طالب جامعى فى الصباح وصانع فوانيس بالمساء.. يوسف الجيزاوى ورث المهنة أبا عن جد وعمره 6 سنوات.. أجاد التصنيع فى الـ11 وتفوق دراسيا والتحق بكلية الحقوق.. ويؤكد: فخور باللى حققته وعمرى ما هسيب صنعتى

يوسف حسام الجيزاوي
يوسف حسام الجيزاوي
كتبت – مرام محمد

بين عشرات الفوانيس الرمضانية، تملأ جوانب ورشة حرفية بمنطقة المنيب، يجلس يوسف حسام حسن، صاحب الـ21 عامًا، يصنع بإتقان وحس إبداعى أجمل تصميمات الفوانيس، حاملًا بشائر الفرحة بقرب حلول الشهر الكريم.

تربى "يوسف" وكبر على حب صناعة الفوانيس، تلك الحرفة اليدوية التى ورثها عن جده وأبيه، وتعلمها منذ أن كان فى السادسة من عمره، محافظًا على تاريخ أسرته فى الصناعة ودراسته الجامعية فى كلية الحقوق.

ونجح الشاب العشرينى، أن يكون من المتوفقين، لم يتخل عن مهنته ومهنة أسرته وحقق ما يطمح إليه ويريد بالعزم والتصميم، واضعًا نصب عيناه النجاح هدفًا.
 

بينما أخذت أنامله تداعب قطع "الصاج" لتصنيع فانوس تاج الملك، عبر "يوسف"، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق جامعة حلوان، عن حبه لتصنيع الفوانيس، وتعلقه الشديد بالورشة، التى عاش فيها طفولته، مشيرًا إلى أنه الحفيد الأكبر لحسن الجيزاوى، أحد أقدم صناع الفوانيس فى الجيزة.

وحكى "يوسف"، إنه دخل الورشة منذ أن كان فى السادسة من عمره، وبدأ فى تعلم الحرفة منذ أن كان فى التاسعة من عمره، مشيرًا إلى أن رحلته فى التصنيع بدأت بمساعدة والده ومشاركته مراحل العمل البسيطة، وتجميع الأدوات وتجهيزها، وتركيب أجزاء الفانوس البسيطة، قائلًا: "أصحابى كانوا منبهرين بيا وأنا قاعد مع صنايعية كبار وبصنع فوانيس وباتعامل مع معدات خطرة رغم سنى الصغير".
وأضاف أن والده لامس حبه للحرفة والتصنيع منذ أن كان فى الحادية عشر من عمره، وبدأ يعلمه أساسيات التصنيع ومراحله بداية من قص المعدن ونقشه وصولًا لمرحلة اللحام وتركيب الزجاج وتجميع قطع الفانوس حتى يظهر فى صورته النهائية، مؤكدًا: "والدى علمنى كل حاجة ما بين قص ولحام وصيانة، وبقيت صنايعى يُعتمد عليه فى كل مراحل التصنيع من سن 11 سنة".

وتابع أنه اعتاد منذ طفولته، تنظيم وقته والتوفيق بين دراسته، سواءً بالمرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية ومن بعدها الجامعية، وبين عمله فى الورشة، مشيرًا إلى أنه كان يذهب لمدرسته فى السابعة صباحًا، يعود للمنزل الواحدة ظهرًا، يكتب واجباته ويذاكر دروسه، وبعدها يذهب للورشة يساعد والده وعمه فى مراحل التصنيع وعمليات البيع وتسليم الطلبيات، واستمر على هذا النهج حتى وصل للمرحلة الجامعية.
"
الحمد لله ربنا كارمنى، ومتفوق فى دراستي".. بهذه الكلمات، تابع "يوسف" حديثه، مشيرًا إلى أن عمله لساعات طويلة فى حرفة يدوية صعبة لم يؤثر يومًا على دراسته، ففى الوقت الذى كان يحرص فيه على التواجد فى الورشة لتصنيع الفوانيس كان يواظب على مذاكرة دروسه فى ساعات الراحة، ويخصص يوم الجمعة لمذاكرة ما فاته من دروس، وبعد التحاقه بكلية الحقوق، واصل عمله دون انقطاع، ولم يتردد يومًا عن مواصلة عمله فى الورشة، محافظًا على مستواه الدراسى.

وأشار إلى أن حبه الشديد لمهنته كان دافعًا قويًا لمواجهة أى مواقف صعبة أو تعليقات سلبية كان يسمعها أحيانًا من زملائه سواءً فى المدرسة أو الجامعة، قائلًا: "كنت آجى من المدرسة اشتغل، وأصحابى يخرجوا يتفسحوا، ودى حاجة عمرها ما فرقت معايا أو أثرت عليا، فخور بنفسى وباللى حققته فى سن صغير، فرحان أن كبار الصنعة بيشهدوا بشطارتى فى الشغل، وفرحتى الأكبر اعتماد جدى ووالدى عليا فى الشغل".

