رئيس اتحاد المصورين العرب: التصوير في مناطق النزاع يتطلب شجاعة ومهارة

لعب التصوير دورًا محوريًا في توثيق التاريخ، ونقل الثقافات، والتعبير عن المشاعر والأفكار، وحاليا أصبح التصوير لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب، كما يمكن للصور أن تحرك المشاعر، تروي القصص، وتكشف الحقائق التي قد تعجز الكلمات عن وصفها، مما يجعل التصوير أداة لا غنى عنها في حياتنا اليومية، ومن هذا المنطلق حرصنا على اجراء حوار مع رئيس اتحاد المصورين العرب وأحد أعضاء الاتحاد أثناء مشاركتهما في مهرجان إكسبوجر الدولى للتصوير بدورته الـ 9.

فإلى نص الحوار مع المصور أديب العانى رئيس اتحاد المصورين العرب، في مهرجان إكسبوجر الدولي

كيف ترى تطور دور المصور في عالم اليوم؟

اليوم، أصبح المصور عنصرًا أساسيًا في توثيق الحياة بجميع تفاصيلها، فقد نجده في كل مكان، يوثق الأحداث العالمية، سواء الحروب أو الكوارث أو حتى الحياة اليومية. الصورة لم تعد مجرد لقطة، بل أصبحت وسيلة تعبير قوية تحمل آلاف الكلمات دون الحاجة إلى تعليق، المصور اليوم ليس مجرد ملتقط للصورة، بل هو مفكر يخطط وينفذ ليحكي قصة بصرية مؤثرة.

ما الذي يجعل مهرجان اكسبوجر محطة مهمة في عالم التصوير؟

مهرجان إكسبوجر يمثل نقطة التقاء لأمهر المصورين من مختلف أنحاء العالم، إنه مساحة تعرض ألوانًا مختلفة من الحياة، حيث يمكن للزائرين الانتقال بين زوايا المعرض ليشاهدوا قصصًا متنوعة، من توثيق الحروب والكوارث الطبيعية مثل البراكين والزلازل، إلى التصوير الصحفي، والبورتريه، والمشاهد الحياتية اليومية، اليوم، المصور لم يعد مجرد ناقل للحدث، بل أصبح قائدًا ومؤثرًا في صناعة الصورة التي تحكي الواقع.

كيف تطور مستوى الصور المشاركة في المهرجان عبر نسخه المختلفة؟

مع كل نسخة جديدة من المهرجان، هناك أعمال قوية وأخرى بسيطة، لكن لا يمكن القول إن هناك صورًا ضعيفة. في البداية، كان حجم المشاركات محدودًا، لكنه نما بشكل كبير بمرور الوقت، نحن نؤمن بأن “القليل النافع خير من الكثير الضار”، لذا يتم اختيار أفضل الصور من بين آلاف المشاركات، على سبيل المثال، في النسخة التاسعة، تم تصفية المشاركات من آلاف الصور إلى 109 أعمال فقط، والتي تم اختيارها بعناية لتعكس أعلى مستويات الجودة والإبداع.

هل حصل المصورون العرب على اعتراف دولي أو جوائز عالمية؟

نعم، هناك العديد من المصورين العرب الذين حصلوا على جوائز عالمية، التصوير ليس مجرد مهارة، بل هو فن يحتاج إلى درجات عالية من الإبداع والتميز، وهذا ما يحققه المصورون العرب في الساحة العالمية.

ما النصيحة التي تقدمها للمصورين الشباب الراغبين في بناء هوية بصرية خاصة بهم؟

أولًا، يجب على المصور أن يفهم أساسيات التصوير ويتقن إعدادات الكاميرا قبل شرائها، مع الحرص على اختيار أفضل جودة ممكنة ضمن ميزانيته. كما أن الثقافة البصرية ضرورية، لذلك أنصح المصورين الشباب بحضور الدورات التدريبية، ومتابعة الأعمال الفنية العالمية، والمشاركة في المعارض والمسابقات. التصوير ليس مجرد التقاط صورة، بل هو عملية إبداعية تبدأ من الفكرة وتنتهي بصناعة صورة تحمل رسالة ومعنى.

وفى نفس السياق انتقلنا إلى عبدالله البقيش، عضو مجلس إدارة اتحاد المصورين العرب ومسؤول المعارض فالى نص الحوار:

كم عدد الأعمال المشاركة والمصورين في المعرض هذا العام؟

عدد الأعمال المشاركة في المعرض يتراوح بين 800 و900 عمل، ويشارك حاليًا 30 مصورًا، كما نقوم بإصدار كتاب سنوي للمعرض، يحتوي هذا العام على 109 أعمال، من ضمنها الأعمال الثلاثية المشاركة في المعرض.

ما أنواع التصوير التي يتضمنها المعرض؟

المعرض يضم أعمالًا متنوعة تشمل تصوير الطبيعة، التصوير الرياضي، والتصوير التوثيقي، كما يضم مجموعة واسعة من الأعمال التي تسلط الضوء على مختلف جوانب الحياة.

كيف يمكن للمصور في أماكن النزاع أن يؤدي عمله دون تعريض نفسه للخطر؟

المصور في أماكن النزاع يجب أن يكون لديه الأوراق الرسمية المناسبة التي تتيح له العمل في هذه الظروف، كما يجب أن يستخدم المعدات المناسبة، وأهمها عدسات الزوم، التي تتيح له التصوير من مسافة آمنة. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري أن يكون المصور على دراية بالمخاطر المحيطة به وأن يتخذ الاحتياطات اللازمة أثناء العمل.

هل هناك فرص لتنظيم معارض أو مسابقات للمواهب واجتماعات للمصورين؟

نعم، الاتحاد يحرص على تنظيم معارض ومسابقات بشكل مستمر، بالإضافة إلى رحلات وفعاليات تجمع المصورين لتبادل الخبرات وتطوير مهاراتهم. المشاركة في هذه الفعاليات تساهم بشكل كبير في تطور المصور وتعزيز فرصه في المجال.

كيف يمكن للمصور أن يقدم أعمال تميزه عن غيره؟

بناء الهوية البصرية يتطلب من المصور التركيز على مجال معين من التصوير، بحيث يصبح لديه خبرة متخصصة فيه، كما أن تطوير الأسلوب الشخصي من خلال التجربة المستمرة، والتعلم من الآخرين، والاستمرار في الإبداع يساعد المصور على ترك بصمة خاصة به في المجال.

ما النصيحة التي تقدمها للمصورين الشباب الذين يرغبون في دخول مجال التصوير؟

أنصح المصورين الشباب بالبدء بأبسط الأدوات، مثل التصوير بالهاتف، ثم التدرج لشراء كاميرا وعدسات مناسبة حسب إمكانياتهم. الأهم هو الاستمرار في التصوير، حضور المعارض، متابعة أعمال المصورين المحترفين، والقراءة والتعلم المستمر من المصادر المختلفة مثل يوتيوب والمعارض الفنية. كل هذه العوامل تساعد في تطوير مهاراتهم وصقل رؤيتهم الفنية.