الحلقة4.. هاجر الشرنوبي تحرض عبير منير على البلاغ عن اختفاء شقيقها


مواجهات نارية تنتظر مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا

جنايات القاهرة تقضى بالتحفظ على أموال التيك توكر سوزى الأردنية وأسرتها

7.5 مليار دولار.. رئيسا وزراء مصر وقطر يناقشان تفعيل حزمة شراكة بين البلدين

جنايات القاهرة تقضى بالتحفظ على أموال التيك توكر شاكر محظور

الآن.. نتيجة الثانوية العامة الدور الثانى 2025

ترقبوا.. اليوم السابع ينشر نتيجة الثانوية العامة الدور الثانى 2025 بعد قليل.. اعتماد رسمى من وزير التعليم ونسبة النجاح تتجاوز 90% للنظام القديم والحديث.. وهذا موعد التقديم للمرحلة الثالثة من التنسيق

زيزو يحافظ على صدارة الأفضل في الدوري المصري بعد نهاية الجولة الرابعة

نتيجة الثانوية العامة الدور الثانى 2025 على اليوم السابع بعد قليل

الخميس 4 سبتمبر إجازة رسمية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف

مسؤول بالبيت الأبيض: ترامب عقد اجتماعا بشأن غزة بحضور بلير وكوشنر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى