بديعة مصابنى فى ذكرى ميلادها.. كيف كانت البداية؟

تمر، اليوم، ذكرى ميلاد واحدة من أشهر فنانات شارع عماد الدين بل هى أشهرهم على الإطلاق، إنها الراقصة وممثلة المسرح الشهيرة بديعة مصابنى التى ولدت فى لبنان فى 25 فبراير من عام 1892، وفي ضوء ذلك نستعرض بداية الفنانة الكبيرة.
حسب ما جاء في كتاب "مسيرة المسرح في مصر 1900 - 1935.. فرق المسرح الغنائي" من تأليف سيد علي إسماعيل في فصل بعنوان "صالة بديعة مصابني": وُلِدت بديعة مصابني في دمشق سنة 1894، ولما بلغتِ الخامسة من عمرها هاجرتْ مع أهلها إلى الأرجنتين، وتعلَّمتْ هناك القراءة والكتابة واللغة الإسبانية، ولما بلغتْ أشُدَّها عادت إلى مصر لتعيش مع خال والدتها، الذي كان يسكن بجوار مسرح حديقة الأزبكية حيث يعمل جورج أبيض، فتعرَّفت عليه بديعة عن طريق فؤاد سليم، وبدأت عملها الفني مع جورج أبيض لمدة ثلاثة أشهر بدون أجْر، ثمَّ التحقت بفرقة الشيخ أحمد الشامي في عام 1913 بمرتب شهري قدره 6 جنيهات، وقامت بتمثيل مسرحيات: "عواطف البنين"، "الابن الخارق للطبيعة"، "عائدة"، ثمَّ انتقلت بعد ذلك للعمل بفرقة جامعة الفنون الجميلة عام 1917، حيث شاركت في بطولة مسرحيتي: "الشريط الأحمر"، "إبليس في الجنة"، وفي عام 1919 انتقلت إلى تياترو الشانزليزيه حيث كانت تُلقِي بعض الأغاني، بجانب تمثيل محمد كمال المصري "شرفنطح".
بدأ نجم بديعة مصابني يتألَّق في الساحة المسرحية عام 1922، عندما انضمَّتْ إلى فرقة نجيب الريحاني، وكان يُطلَق عليها في ذلك الوقت لقب "عروس المراسح السورية"، وزاد من تألُّقها في التمثيل المسرحي زواجها من الريحاني في سبتمبر 1924، حيث قامت ببطولة أغلب مسرحيات الفرقة، ومنها: "الحلاق الفيلسوف"، "ريا وسكينة"، "أفوتك ليه"، "دقة المعلم"، "البرنسيس"، "الليالي الملاح"، "الفلوس"، "مجلس الأنس"، "لو كنت ملك"، "كشكش في الجيش"، "الشاطر حسن".
وفي عام 1925 تكوَّنت فرقة جديدة قوامها: أمين صدقي ونجيب الريحاني وبديعة مصابني وفتحية أحمد، وقدَّمت عدة مسرحيات تألَّقتْ فيها بديعة مصابني، ومن أهمها: "قنصل الوز"، "مراتي في الجهادية"، "حلاق بغداد"، "الأمير"، "أيام العز"، وفي عام 1926 انفصلت بديعة عن زوجها نجيب الريحاني - ولم تُرزق بأولاد منه، ولكنها تبنَّتْ فتاة اسمها جوليت - وقرَّرت تأليف فرقة غنائية تقدِّم من خلالها الطقاطيق والمنولوجات الغنائية، فكان هذا القرار بداية إنشاء صالة بديعة مصابني.
بدأت بديعة العمل في موسم 1926-1927 بصالتها التي كانت تقع في شارع عماد الدين، بين مسرحَيِ الماجستيك وسميراميس، وتم افتتاحها في 4 /11 / 1926، بغناء ورقص من بديعة، بالإضافة إلى غناء جميل عزت، وفي الأسبوع التالي أضافت إلى برنامجها مسرحية "لهيب الحب"، وبمرور الوقت انضمت إلى الصالة فاطمة سري وكريمة ديمتري كمطربتين، بجانب الموسيقيين: إبراهيم العريان، زكي عزت، محمد هارون.
وفي موسم 1927-1928 بدأت بديعة تخصِّص بعض الحفلات للسيدات فقط، وذلك كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، كما أضافت إلى الصالة المطربات ماري وفتحية أحمد وسمحة البغدادي ومفيدة أحمد، والراقصات ليلى وشفيقة وليلى مراد وأفرانز هانم، وكانت صالتها تبتكر في الرقص، فتطلق أسماء رقصات أصبحت مألوفة في هذا الوقت، مثل: رقصة البدو، ورقصة الغزال، ورقصة الطاووس، ورقصة الرياضي، ورقصة الريفية، ورقصة الشارلستون، وفي صيف هذا الموسم افتتحت بديعة صالتها بالسلسلة في الإسكندرية، وأضافت إليها مقهى شعبيًّا وحديقةً مفتوحةً ليلًا ونهارًا.

Trending Plus