وعن مراحل التصنيع، أوضح "يوسف" أن صناعة الفوانيس تمر بمراحل عديدة صعبة، يتقاسمها مع والده وعمه وشباب الأسرة، تبدأ بقص ألواح المعدن الخام إلى أجزاء بمقاسات مختلفة وتوضيبها، وتمر بعدد من المراحل الأخرى، منها زخرفة ونقش الألواح باستخدام المكابس، وتجميع الأجزاء مع بعضها البعض وتركيبها باستخدام اللحام، أما الزجاج المستخدم، فيتم تقطيعه إلى أجزاء وتشكيله وفقًا لمقاسات محددة ومن ثم رشه بالألوان المطلوبة.

وقال أن عملية التصنيع تعتمد على العمل الجماعى التشاركى، مشيرًا إلى أن كل أبناء وأحفاد الأسرة تعلموا الحرفة وجميعهم يعملون فى الورشة، يتقاسمون العمل سويًا حتى يظهر الفانوس فى صورته النهائية، بأشكال وتصميمات مختلفة، مشيرًا إلى أنهم يصنعون جميع أنواع الفوانيس، بداية من فانوس الأطفال، ومنه المخمس، والدلاية، وبلوز، والفانوس الكبير ومنه الشمامة، والباكية، والبرج باختلاف مقاساته، وتاج الملك، وأبو الولاد بأنواعه، وشقة البطيخة.

وأكد أن رغم ظهور أنواع حديثة من الفوانيس بخامات مختلفة كالخشب والبلاستيك والخيامية، لم يتأثر الطلب على الفانوس الصاج، لتصميماته المميزة ونقوشه الفريدة وأصالته، قائلًا: "الفانوس الصاج هو بهجة شهر رمضان، الناس بتفتكر رمضان لما تشوف الفانوس، ومهما مر الزمن هيفضل الفانوس ليه بهجة خاصة".
يعشق يوسف مهنته ويقدرها، ويسعى للحفاظ عليها، قادته موهبته لأن يجسدها بدقة وحرفية متناهية فى أعمال فنية غاية فى الروعة والجمال، ومواصلة عمله فيها رغم تفوقه الدراسى، قائلًا: "عمرى ما هسيب صنعتى اللى كبرت واتربيت عليها.. من ريحة الحبايب، جدى، ووالدى واعمامى، هكمل طريقى وهعمل ورشة واجيب صنايعية واكبر الشغل واحافظ على المهنة واسم وتاريخ العيلة".

 

تصنيع فوانيس رمضان
تصنيع فوانيس رمضان

 

طالب جامعي يصنع فوانيس
طالب جامعي يصنع فوانيس

 

مراحل تصنيع الفوانيس
مراحل تصنيع الفوانيس

 

ورشة تصنيع الفوانيس الصاج
ورشة تصنيع الفوانيس الصاج

 

يوسف الجيزاوي وأسرته
يوسف الجيزاوي وأسرته

 

يوسف الجيزاوي يصنع فوانيس رمضان
يوسف الجيزاوي يصنع فوانيس رمضان

 

يوسف حسام الجيزاوي
يوسف حسام الجيزاوي

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رابطة الأندية تستقر على إقامة قرعة علنية قبل انطلاق المرحلة الثانية للدورى الجديد

محاولات أهلاوية لإعارة محمد ياسر في الدوري المحلي ..اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتفوق على يامال وفينيسيوس في سباق أفضل أجنحة العالم

المتهمان بسرقة الشقق: بنسرقها بأسلوب التسلق

بالأرقام.. حصاد ماريسكا مع تشيلسى بعد التأهل لنهائى كأس العالم للأندية


الطلائع يواجه الجونة وديا اليوم في معسكر الإسماعيلية

محمد صلاح يزين قائمة الأكثر موهبة في تاريخ ليفربول

منتخب مصر الثانى يقترب من مواجهة سوريا وديا فى سبتمبر

ترامب: أعتقد أن إنشاء ماسك لحزب سياسى سيكون لصالحنا

موعد نهائى كأس العالم للأندية 2025 بعد تأهل تشيلسى على حساب فلوميننسى


اختبارات القدرات 2025 تبدأ السبت.. هل يمكن استرداد الرسوم حالة الرسوب؟

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

ملخص وأهداف مباراة فلومينينسى ضد تشيلسى فى نصف نهائى كأس العالم للأندية

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

صورة قديمة للراحلة رجاء الجداوى فى شبابها تستمع بالمصيف

كيف أنقذت مصر نفسها من كارثة بيولوجية بعد إحباط تهريب 300 كائن حى نادر فى مطار القاهرة؟.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراض وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصال لها.. وتسبب خسائر فى الثروة الحيوانية

بتروجت: علاقتنا قوية مع الزمالك ولكننا متمسكون باستمرار حامد حمدان

أحمد نادر جلال: السقا أبهرنى فى الكوميدى فى "أحمد وأحمد"

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى