الصحة العالمية: الحشيش والترامادول أبرز المخدرات المستخدمة بدول شرق المتوسط

الدكتورة حنان بلخى
الدكتورة حنان بلخى
كتبت أمل علام

قالت الدكتورة حنان بلخى المديرة الاقليمية لشرق المتوسط، إنه لقد اجتمعنا اليوم لمناقشة مسألة عاجلة وبالغة الخطورة، وهى مسألة تفضي إلى تدمير الأفراد، وتمزيق الأسر، وتفتيت المجتمعات، وهو إدمان المخدرات.

وأضافت، إنه يأتي الحشيش والأفيون والقات والترامادول على رأس قائمة المخدِّرات المستخدمة في إقليمنا، مضيفة، إنه قد تفاقم الوضع بشدة في السنوات الأخيرة، وبدأ يخرج عن السيطرة في العديد من أنحاء إقليمنا.

وقالت، اسمحوا لي أن أبدأ مداخلتي ببعض الحقائق المثيرة للقلق وهى:

تشير التقديرات إلى أن 5.6% من الأشخاص في العالم قد تعاطوا مخدرات في الأشهر الـ 12 الأخيرة، ولكن، في إقليمنا، تصل هذه النسبة إلى 6.7%

وفي الواقع، يواجه إقليم شرق المتوسط أحد أعلى مستويات العبء الناجم عن تعاطي مواد الإدمان على مستوى العالم.
ويأتي الحشيش والأفيون والقات والترامادول على رأس قائمة المخدِّرات المستخدمة في إقليمنا، وقد توصلت دراسةٌ أُجريت في عام 2019 إلى أن ما لا يقل عن 3.4 ملايين شخص في إقليم شرق المتوسط يعانون من اضطراب تعاطي المواد المخدرة، وهو ما يشير إلى حدوث زيادة تفوق الضعف على مدار 20 عامًا.

وقالت، إنه يشهد الإقليم سنويًّا أكثر من 31 ألف حالة وفاة ناجمة عن اضطرابات تعاطي المُخدِّرات، ولا يتلقى العلاج سوى شخص واحد فقط من كل 13 شخصًا، وتتباين جودة ذلك العلاج تباينًا كبيرًا، ونادرًا ما يتعافى المرء من هذا الاضطراب في دورة واحدة من العلاج، لأن الإدمان مرض مزمن.

وتشير البيانات إلى أن أكثر من ثُلثَي المصابين باضطراب تعاطي المواد الأفيونية يعودون إلى تعاطي المواد المخدرة خلال عام من العلاج، وإضافةً إلى التكاليف الاجتماعية الهائلة، يرتبط تعاطي مواد الإدمان بحالات الصحة النفسية، والتهاب الكبد، والسل، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوضحت، إن نحو خمس متعاطي المخدرات في إقليمنا متعايشون مع فيروس العوز المناعي البشري، وأكثر من نصفهم يعانون من التهاب الكبد C، وبصفتي زوجة وأما وطبيبة على معرفة عميقة بثقافتنا وقيمنا، أرى أن هذه الأرقام صادمة بشدة.
وقالت، إنه منذ أن توليت منصب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، جعلت مكافحةَ تعاطي مواد الإدمان إحدى المبادرات الرئيسية خلال ولايتي، وذلك لأنني أدرك أن الإدمان، وما يسببه من انحلال اجتماعي، يقفان عائقًا أمام تحقيق الصحة والازدهار للجميع.
ويتمثل هدفنا، هدفنا جميعًا، في تحقيق انخفاض مستدام في معدلات الإصابة بالأمراض، والوفيات، والتكاليف الاجتماعية الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان في إقليم شرق المتوسط، لأننا لا نستطيع تحقيق الصحة للجميع، دون تحقيق الصحة للفئات الأشد ضعفًا.
كما أن التقدم في مجال تعاطي مواد الإدمان قد يكون حافزًا للتغيير، فيدفع عجلة التقدم نحو حماية الناس من المخاطر الصحية التي يمكن الوقاية منها، ويمكنهم من عيش حياة أوفر صحة.

