مصر وأوراق عربية فى مواجهة مخططات التهجير

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص

بالرغم من كل التحديات التى تواجهها المنطقة العربية، يبقى الرهان على أن تستغل الدول العربية الفاعلة الموقف لتحويل التحدى إلى خطوة للأمام، خلال سنوات لم يظهر موقف عربى متماسك وقوى بقدر ما ظهر فى مواجهة مخططات التهجير للفلسطينيين، وهو موقف يبدو متناسبا حتى الآن مع الفعل أو التلويح الأمريكى أو الادعاءات الإسرائيلية، وقد خاضت مصر أكثر من حرب فى هذه الحرب التى توقفت ولا تزال تلقى بظلالها، خاضت مصر حربا دبلوماسية وسياسية، وتقدم البديل لإعمار غزة فى وجود سكان غزة دون أن يغادروا أرضيهم، وواجهت ولا تزال أحد أخطر مخططات التهجير، واختلفت مع الإدارة الامريكية ودعمت تدفق المساعدات بشكل يعالج الحصار والتجويع الذى مارسهما الاحتلال.


مصر تنطلق من مسؤوليتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية من ناحية، ومن خبرتها الكبيرة مع الأطراف المختلفة ومن فهم عميق جدا للقضية وللأطراف المختلفة، حربا وسلما من ناحية أخرى، ورغم انحياز مصر الواضح للقضية الفلسطينية والدفاع عن غزة، حرصت على التوصل إلى وقف إطلاق النار.


والتحديات التى تواجهها المنطقة العربية هى نتاج تفاعلات وتحولات تكونت منذ 7 أكتوبر 2023، وتبلورت فى إعلان مخططات أمريكية وإسرائيلية بالرغم من خلوها من المنطق وكونها ضد حركة التاريخ، لكنها تمثل تحديا يستحق التوقف عنده والتعامل معه، وأن تتحمل الأطراف المختلفة المسؤولية وتغادر حالة الاستعراض إلى عمل سياسى ينتهى لصالح الفلسطينيين فى غزة والضفة وتغلق ملفات التهجير نهائيا.


ونؤكد أنه من ميزات هذه المواجهة أنها كشفت عن صلابة فى مواقف الدول العربية الفاعلة، فقد اتخذت مصر والدول العربية مواقف حاسمة، بما يستلزم شعورا بالمسؤولية التى تدعم موقفا عربيا واضحا ضد التهجير، مع التلويح بأوراق متنوعة اقتصادية وسياسية، يمكن أن تمثل أوراقا فاعلة فى لعبة سياسية معقدة، حيث يفترض أن تكون للدول العربية الفاعلة اليد الأعلى فى ما يتعلق بالمرجعية، وأن تنتهى التداخلات والامتدادات الخارجية لبعض الفصائل، والتى أثبتت التجارب أنها لا تمثل أى حائط أو سند، بل ثغرات تضعف من وحدة الصف، بجانب أن الدول العربية لا يوجد فيها من يحاول توظيف أوراق القضية لصالح طموحات إقليمية أو ألعاب سياسية.


وبناء عليه، فإن اللقاءات التشاورية العربية، والاتجاه نحو قمة عربية طارئة بالقاهرة، كلها تمثل خطوات فاعلة فى بناء رد الفعل، وتشير إلى أن الدول العربية حال اتخذت مواقف موحدة فإنها تمتلك أوراقا مهمة تدعم قدراتها فى بناء مواجهة واضحة، حتى لو كانت مواجهة لا تصل إلى الصدام.


بشكل عام، فإن القضية الفلسطينية أصبحت فى الواجهة، بعد أن تراجعت لأسباب الصراعات الداخلية والانفصال، وترتفع الحاجة إلى مصالحة حقيقية، تقوم بها الفصائل استجابة لجهود بذلتها مصر على مدى سنوات، وتتطلب وحدة الفصائل إرادة وتحركا، بُناء على إرادة فلسطينية، وبعيدا عن أى تداخلات ثبت أنها تلعب بالأوراق بحثا عن مصالح، وتفرض المصالحة نفسها فى ظل التحولات الكبرى التى أنتجتها حرب الشهور الخمسة عشر، وتفرضها احتياجات ومطالب الإعمار وإدارة السياسة والعمل الحكومى خلال المرحلة المقبلة، وحتى يمكن الموازنة بين مطالب المواجهة، وضرورات الواقع، حيث لا يمكن تجاهل حجم الخسائر وأعداد الضحايا، خاصة من الأطفال، وما تحتاجه عملية الإعمار مع التمسك ببقاء الفلسطينيين فى غزة، وهو الأمر الذى أعلنته مصر، وأصرت عليه، وكرره الرئيس عبدالفتاح السيسى مرات.


