لماذا غرس سكان أيبيريا فى العصر الحديدى رؤوسًا مقطوعة فى مسامير؟

جمع الرؤوس المقطوعة كانت ممارسة جنائزية فريدة من نوعها فى العالم الأيبيرى القديم، ولا سيما في العصر الحديدي بين 2000 و3000 عام مضت، وتوفر دراسة هذه الرؤوس ومعالجتها فرصة استثنائية لتحليل هذه المجتمعات، التي لا يوجد عنها سوى سجل أثري محدود، حيث كان حرق الجثث هو طقوس الدفن السائدة، وفقا لما نشره موقع" ancient-origins".
كانت هذه الممارسة تتألف من عرض جماجم أفراد معينين خضعوا لعلاج ما بعد الوفاة، والذى تضمن دق أو إدخال مسمار معدنى طويل، وقد تم العثور على بعض هذه الجماجم المقطوعة الرأس مع وجود علامات على الدق، وفى بعض الحالات مع وجود مسمار حديدى لا يزال فى مكانه.
وتشير التحليلات النظائرية للرؤوس التى تم انتشالها من موقعي بويج كاستيلار وأولاستريت إلى أنماط مختلفة من الحركة لدى هؤلاء الأفراد، الذين لم يتم اختيارهم عشوائياً، ولم تكن طقوس "الرؤوس المسمرة" تتوافق مع نفس التعبير الرمزى بين المجتمعات الأيبيرية فى شمال شرق شبه الجزيرة الأيبيرية، بل كانت ممارسة تختلف فى كل مستوطنة.
وفي بعض المستوطنات، كان يُنظر إلى رؤوس الأفراد من خارج المجتمع على أنها تمثل رموزًا للقوة والترهيب، وفي مستوطنات أخرى، يبدو أن الأولوية كانت لتبجيل أعضاء المجتمع المحلي، حيث كانت نفس الممارسة لها نوايا مختلفة تمامًا.
هذا هو الاستنتاج الذى توصلت إليه دراسة أجراها باحثون من جامعة برشلونة المستقلة (UAB)، و نشرت فى مجلة العلوم الأثرية، والتي قامت بتحليل أنماط التنقل لهذه المجتمعات البشرية الموجودة فى العصر الحديدى فى الألفية الأخيرة قبل الميلاد.
ولإجراء الدراسة، جمع فريق البحث بين علم الآثار الحيوى وتحليل نظائر السترونشيوم والأكسجين المستقرة في مينا الأسنان لسبع جماجم مقطوعة لرجال تم استردادها من بويج كاستيلار وأولاستريت، إلى جانب بيانات علم الحيوان الأثرى وعينات مفصلة من الرواسب والنباتات التي تم جمعها في محيط المواقع.
تكشف نتائج الدراسة لأول مرة عن أدلة مباشرة على أنماط التنقل البشرى خلال العصر الحديدى فى شمال شرق شبه الجزيرة الأيبيرية، وتقدم وجهات نظر جديدة حول سياقات التوطين الإقليمى في شمال شرق شبه الجزيرة الأيبيرية.
أشارت الأبحاث السابقة حول إدارة الأراضي الأيبيرية إلى وجود اختلافات في كيفية استغلال هذه المجتمعات للموارد المحيطة بها، وبفضل هذه الدراسة، تمكن الباحثون من إظهار أن الجماجم التي عُثر عليها في بويج كاستيلار وأولاستريت تكشف أيضًا عن أنماط حركة مختلفة، نظرًا للطبيعة المتنوعة لعروض الموتى المقطوعة الرأس.

جمجمة مثبتة على مسمار
Trending Plus