وذلك يتطلب:

خفض عدد الأشخاص الذين يجرِبون المخدرات في المقام الأول، وزيادة عدد الذين يتلقون علاجًا أفضل، وتحسين الرصد والترصد وجمع البيانات.

وسوف نحقق ذلك بالتركيزعلى 5 مجالات عمل رئيسية ألا وهي:

العلاج، وليس التجريم، والتدخلات الصحية العامة القوية المُسندة بالبيِّنات، والتعاون بين الأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، بدعم من وكالات الأمم المتحدة.
- تعزز أنماط الحياة الصحية، وتؤدي إلى تهيئة بيئات أُسرية واجتماعية صحية، وتضمن المساواة في الحصول على التعليم والتدريب المهني، وتطبيق معايير العلاج الدولية، والبيانات الوطنية والإقليمية الموضوعية والموثوق بها.

والمبادرة الرئيسية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن تعاطي مواد الإدمان تعمل مع البلدان والشركاء الإنمائيين على تسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان في جميع أنحاء الإقليم.

ونستطيع أن نرتب لاجتماع الأطراف المعنية مع كبار الخبراء في العالم من أجل تبادل أفضل الممارسات، ولدعم عملية وضع المبادئ التوجيهية والأدوات وتوفير البينات اللازمة للعمل، ولكن أنتم وحدكم القادرون على قيادة هذا التغيير، وأنتم وحدكم القادرون على إزالة الحواجز التي تحول دون العلاج، مثل الوصم والتجريم، وأنتم وحدكم القادرون على تحفيز العمل في سبيل استجابتكم الوطنية، وعلينا أن نتصدى للثغرات الحرِجة في سياساتنا وتشريعاتنا وتقديمنا للخدمات من أجل الوقاية من تعاطي مواد الإدمان، وتعزيز الصحة النفسية، وتمكين أصحاب التجارب الشخصية، وإشراك المجتمعات المحلية، وتوفير العلاج، وتيسير التعافي.

وأشكر المركز الوطني للتأهيل في أبو ظبي على عقد هذا الحوار مع هذه المجموعة المتنوعة والمتفانية من الأطراف المعنية.

وسنعمل خلال الأيام الثلاثة القادمة على بناء توافق في الآراء بشأن تنفيذ المبادرة الرئيسية الإقليمية، مُستفيدين من التجارب العملية والممارسات القائمة على البينات، وأتطلع بحماس إلى مداولاتنا، وأشكركم على التزامكم بتحقيق الصحة للجميع، ولا سيما الفئات الأشد ضعفًا.
 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية: الموقف المصرى صلب ضد تهجير الفلسطينيين

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل

الشيبي رجل مباراة بيراميدز والإسماعيلي بدروي Nile


وزارة التعليم: مسمى جديد لشهادات التعليم الفنى باسم البكالوريا التكنولوجية

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل


الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

مطاردة مرعبة على طريق الواحات.. 3 شباب يتسببون في حادث لفتاتين والداخلية تتحرك.. الجناة يعترفون: حاولنا توقيف الضحيتين ومعاكستهما.. وثقنا الواقعة فيديو وسخرنا منهما.. والسجن المشدد مصير المتهمين.. فيديو

أكسيوس: إسرائيل تتودد لمؤثرين مؤيدين لترامب مع تزايد الغضب من حرب غزة

مهتزة نفسيا السبب.. الداخلية تكشف حقيقة تخدير السيدات بالإسكندرية

السجن 3 سنوات لسائق لاتهامه بتهديد سيدة بصور لها مقابل مبلغ مالى بطوخ

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

تأخير مباراة طلائع الجيش والمصري نصف ساعة بسبب منتخب الناشئين

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى