عظام تكشف عن أكلى لحوم البشر.. قطعوا آذانهم وأكلوا أدمغتهم

أكلى لحوم البشر
أكلى لحوم البشر
كتبت ميرفت رشاد

عبر العصور المختلفة كانت أوروبا مسرحا لممارسات متنوعة وشائكة، ومن بين هذه الممارسات أكل لحوم البشر، تعد هذه الظاهرة واحدة من أكثر الموضوعات إثارة للجدل فى التاريخ الأوروبى، حيث امتدت جذورها إلى فترات زمنية مختلفة ولأسباب متعددة.

وتشير الأبحاث التاريخية إلى أن أكل لحوم البشر كان موجودا فى أوروبا خلال فترات ما قبل التاريخ، وكان يمارس لأسباب متعددة مثل الطقوس الدينية، الفقر المدقع، والحروب فى بعض الحالات، كانت جثث الأعداء تستهلك كجزءا من تقاليد الحروب والانتقام، وقد وثقت العديد من الأدلة الأثرية هذه الممارسات عبر العصور، مما يعطينا لمحة عن الظروف الاجتماعية والثقافية التى أدت إلى تبنى مثل هذه الممارسات.

من اللافت أن نجد أن أكل لحوم البشر لم يكن فقط مقتصرا على الفترات البدائية، بل استمر أيضا في الظهور بأشكال مختلفة خلال العصور الوسطى والعصور الحديثة المبكرة، وإليك أهم الاكتشافات الأثرية المرعبة في المجتمعات الأوروبية. 

أكلى لحوم البشر
أكلى لحوم البشر

وكشفت بقايا بشرية عثر عليها في كهف ببولندا أن الجماعات الأوروبية القديمة كانت تأكل جثث الموتى في الحروب، وتشير تحليلات جديدة لعلامات القطع والكسور على العظام إلى أن الناس كانوا يقطعون آذان أعدائهم المهزومين ويستخرجون أدمغتهم بعد وفاتهم بفترة وجيزة، وفقا لما نشره موقع "livescience".

في دراسة نشرت في مجلة Scientific Reports قدم الباحثون تفاصيل عن أدلة أكل لحوم البشر التي عثروا عليها في 53 عظمة من كهف Maszycka، وهو موقع أثري بالقرب من كراكوف في بولندا، يعود تاريخ العظام إلى 18000 عام، خلال فترة ما قبل التاريخ المجدلية في أوروبا، وكانت تعود إلى 10 أشخاص على الأقل ستة بالغين وأربعة أطفال.

وباستخدام تقنيات المجهر ثلاثي الأبعاد المتقدمة، حدد الباحثون علامات القطع والكسور على 68% من العظام، وتمكنوا من استبعاد الحيوانات آكلة اللحوم والدوس العرضي كأسباب للإصابات.

وبفحص عشرين قطعة من الجمجمة، حدد الباحثون جروحاً ناجمة عن نزع فروة الرأس وإزالة اللحم وإزالة الأذنين والفك، وبالإضافة إلى ذلك أشارت الكسور على طول خيوط الجمجمة إلى أن الناس كانوا يكسرون جماجم الجثث على وجه التحديد لإزالة الأدمغة، ويمكن رؤية المزيد من الأدلة على الذبح على عظام الكتف والذراع والساق.

فك بشرى
فك بشرى

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة فرانسيسك مارجينيداس، وهو طالب دكتوراه في المعهد الكاتالوني لعلم الإنسان القديم والتطور الاجتماعي (IPHES): "يظهر موقع وتواتر علامات القطع والكسر المتعمد للهيكل العظمي بوضوح الاستغلال الغذائي للأجسام".

وكتب الباحثون في الدراسة أن النسبة العالية من العظام التي تم التلاعب بها بعد الموت تشير بقوة إلى سلوك أكل لحوم البشر، حيث قام الناس بإعداد واستخراج الأجزاء الصالحة للأكل من العظام، بالإضافة إلى ذلك، فإن نمط علامات القطع والكسر يشير إلى أن الناس أعطوا الأولوية لإزالة الأجزاء الأكثر تغذية وكثافة من السعرات الحرارية من الجثث - بما في ذلك أدمغتهم ونخاع العظام والعضلات - بعد وقت قصير من وفاة الأفراد.

ولكن السبب وراء هذا السلوك الآكل لحوم البشر غير واضح، وفي بيان لها، قالت بالميرا سالادي، المؤلفة المشاركة في الدراسة والباحثة في معهد البحوث الصحية والبيئية: "في السياقات ما قبل التاريخية، ربما كان ذلك استجابة لاحتياجات البقاء أو الممارسات الطقسية، أو حتى ديناميكيات العنف بين المجموعات" .

ومع ذلك تشير الأدلة الأثرية من كهف مازيكا إلى أن هذه الظاهرة من أكل لحوم البشر لم تكن مرتبطة باحتياجات البقاء وخلال العصر المجدلي (منذ 23 ألف إلى 11 ألف سنة) في أوروبا، تميزت المنطقة بزيادة في أعداد السكان البشر، كما كتب الباحثون في الدراسة، قالوا إن المجاعة ليست تفسيرًا محتملًا لأكل البشر الآخرين.

ولأنه لا يوجد دليل على أن الأشخاص الذين أكلوا لحوم البشر دُفنوا بطريقة محترمة وأن البقايا البشرية كانت مختلطة بعظام الحيوانات المذبوحة، فإن الباحثين يعتقدون أن هذا مثال على "أكل لحوم البشر في الحروب" وربما كان الجمع بين عدد كبير للغاية من البشر وقلة الموارد في العصر المجدلي قد أدى إلى توترات إقليمية وصراعات عنيفة من أجل البقاء.

وبالنسبة للهياكل العظمية في كهف مازيكا فإن "الملف العمرى يشبه ملف عائلة نووية كاملة، مما يشير إلى أنه ربما تم مهاجمتها وإخضاعها ثم أكل لحومها"، كما كتب الباحثون.

كما تحتوى المواقع الأوروبية الأخرى التى يرجع تاريخها إلى نفس الفترة الزمنية على أدلة على أكل لحوم البشر، مما يشير إلى أن الممارسة كانت جزءًا مهمًا من الثقافة في العصر المجدلي، سواء كانوا يأكلون موتاهم أو أعدائهم.

 

مذبحة دموية في بريطانيا.. عظام تكشف عن أكل لحوم البشر فى العصر البرونزى

قال علماء الآثار إن مجموعة من العظام البشرية التي اكتشفت قبل خمسين عامًا في حفرة سومرست تشكل دليلاً على أعنف مذبحة معروفة في عصور ما قبل التاريخ البريطاني، وعلى أكل لحوم البشر في العصر البرونزي.

وبحسب ما ذكرته صحيفة "جارديان" البريطانية، ففي الفترة ما بين 2200 قبل الميلاد و2000 قبل الميلاد، قُتل ما لا يقل عن 37 رجلاً وامرأة وطفلاً، وأُلقيت جثثهم في بئر طبيعي عميق في تشارترهاوس وارين ، بالقرب من مضيق شيدر.

وخلصت أول دراسة علمية، منذ اكتشاف العظام في سبعينيات القرن الماضي، إلى أنه بعد وفاتهم العنيفة، تم تقطيع أوصال الأفراد وذبحهم، وتم أكل بعضهم على الأقل.

عظام بشرية تكشف عن أكل لحوم البشر فى العصر البرونزى
عظام بشرية تكشف عن أكل لحوم البشر فى العصر البرونزى

وقد تحطمت جماجم العديد من الضحايا نتيجة للضربات التي أودت بحياتهم، كما تم قطع عظام الساق والذراع بعد الموت لاستخراج نخاع العظم، وتظهر عظام اليد والقدم أدلة على تعرضها للمضغ من قبل الأضراس البشرية.

ولم يُعثر من قبل على أي شيء بهذا القدر من العنف في بريطانيا في العصر البرونزي المبكر أو في أي وقت آخر في عصور ما قبل التاريخ البريطانية، وفقًا لريك شولتينج ، المؤلف الرئيسي وأستاذ علم الآثار العلمية وما قبل التاريخ في جامعة أكسفورد.

وقال شولتينج، إن أكل لحوم البشر على هذا النطاق لم يكن أمراً معتاداً ، موضحا أنه لو كان هذا أمراً "طبيعياً" بأي شكل من الأشكال، فمن المتوقع أن نجد بعض الأدلة على ذلك في مواقع أخرى، لدينا مئات الهياكل العظمية من هذه الفترة، ولا نرى أشياء مثل هذه.

وكان ما يقرب من نصف العظام تعود لأطفال، مما يشير إلى أن مجتمعًا بأكمله قد تم القضاء عليه في حدث وحشي للغاية.

وتوقع الباحثون أن تكون هذه الجريمة مثالا على "العنف كأداء"، حيث كان مرتكبو الجريمة يعتزمون إرهاب المجتمع الأوسع وتحذير أفراده، وكان من شأن نزع فروة رأس الضحايا وذبحهم وأكلهم أن يخلف نفس التأثير المخيف.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الصحة: انتهاء تنفيذ 20 مستشفى بـ11 محافظة بنهاية العام المالى الجارى

تميم وترامب: اتفاقيات تاريخية ترفع العلاقات القطرية الأمريكية لأعلى المستويات

مصر تتعرض لزلزال بقوة 6.3 ريختر.. البحوث الفلكية: مركزه جزيرة كريت النشطة زلزاليا بالبحر المتوسط.. عمقه ساهم فى شعور سكان الدلتا به.. والزلازل العميقة أقل ضررًا على سطح الأرض.. وتوابعه ضعيفة وغير مؤثرة

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء


وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

أرسنال يتمسك بضم وجيوكيريس.. وسبورتينج لشبونة يحدد سعره

أبو الغيط يترأس اجتماع مجلس إدارة الصندوق العربي للمعونة الفنية للدول الإفريقية ببغداد

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع

بعد زلزال كريت.. تقرير لمعهد الفلك يكشف أسباب الهزات الأرضية.. التقرير يوضح كيفية قياس قوة الزلزال وتحديد شدته.. يستعرض أكبر الزلازل قوة فى التاريخ.. ويؤكد: لا أحد يستطيع التنبؤ بحدوثها فى العالم حتى الآن


اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

مواعيد مباريات الزمالك القادمة فى الدورى

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

بيراميدز يكشف حقيقة الحصول على توقيع رامى ربيعة

زلزال مصر 2025.. البحوث الفلكية يكشف أسباب شعور المصريين بالزلزال.. معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل والأوضاع فى مصر مستقرة.. تعليمات عاجلة للمواطنين وخط ساخن للإبلاغ عن حالات الطوارئ

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

محمد صلاح يتصدر هدافي الدوريات الخمس الكبرى ومبابى يطارد بقوة

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى