اصحى يا نايم.. "دلال" أشهر مسحراتية فى المعادى بدأت من 18 سنة ومكملة

دلال المسحراتية

كتبت - نورا طارق

الأحد، 23 فبراير 2025 09:00 م

تنتظر دلال عبد القادر المعروفة بمسحراتية المعادى رمضان كل عام، لتحضر جلبابها المزين بقماش الزينة وطبلتها التي تزينها هي الأخرى بقماش الخيامية لتحملها على إحدى يديها ويصاحبها ابنها لتجوب شوارع المعادى وتطرق بعصاها على طبلتها وتشدو بأغنية مسحراتى للموسيقار الراحل سيد مكاوى لتوقظ النائمين وعندما يسمعها الأطفال يسرعون لمناداتها من شرفات منازلهم ليطالبونها بغناء بعض الأغانى الرمضانية.

وتحدثت دلال عبد القادر البالغة من العمر 52 عاماً عن بدايتها مع ممارسة مهنة المسحراتي حيث قالت لـ"اليوم السابع": "مهنة المسحراتية عادة سنوية بالنسبة لى ورثتها عن والدى الذى كان يعمل شاويش، وكان عندما ينهى عمله يجوب في الشوارع ليوقظ الناس، وكان شقيقى صوته جميل ويعمل مطربا في الأفراح الشعبية وكانت إحدى قدميه مبتورة، ولكنه داوم على أن يعمل مسحراتى في رمضان وما يحصل عليه من مال طوال هذا الشهر كان يتصدق به على الناس".

وتابعت: "عندما توفى شقيقى أحمد في شهر رجب وجاء رمضان، تفاجأت بسيدة تطرق بابى وتسألنى عن شقيقى الذى كان يساعدها بمبلغ من المال ولكنها تفاجأت بوفاته، فقررت أن أكمل مسيرة شقيقى وهى أن أمارس مهنة المسحراتى في شهر رمضان والمال الذى أحصل عليه أتصدق به على الفقراء وأضعه في مائدة الرحمن".

تمارس دلال مهنة المسحراتى منذ 18 عاما، وقبل شهر رمضان تستعد بتحضير بعض الأشياء، حيث قالت: "قبل رمضان أحضر جلبابى المزخرف بزينة رمضان وكذلك الطبلة المزينة والتي أجدد زينتها كل عام لأضفى البهجة على من حولى مثلما علمنى أخى، وأجوب الشوارع من الساعة 12 منتصف الليل حتى أشعر بالتعب ولأن عمرى أصبح 52 عاماً، أصبحت الآن أجوب شارعين فقط وليست المنطقة بأكملها كما كنت في الماضى".

وعن الطريقة التي تتبعها دلال لإيقاظ النائمين، قالت: "عندما أجوب الشوارع أغنى أغنية سيد مكاوى المسحراتى، ثم تستيقظ الأطفال ويطالبوننى بالنداء بأساميهم، وأغنى لهم، ومنهم من ينادينى بجدتى ومن يهادينى في عيد الأم، ولم أعتمد على مهنة المسحراتى فأنا كنت أعمل طوال العام، ولكن عندما أُصِبت بانزلاق غضروفى في ظهرى ورقبتى أصبح أولادى يعولوننى وأتمنى أن أجد من يتبرع لى بكشك لأعمل به".

وفى النهاية تمنت دلال أن يستمر أحد أولادها في الحفاظ على مهنة المسحراتى حيث قالت: "ابنى يجوب معى عندما أوقظ النائمين في رمضان وأحاول أن أسعد أهالى المعادى بأغانى رمضان، وفى نفس الوقت أحافظ على المهنة التراثية التي انقرضت الآن، وأتمنى من الله أن ولد من أولادى يستمر في العمل بهذه المهنة كل رمضان والذى يحصل عليه يتصدق به".