إعلان تاريخى ينهى 40 عاما من صراع أدى لمقتل 40 ألف شخص.. زعيم حزب العمال الكردستانى يدعو لحل نفسه وإلقاء سلاحه.. خطوة نهائية لتحقيق السلام بين الأكراد وأنقرة.. ومسئول بحزب تركى: ننتظر النتيجة النهائية على الأرض

فى إعلان تاريخى، دعا الزعيم الكردى عبدالله أوجلان، حزب العمال الكردستانى الذى يترأسه إلى حل نفسه وإلقاء سلاحه.
وأكد فى الإعلان الذى تلاه وفد من نواب "حزب الشعوب للعدالة والديموقراطية" (ديم) المؤيد للأكراد الذى زاره فى سجنه فى وقت سابق اليوم الخميس، "على جميع المجموعات المسلحة إلقاء السلاح وعلى حزب العمال الكردستانى حل نفسه".
أوجلان
كما أضاف أن رسالة الحزب هى السلام، لافتا إلى أن حزب العمال الكردستانى تأسس فى فترة عصيبة.
وأوضح أن الحزب تأسس فى فترة إنكار للوجود الكردي، وكان الأكراد حينها مضطرين لتشكيل حزب العمال الكردستانى لمواجهة التحديات.
إلى ذلك، شدد بيان أوجلان على ضرورة أن تلقى جميع الجماعات المسلحة أسلحتها.
من جهته، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، أفكان آلَا، إن "جوهر هذه الدعوة يتمثل فى التخلى عن السلاح، وحل التنظيم الإرهابي، ونحن ننتظر النتيجة النهائية على الأرض".
أتى ذلك بعدما زار وفد من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب التركى المناصر للأكراد، أوجلان فى السجن المحتجز فيه على جزيرة إمرالى جنوب إسطنبول.
وهذه ثالث زيارة لأوجلان (75 عاما) منذ ديسمبر الماضى (2024).
كما جاءت هذه الزيارة فى إطار محاولة الحكومة دفع أوجلان إلى دعوة العمال الكردستانى إلى إلقاء السلاح، ما قد ينهى حملة التمرد التى يشنها ضد الدولة التركية منذ عام 1984 والتى أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
وسيكون لهذه الخطوة تأثير كبير على تركيا بعد صراع استمر أربعة عقود وتسبب فى أضرار اقتصادية جسيمة وتأجيج التوتر الاجتماعى.
كما ستحول الانتباه إلى رد فعل قادة العمال الكردستانى فى جبال شمال العراق.
يذكر أن الزعيم الكردى كان يعيش فى عزلة شبه كاملة فى إمرالى منذ عام 1999، دون أن يتمكن من التواصل مع العالم الخارجى إلا نادرا.
من هو عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستانى ؟
نبدأ من اسمه أوجلان، وهى كلمة من أصل تركي/كردى وتعنى "المنتقم" أو "طالب الانتقام"، وتعنى كلمة "oc" فى التركية الانتقام، وتصف كلمة "alan" الفعل العام المتمثل فى "الأخذ". لذا فإن كلمة "Ocalan" تعنى المنتقم، أو الشخص الذى يريد الانتقام، فى إشارة إلى العمليات التى شنها ضد الجيش التركى والتى فى نظره كانت انتقاماً لما حصل للشعب الكردي.
فيما أسس الرجل حزب العمال الكردستانى عام 1978 فى تركيا، لكنه دخل إلى سوريا عام 1980 فى عهد الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، الذى سمح له، بحسب بعض المصادر، بإقامة معسكرات تدريب لأعضائه فى سهل البقاع داخل الأراضى اللبنانية أيام النفوذ السورى فى لبنان.
وبدأ الحزب القيام بعمليات عسكرية عام 1984 فى تركيا وإيران، سعياً لإنشاء وطن قومى للأكراد.
إلى ذلك، توارى أوجلان عن الأنظار داخل سوريا حتى عام 1998، حين اتهمت أنقرة دمشق بدعمها لحزب العمال الكردستاني، وهددت أنقرة دمشق باجتياح سوريا إذا لم تتخل عن دعمها لأوجلان، مما أدى إلى عملية معقدة لخروجه من سوريا.
عقب ذلك توجه الزعيم الكردى إلى أوروبا، حيث حاول الحصول على حق اللجوء السياسي، لكنه لم ينجح فى مسعاه، حتى تمكنت المخابرات التركية من اعتقاله فى 15 فبراير 1999 فى العاصمة الكينية نيروبي، ليتم نقله بطائرة خاصة إلى تركيا لمحاكمته.
وصدر ضده حكم بالإعدام، قبل أن يتحول إلى حكم السجن مدى الحياة، بعد أن ألغت أنقرة عقوبة الإعدام عام 2002.
لكن منذ اعتقاله لا يزال الرجل الذى أطلق عليه الأكراد اسم "آبو" وهى بمعنى "العم" فى الثقافة الكردية يجسد رمز المقاومة التى صاغها الحزب على مدى 40 عاماً.
فيما لم تمنع العزلة القسرية أوجلان الذى بات بطلا فى نظر أنصاره من البقاء سيداً لحزب العمال الكردستاني.
إلا أن حزبه غيّر سياسته منذ عام 2000 وأصدر مرسوماً بنهاية الكفاح المسلح، ودافع عن الحكم الذاتى ضد الاستقلال، وبين عامى 2012 و2015 أدى هذا المسار الجديد إلى بدء المفاوضات مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
Trending Plus