أطفال يسألون وشيخ الأزهر يجيب.. توفيت أمي فهل هي داخل القبر أو في السماء؟.. وهل تستطيع أن تلتقي جدي وجدتي؟.. وأبي يصر على أن أقضي كل وقتي في حفظ القرآن الكريم ولكني أشعر بالملل أحيانًا وأتمنى لو يسمح لي باللعب

صدر حديثاً الجزء الثانى من كتاب "الأطفال يسألون الإمام" لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والذى أتيح للجمهور بجناح الأزهر بـ معرض الكتاب فى نسخته الماضية، والذى يتضمن أسئلة كثيرة تدور في ذهن الأطفال الصغار لا يستطيع الكبار الإجابة عنها أحيانًا، ظنًّا منهم أنَّ تلك الأسئلة مسيئة للعقيدة، ويطلبون منهم التوقف عن ذلك، جاءت فكرة هذا الكتاب الذي جمع فيه أسئلة الأطفال ليجيب عنها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بنفسه ليرشدهم، ويعلمهم صحيح دينهم، وتكون رسالة تربويَّة لأولياء الأمور توجههم إلى أهمية الانتباه إلى أسئلة أبنائهم الصغار، والإجابة عنها بعقل متفتح؛ بل وتشجيعهم على التفكير والتدبر في أمور العقيدة وغيرها من الأمور في الحياة.
وفى هذا التقرير نرصد أبرز أسئلة أجاب عنها فضيلة الإمام الأكبر وذلك على النحو الآتى..
توفيت أمي.. فهل هي داخل القبر أو في السماء؟ وهل تستطيع أن تلتقي جدي وجدتي؟ أتمنى أن أطمئن عليها..
ابنتي العزيزة.. اعلمي أن الموت حق على كل إنسان، قال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [آل عمران : ۱۸۵] ، وقد أوجب الله على المسلمين أن يدفنوا موتاهم في الأرض تكريما لجسد الآدمي، فإذا كان السؤال عن الجسد فمكانه القبر إلى يوم القيامة يوم يحيي الله العظام وهي رميم.
أما الروح فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حالها في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ العَبدَ المُؤْمِنَ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةُ مِن السَّمَاءِ بِيضُ الوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُم الشَّمْسُ، مَعَهُم كَفَنَّ مِن أَكفَانِ الجَنَّةِ وَحَنُوطٌ مِن حَنُوطِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مد البَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوتِ عَلَيْهِ السَّلام حَتَّى يَجْلِسَ عِندَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيتُها النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ من اللهِ وَرِضوان، قال: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ القَطرَةُ من فِي السَّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا، فَإِذا أَخَذَهَا لَم يَدَعُوها فِي يَدِهِ طَرِفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوها في ذلك الكَفَنِ وفي ذلك الحنوط، وَيَخْرُجُ مِنها كأطيبِ نَفْحَةِ مِسكٍ وُجِدَت عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، قال : فَيَصْعَدُونَ بِها فلا يَمُرُونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلا من المَلائِكَةِ إِلَّا قالوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يُسَمُونَهُ بِها في الدنيا.
أبلغ من العمر (10) سنوات.. وأبي يصر على أن أقضي كل وقتي في حفظ القرآن الكريم، ولكني أشعر بالملل أحيانًا، وأتمنى لو يسمح لي باللعب أو مشاهدة التليفزيون بعض الوقت، فهل هذا خطأ مني ؟
ابني الغالي.. اعلم أن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويُعلي منزلته ودرجته في الجنة؛ فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة، ويتعدى نفعه لغيره في الدنيا والآخرة، ويكون له عظيم الأثر في حياته وبعد مماته، وحفظ القرآن الكريم له فضل عظيم وخير عميم، ووالدك يريد بحفظك القرآن خير الدنيا والآخرة لك وله؛ لأنك تشفع لأهلك يوم القيامة بحفظك القرآن وتلبس والديك تاج الوقار، لكن مع ذلك من حقك أن تحيا ما يحياه الأطفال في هذه المرحلة، وأن تلعب وتمارس الأنشطة المختلفة، وعلى الوالد أن يراعي ذلك، وأن ينظم وقتك بين الحفظ واللعب وغير ذلك من الأمور النافعة بحيث لا يطغى جانب على الآخر، فيتحقق لك الخير من كافة جوانبه، وإرادتك اللعب ومشاهدة التلفاز ليس خطأ منك طالما لا يشغلك عن واجباتك ولا يلهيك عما هو مطلوب منك.
Trending Plus