كل هذا يتطلب التعاطى مع موقف عربى داعم وقوى مع فلسطين، يطلب تفاعلا معه، يستوعب التحديات التى فرضتها تداعيات طوفان الأقصى، بقيت غزة قادرة على المواجهة بالرغم من مساعى الاحتلال لجعل غزة غير قابلة للحياة، لكن هذا يتطلب إدراكا لمخطط كاد ينفذ خاصة مع سقوط أوراق إقليمية ومراكز ضغط أو مساندة من إيران لحزب الله وسوريا، مع ما تم من اغتيالات وتغييب لقيادات سياسية وعسكرية، تجعل من المهم بناء النظر للمستقبل من خلال تعقيدات وتقاطعات المشهد، مع استغلال موقف عربى داعم ويحمل قدرا من التماسك.


هناك موقف حاسم ضد التهجير، اتخذته مصر والأردن مدعوم عربيا، باعتبار أن العرب يمتلكون أوراقا فى مواجهة دعاوى ترامب ونتنياهو، والتى واجهت معارضة أوروبية وحتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهى أوراق يجب على الأطراف التعامل معها بمسؤولية، تقدر أهمية وجود موقف عربى قوى يرفض التهجير ويتمسك بحل الدولتين، فى القمة الطارئة وما يسبقها ويصحبها من تحركات.

 


مقال اكرم القصاص فى العدد الورقى لليوم السابع

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

امتحانات الثانوية العامة 2025.. طلاب بعد أداء امتحان الإنجليزى: أسئلة القطعة صعبة وإجاباتها محيرة.. مستوى الاختبار فوق المتوسط.. صفحات الغش تنشر الأسئلة بعد بدء اللجنة.. ووزارة التعليم تتخذ الإجراءات

أزمة تمويل حرب إيران وغزة تفجر خلافا بين وزارتى الدفاع والمالية فى إسرائيل

الابتسامات ترسم الوجوه.. طلاب الثانوية العامة: امتحان الإنجليزي سهل ومباشر

مصرع 50 شخصا فى انهيار منجم ذهب فى السودان.. التفاصيل

عفو رئاسى عن باقى العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو


موعد مباراة بي إس جي ضد إنتر ميامي فى ثمن نهائى كأس العالم للأندية

الأرصاد: استقرار بالأحوال الجوية وأجواء شديدة الحرارة وارتفاع بالرطوبة

بعد أنباء رحيله.. أرقام مصطفى شلبي مع الزمالك

الأهلي يتسلم 8 ملايين دولار من فيفا ويترقب رد الضرائب الأمريكية فى باقي المستحقات

أوروبا تواجه صيفا قاسيا.. 4 دول تعلن الطوارئ مع خطر اندلاع حرائق


ترقبوا.. محافظ الجيزة يعتمد اليوم تنسيق الثانوى العام 2025

اعرف قصة انفصال جينيفر أنيستون عن حبها الأول بسبب مسلسل Friends

تنسيق الثانوى العام بالقاهرة 2025.. اعرف التوقعات بعد إعلان نتيجة الإعدادية

الأسئلة مع الإجابات.. امتحان الإنجليزى للثانوية العامة على جروبات الغش

3 ملايين دولار سبب تمسك وسام أبو علي بالرحيل عن الأهلي

مواعيد مباريات اليوم.. سان جيرمان أمام إنتر ميامي وفلامينجو ضد البايرن بمونديال الأندية

تداول أسئلة امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة.. والتعليم تحقق

دي ماريا يتخطى وسام أبو علي ويتصدر ترتيب هدافي كأس العالم للأندية

مواعيد مباريات كأس العالم للأندية اليوم 29-6-2025 والقنوات الناقلة

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى