المصور الإماراتي خالد الحميري: أحب إبراز جمال الطبيعة والتصوير علمني الصبر

يعد تصوير الحيوانات المفترسة من أكثر مجالات التصوير الفوتوغرافي إثارة وتحديًا وشجاعة، حيث يجمع بين المغامرة والمهارة والصبر، فالمصور يعرض حياته للخطر من أجل الحصول علي صورة لرصد سلوكيات هذه الحيوانات، ومن هنا حرصنا علي مقابلة المصور الإماراتي خالد الحميري، الذي يشارك بمهرجان اكسبوجر الدولي في دورته ال 9 ، من خلال معرض تحفة الطبيعة فإلي نص الحوار..
-متى بدأ شغفك بالتصوير.. وهل كان تصوير الطبيعة هو المجال الأول لك؟
بدأت التصوير منذ سنوات طويلة، وكنت أتنقل بين مجالات مختلفة مثل تصوير السفر والمجلات المتنوعة، حتى وجدت شغفي الحقيقي في تصوير الطبيعة.
وأنا أحب السفر والاستكشاف، فجمعت بين هذين الشغفين وبدأت في تصوير الطبيعة، خاصة في الأماكن التي لا يزورها الكثير من المصورين، مثل بعض المناطق الصعبة أو النائية.
يشرب الماء
- ما الذي يجذبك أكثر في تصوير الطبيعة؟
أحب التركيز على الجوانب الجمالية للطبيعة أكثر من الجوانب التوثيقية. وهناك من يصور الحياة البرية من منظور توثيقي، مثل سلوك الحيوانات وطريقتها في العيش، لكنني أحب إبراز جمال الطبيعة ومناظرها الخلابة، خاصة في الأماكن النادرة التي لم تُكتشف بعد من قبل الكثيرين.
-ما أصعب موقف واجهته أثناء تصوير الطبيعة؟
واجهت العديد من المواقف الصعبة، ولكن أحد أكثرها خطورة كان خلال رحلتي إلى ألاسكا، حيث كنت أصور الدببة أثناء صيدها لأسماك السلمون، كنت مستلقيًا على الأرض لالتقاط صورة من مستوى عين الدب، ولم أنتبه إلى أن أحد الدببة اقترب مني لمسافة لا تتجاوز 50 سنتيمترًا! كان الفريق الذي معي قد تراجع، وبقيت وحدي، حتى أن الحارس المسلح الذي كان يرافقنا اضطر لسحبي بعيدًا، كانت لحظة خطيرة، لكنني كنت مصممًا على التقاط الصورة.
تركيز
ما الصورة التي تفتخر بها أكثر من غيرها؟
كل صورة التقطتها تحمل قصة خاصة، ولكن واحدة من الصور التي أفخر بها كثيرًا هي صورة (النمر الثلجي) التي التقطتها في جبال الهيمالايا، استغرقت الرحلة 11 يومًا في منطقة معزولة تمامًا، حيث لا توجد كهرباء أو مياه أو تدفئة، ودرجات الحرارة كانت تحت الصفر، عندما ظهر النمر أخيرًا، كان الفريق معي متأثرًا جدًا لدرجة أن بعضهم بكى فرحًا برؤية هذا الحيوان النادر في بيئته الطبيعية.
ما أماكنك المفضلة للتصوير؟
أحب تصوير الحياة البرية في أماكن غير تقليدية، أغلب المصورين يفضلون أفريقيا نظرًا لتنوعها الحيوي، لكنها وجهة معروفة. شخصيًا، وجدت في أمريكا الجنوبية بيئة رائعة للتصوير، خاصة في البرازيل، حيث اكتشفت أنواعًا مذهلة من الحيوانات، كما أن المجتمع هناك يشبه المجتمع العربي في ترابطه الاجتماعي.
نمر
هل هناك حيوان معين كنت تحلم بتصويره وسافرت خصيصًا من أجله؟
نعم، كنت أرغب في تصوير حيوان نادر من النمور يوجد فقط في محمية في روسيا، ذهبت إلى هناك وقضيت أسبوعًا كاملاً في كوخ خشبي منعزل دون أن أتمكن من الخروج، لأن أي حركة قد تبعد الحيوان، وكانت تجربة صعبة لكنها علمتني الكثير عن الصبر في التصوير.
كيف يمكن أن يساهم التصوير الفوتوغرافي في التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة؟
يمكن للصور أن تكون وسيلة قوية لنقل حقيقة ما يحدث في الطبيعة. على سبيل المثال، التقطت صورًا تظهر تأثير التغير المناخي، مثل ذوبان الجليد في القطب الشمالي وتأثيره على الدببة القطبية. هذه الصور قد تحفز الناس على التفكير في كيفية الحفاظ على البيئة واتخاذ خطوات إيجابية.
ما نصيحتك للمبتدئين الذين يرغبون في دخول عالم تصوير الطبيعة؟
أهم شيء هو الصبر والمثابرة، لأن تصوير الطبيعة يحتاج إلى تخطيط وانتظار طويل للحصول على اللقطة المثالية، كذلك، حضور المعارض وورش العمل يمكن أن يكون مفيدًا جدًا لاكتساب الخبرة والتعلم من المصورين المحترفين، التصوير ليس مجرد ضغط على زر الكاميرا، بل هو فن يحتاج إلى معرفة وخبرة وممارسة مستمرة.
صيد
ما أهمية معارض التصوير في دعم المصورين الجدد؟
المعارض توفر فرصة كبيرة للمصورين الجدد للتعرف على رواد هذا المجال والاستفادة من تجاربهم. يمكنهم رؤية أعمال عالمية ملهمة، وحضور ورش عمل ومحاضرات تساعدهم في تطوير مهاراتهم. المعارض تختصر على المبتدئين سنوات من التعلم الفردي وتفتح لهم آفاقًا جديدة في التصوير الفوتوغرافي.
Trending Plus