الكفاح للوصول للحقيقة مصوران من أمريكا وبريطانيا يوثقان الحروب وسط المعارك

جانب من الندوة
جانب من الندوة
رسالة الشارقة بسنت جميل

عقدت الجلسة الختامية بمهرجان اكسبوجر الدولي للتصوير في دورته الـ9 بحضور مصورى الحرب وهما المصور الصحفى البريطانى دون ماكولين، والمصور الصحفى الأمريكى جيمس ناكطوى.

وقال دون ماكولين، في الحقيقة، لم أبدأ في التصوير بدافع الشغف، بل بسبب خدمتي الوطنية في سلاح الجو عندما كنت شابا التحقت بوحدة التصوير هناك، وحاولت إجراء اختبار لأصبح مصورا، لكنني فشلت في الإجراءات الورقية، وخرجت من سلاح الجو دون أي شهادة تثبت خبرتي في التصوير.

وأوضح دون ماكولين أنه عاد إلى المكان الذي نشأت فيه، وكان حيًا بائسًا في لندن، تركت المدرسة عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري، ولم أكن متعلمًا جيدًا، حيث كنت أعاني من صعوبات في القراءة والكتابة، كنت اشتريت كاميرا أثناء وجودي في نيروبي، بمساعدة أحد الطيارين الذين قدموا لي الدعم، لكننى بعتها لاحقًا مقابل خمسة جنيهات إسترلينية، واعتقدت أن هذا هو نهاية علاقتي بالتصوير، لكن بعد فترة، حصلت على كاميرا أخرى وبدأت في تصوير الأولاد في الحي الذي نشأت فيه، حيث كانوا جزءا من حرب عصابات في شمال لندن.

وتابع ماكولين، أن في أحد الأيام، حاول شرطي التدخل في صراع بينهم ليلة الأحد ولم أكن هناك في ذلك الوقت، لكنني كنت أعرف هؤلاء الأشخاص منذ طفولتي، فقد درست معهم، في النهاية، قتل الشرطي في نهاية الشارع الذي نشأت فيه، التقطت صورًا للعصابة، وعندما علمت صحيفة The Observer بذلك، سألوني: "هل التقطت الصور؟" فقلت: "نعم"، ثم طلبوا مني التقاط المزيد، فوافقت تم نشر صوري، وفي ليلة وضحاها عرضت على كل وظائف التصوير الفوتوغرافي في إنجلترا، رغم أنني لم أكن مصورا محترفا.

وأضاف دون كنت محاطا بأشخاص تورطوا في الجريمة، وبعضهم انتهى به الأمر في السجن أو أصبحوا مجرمين خطرين، وحتى قتلة، ثم نشأت في ظروف صعبة جدًا، حيث كنت أعيش مع عائلتي في شقة صغيرة متهالكة، لم أكن أذهب إلى المدرسة كثيرًا، وكدت أنجرف نحو حياة الجريمة، لأن هذا كان المسار المتوقع لمن نشأت معهم.

وأشار دون إلى أنه "بفضل والدتى، أدركت أنني أستطيع اتخاذ طريق مختلف، في الحقيقة، لم أختر التصوير، بل أشعر أن التصوير هو من اختارني، لم يكن لدي تعليم أكاديمي مثل جيمس، لكني ممتن جدًا لأن الحياة منحتني فرصة لأصبح مصورًا،  التصوير أنقذني من حياة كان يمكن أن تكون مختلفة تمامًا".

ولفت دون إلى أنه يتذكر قنبلة يدوية صينية سقطت بيني وبين أحد الجنود، ووصفه بأن المشهد لا يزال حيًا في ذاكرته عندما رأى رجل ملقى على الأرض والدم ينزف من أنفه، بينما أنا أختبئ بسرعة في حفرة قريبة قبل أن تنفجر القنبلة.

للأسف، الرجل الذي كان في الصورة مات، والشخص الذي كان يساعده قتل بعد بضعة أيام. تلك الذكريات تلاحقني في أحلامي، فما حدث ليس مجرد مغامرة مجانية بل كان له ثمن ندفعه لاحقًا ربما في اليوم التالي أو الشهر المقبل أو حتى بعد سنوات.

وأكد دون، نحن هنا اليوم نحتفي بالتصوير الفوتوغرافي، ولكنني أشعر بالسعادة لرؤية صور الآخرين، لأن ذلك يمنحني فرصة للتفكير في الخيارات التي كانت متاحة لنا، والتي اخترنا منها هذا الطريق الصعب والمليء بالتحديات.

وأضاف دون، كان وجودنا بمثابة صوت للناس التي تعيش الحرب من خلال نقل قصصهم للعالم، كنا نتقاسم معهم المخاطر نفسها، لنروي معاناتهم، وهذا ما جعلهم يرحبون بنا، لأنهم كانوا بحاجة لمن يوصل رسالتهم، بالتأكيد، أي صورة منفردة لن تغير طبيعة البشر، ولن تنهي الحروب، ولكنها قد تؤثر فى صراع معين، أو تكشف عن ظلم محدد،  هذه هي مسئوليتنا كمصورين صحفيين أن نكون شهودًا محترمين للأحداث، ونروي القصص بصدق وأمانة، على سبيل المثال، عندما قرر المستوطنون في القدس الشرقية طرد العائلات الفلسطينية، كنت هناك، وانضممت إلى مجموعة لمراقبة الأحداث أتذكر أن رجلًا أعطاني شارة زرقاء وقال لي: "احتفظ بها، فقد تحتاجها إذا حاول أحدهم إطلاق النار عليك لم أكن متأكدًا مما يقصده، لكنه كان محقًا، كان الجنود يقتلون كل فلسطيني".

