هل قدمت الأمبراطورية البيزنطية الرعاية الصحية للفقراء؟

تشتهر الإمبراطورية البيزنطية في المقام الأول بمكائدها السياسية والدينية، ولكن كم منا كان يعلم أنها كانت واحدة من أوائل المجتمعات التي قدمت لمواطنيها شكلاً من أشكال ما نسميه الآن الرعاية الصحية الشاملة؟

فضلاً عن فنهم وعمارتهم المشهورين، قدم البيزنطيون مساهمات مهمة أخرى، وتمتد إرثهم ومساهماتهم إلى ما هو أبعد من الجماليات لتشمل الرعاية الاجتماعية، وازدهر النظام رعاية صحية رائع داخل الإمبراطورية، حيث قدم الرعاية الطبية المجانية للفقراء، وقد ضمن هذا أن الوصول إلى العلاج المنقذ للحياة لم يكن محكومًا بالوسائل المالية، مما منع الناس من الموت لمجرد نقص الأموال.

النظام القائم على الرعاية الصحية المجانية للفقراء، يرتكز على القيم المسيحية المتمثلة في الصدقة والرحمة ومساعدة المحتاجين، وقد كان نموذجاً ثورياً حقيقياً للرعاية الاجتماعية وفقاً لمعايير العالم في العصور الوسطى، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت

لم يكن مفهوم الرعاية الصحية المجانية في الإمبراطورية البيزنطية مجرد قرار سياسي اتخذه حاكم تقدمي، بل نشأ تدريجياً من إيمان مسيحي راسخ واعتقاد بأن العمل الخيري يجب أن يكون في صميم مجتمع يفتخر بتسمية نفسه مسيحياً.

وعملت كنيسة الإمبراطورية البيزنطية مع الإدارة الرسمية لإنشاء المستشفيات، كانت المستشفيات في الإمبراطورية البيزنطية تُعرف باسم "نوسوكوميا" وهي الكلمة اليونانية التي لا تزال تستخدم حتى يومنا هذا لوصف المستشفيات في اليونان وقبرص.

ظهرت المستشفيات الأولى في الإمبراطورية البيزنطية في وقت مبكر من القرن الرابع الميلادي، ومن الأمثلة البارزة على أحد أوائل المستشفيات التي أنشئت في الإمبراطورية البيزنطية مستشفى القديس باسيليوس في مدينة قيسارية ، والذي وفر المأوى وكذلك الرعاية الطبية المجانية للمرضى والمشردين في المدينة ومحيطها، وبحلول القرن السادس، أصبحت المستشفيات منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء الإمبراطورية، حيث كانت العاصمة القسطنطينية تمتلك بعض المرافق الأكثر تقدمًا في العالم البيزنطي بأكمله.