عصابة FBC الدولية.. يقظة الشرطة تواجه مكر الخداع فى حرب التكنولوجيا.. منصة الوهم تحطمت على يد التقنيات الحديثة لوزارة الداخلية.. المتهمون يرفعون شعار "طالما فيه طماع فيه نصاب" ويستولون على 8 ملايين جنيه

في عالم تتزايد فيه فتن التكنولوجيا وتلتبس فيه الحقائق مع الأكاذيب، كانت هناك عصابة دولية تمادت في استغلال الطمع البشري باستخدام أساليب احتيالية مبتكرة، إلا أن اليقظة الأمنية لم تترك لها مجالاً للتمادي، "FBC"هو اسم منصة إلكترونية ظهرت على السطح لتمارس خداعها بجرأة، مغرية المواطنين بتحقيق أرباح سريعة من خلال استثمارات وهمية.
المنصة لم تكن مجرد تطبيق عابر، بل كانت مشروعًا مكثفًا لخداع الأفراد الذين وقعوا في فخ الطمع، حيث تم وعدهم بعوائد مالية ضخمة مقابل إيداع أموالهم في النظام الرقمي، ولكن الطمع، كما تقول القاعدة، يصنع النصاب، ولعل هذا ما أدركته النيابة العامة حينما تلقت بلاغات من أكثر من 310 مواطنين، ليكتشفوا أن أموالهم التي بلغ مجموعها ثمانية ملايين ومائتين وتسعة عشر ألفًا وأربعمائة وستة وستون جنيهًا قد اختفت فجأة بعد تجميد الأرصدة وغلق المنصة.
القائمون على المنصة حاولوا التذرع بهجوم سيبراني لتعليل إغلاقها، لكن الأجهزة المعنية، بما فيها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، نفوا هذه الرواية جملة وتفصيلاً، مما فتح الباب أمام التحقيقات التي كشفت شبكة معقدة من الاحتيال المنظم، وبفضل التنسيق بين النيابة العامة والإدارة العامة لجرائم تكنولوجيا المعلومات، تم الكشف عن هويات المتهمين وتحديد حساباتهم الرقمية، مما أدى إلى إلقاء القبض على 14 متهماً، بينهم مصريون، صينيون، ويابانيون.
في خطوة جريئة، نفذ رجال الأمن عملية مداهمة استهدفت المراكز التي كانت تدير المنصة الإلكترونية، وتم ضبط مبالغ مالية تقترب من مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى 1135 شريحة هاتف محمول معدة لتفعيل محافظ إلكترونية، كما تم العثور على أجهزة حاسوب وهواتف محمولة كانت تستخدم لتشغيل عمليات الاحتيال وتنفيذ التحويلات المالية.
"ملايين ضائعة، وأمل متبدد، وخداع طال ما طمع المواطنون في الربح السريع.، هكذا تحدث اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني في تعليق له على هذه القضية، مشيرًا إلى أن العصابة كانت تروج لادعاءات كاذبة، مستغلة رغبة الناس في زيادة دخلهم دون بذل جهد حقيقي، ومع تطور الأساليب الإجرامية، يظل الأمن متسلحًا بعين يقظة وتكنولوجيا متطورة استطاعت كشف هذه الشبكة المعقدة والقبض على المتهمين في وقت قياسي.
الأمر الذي يعكس قدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع الجرائم الإلكترونية المعقدة، وتأكيدًا على أن الجرائم لا يمكن أن تعبر عن حدود الزمان والمكان ما دام هناك وعي وتعاون بين الجهات المعنية، فالتقنيات الحديثة والتدريب المستمر قد ساهما في ضمان إغلاق هذه الشبكة الإجرامية التي كانت تفتك بآمال الكثيرين.
التحقيقات ما زالت مستمرة، والنيابة قد أمرت بتفريغ كافة مقاطع الفيديو التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي والتي كان يظهر فيها المتهمون وهم يروجون للمنصة.
كما تم التحفظ على الأموال التي تم جمعها وتحويلها إلى المحافظ الرقمية وحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وفي الوقت نفسه، تم تكليف الأجهزة الأمنية بالبحث عن الهاربين الذين لا يزالون خارج نطاق القبضة الأمنية.
عصابة FBC الإلكترونية تمثل نموذجًا حديثًا من أساليب النصب التي لا تتوقف عن محاولة ابتكار وسائل جديدة للايقاع بالمواطنين، إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية والتقنيات الحديثة أثبتت أنها الأكثر قدرة على التصدي لهذا النوع من الجرائم.
Trending Plus