بينما قال جيمس ناكطوي، لم يكن لدي أي خلفية في التصوير عندما كنت في الجامعة، لكن خلال تلك الفترة، كان هناك حرب فيتنام وحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وهما حدثان محوريان في تاريخ القرن العشرين الأمريكي، كانت القيادات السياسية والعسكرية تخبر الناس بشيء، لكن الحقيقة كانت مختلفة تماما والمصورون هم من أظهروا لنا الواقع.

وأوضح جيمس أنه "عندما تخرجت من الجامعة، لم أكن متأكدًا مما أريد فعله، واستغرق الأمر مني بضع سنوات لأقرر أنني أريد أن أصبح مصورًا صحفيًا، لم  يكن لدي أي تدريب رسمي، لذلك علمت نفسي، وعملت في غرفة مظلمة وعلمت نفسي كيفية تحميض الأفلام وطباعة الصور، كنت أضع لنفسي مهامًا وكأنني أعمل لدى محرر صحفي، وأتخيل أنني ألتقط صورًا لمجلة".

وتابع جيمس، عندما قررت أن أصبح مصورًا، كان هدفي أن أكون مصورًا للحروب، لأنني كنت أؤمن بتأثير التصوير الصحفي على المجتمع، شعرت أن هذا المجال يحمل مسؤولية كبيرة، لذا أمضيت عشر سنوات في التدريب الذاتي قبل أن أشعر أنني مؤهل لتحمل مسئولية توثيق النزاعات،  بعد ذلك، عملت في صحيفة لمدة أربع سنوات، لكن استغرقني الأمر عقدًا كاملًا قبل أن أشعر أنني مستعد تمامًا، وفي عام 1981، بدأت العمل في مناطق الصراع.

وأكد جيمس أن التصوير لم يكن مجرد توثيق للأحداث، بل كان وسيلة لخلق اتصال إنساني بين الأشخاص في الصور والمشاهدين، هذا الاتصال العاطفي هو ما يجعل التصوير الفوتوغرافي قويًا ومؤثرًا.

وتابع جيمس لم أتلق أي تدريب رسمي في القتال أو الطب، ولم يكن لدي أي خبرة سابقة في التعامل مع النزاعات، كل ما تعلمته كان من خلال التجربة المباشرة في الميدان، لكنني وجدت أن السنوات العشر التي قضيتها في تعلم التصوير الصحفي والتدريب الذاتي جاءت بثمارها عندما ذهبت إلى أيرلندا.

واستطرد جيمس كنت أرغب في أن أصبح مصورا للحروب، وكان ذلك في وقت إضراب السجين بوبي ساندز، الذي كان عضوًا في الجيش الجمهوري الإيرلندي وسجينا سياسيا تم انتخابه في البرلمان أثناء إضرابه عن الطعام، اندلعت أعمال عنف هناك فقررت أن أستقل طائرة وأذهب مباشرة إلى موقع الأحداث، وعندما وصلت اكتشفت أنني قادر على التعامل مع الموقف كنت أعرف كيف أتحرك، لم أشعر بالخوف، ولم أكن متهورا، لم أتوقف أبدًا عن العمل فى هذا المجال، وأصبح هذا هو مسار حياتى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

ولى العهد السعودى: نؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة والسودان وندعم وحدة الأراضي السورية

قائمة المنتخبات المتأهلة لكأس العالم للشباب في تشيلي..مصر الأبرز فى أفريقيا

بطاقة التأهل الثالثة.. 3 لقاءات تحسم منافسة أبو قير وكهربا الإسماعيلية

البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بزلزال البحر المتوسط


جيش الاحتلال يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانيء فى اليمن

معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل.. والأوضاع فى مصر مستقرة

اتجاه في اتحاد الكرة لرفض مطالبات الأندية بإلغاء الهبوط في اجتماع الثلاثاء

موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجت فى الدورى والقناة الناقلة

محاكمة المتهمين بالتسبب فى وفاة طبيبة أسنان بالتجمع.. اليوم


تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

تجديد حبس المتهم بسرقة هواتف المحمول بأسلوب المغافلة فى الشرابية

وجه جديد لمرسى مطروح.. الكورنيش يتألق قبل المصيف بتطوير غير مسبوق.. إضافة وتأهيل شواطئ جديدة وتوسعة الطريق أبرز التغييرات.. إنشاء أكثر من ممشى ومناطق خدمية وترفيهية تحدث طفرة حضارية.. صور

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

عاجل.. رئيس شبكة الزلازل: مركز الزلزال بعيد عن المدن المصرية ولا داعى للقلق

تعرف على مواعيد الجولة السابعة من مرحلة حسم دوري نايل والقناة الناقلة

بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة

عاجل.. زلزال يضرب القاهرة وعددا من المحافظات

حر نار.. تحذير عاجل من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم الأربعاء 14 مايو 2025

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى