أنا أستطيع

كثير من الناس يظنون أن إمكانياتهم تقف عند مرحلة مُعينة، فلا يُحاولون بأي حال من الأحوال تغيير أوضاعهم، ظنًا منهم ان هذا غاية ما وصلوا إليه، وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، وبالتبعية تظل إمكانياتهم رابضة في مكانها لا تتحرك أو تتقدم خطوة واحدة للأمام، لأن الصورة الذهنية التي ملأوا بها عُقولهم وأحاسيسهم أكدت لهم أن هذه جل ما لديهم من قدرات، وأن هذا الأمر لا يمكن أن يتطور لأبعد من هذا الإطار، ولكن الشخص الذي ينجح في تطوير ذاته هو الذي يرى أبعد مما يراه الآخرون، لقناعته التامة أن الأمر ليس قدرات بقدر ما هو تدريب مُستمر يساهم بشكل كبير في تطوير الإمكانيات.
فلقد كان هناك مدرب كرة سلة يتفقد لاعبيه، فرأى أحدهم يلعب ويرمي الكرة دومًا مستخدمًا إحدى يديه دون الأخرى، وهذه تعتبر نقطة ضعف كبيرة، حيث يُسهل على الخصم كسبه، بينما لو أنه أجاد استخدام كلتا يديه في رمي الكرة في السلة، لاستطاع بذلك أن يُناور أكثر، وأن يتغلب على خصمه، وحين قال المُدرب للاعب: "لِمَ لا تستخدم كلتا يديك في رمي الكرة في السلة؟" أجاب اللاعب قائلاً: "بأنه لا يستطيع"، لكن المدرب صحح له القول، قائلًا: "أنت تستطيع، إنك فقط تحتاج إلى تدريب، قل: لم أفعل هذا من قبل، لم أتدرب عليه، لكنك بالفعل تستطيع إن تُدربت عليه".
وبالفعل استطاع اللاعب بمهارة فائقة أن يرمي الكرة بأي من يديه الاثنين بذات المهارة، فالأمر برمته لا يخرج عن كون الإنسان يُلقن نفسه عبارة: "لا أستطيع"، فهذه العبارة كفيلة بتثبيط أي همة في الدنيا، فيكفي أن يصور الإنسان لنفسه العجز والضعف وعدم القدرة، حتى تتوقف قدراته، وتنهار قواه، وتتنحى إرادته تمامًا.
لذا، فمَنْ يُريد أن يُحقق ما تصبو إليه نفسه، فعليه أن يُلقن نفسه دائمًا عبارة: "أنا أستطيع"، فهذه العبارة المكونة من كلمتين فقط كفيلة أن تصنع المعجزات، طالما أن صاحبها مُؤمن بان لديه القدرة على تغيير الواقع المُحيط به بالإرادة والإيمان والتدريب، فهذه العناصر لديها القدرة على إحداث المستحيل وتحقيقه، فقط ردد دائمًا بداخلك عبارة "أنا أستطيع"، وغير الصورة الذهنية بداخلك من ناحية نفسك وقدراتك، حينها ستتيقن أنك لا تملك تغيير نفسك فحسب، بل تملك تغيير العالم من حولك.
Trending Plus