لو عايز تفهم المنطقة الأورومتوسطية.. 5 كتاب خلقوا حوار بين الثقافات

تؤثر الكلمة فى شعوب بأكملها وتنقل الحوار بين الثقافات المختلفة، فعندما نتحدث عن البلدان المطلة على البحر المتوسط فى شمال أفريقيا وغرب آسيا بالإضافة إلى الدول الأوروبية، والتى تعرف بدول منطقة الأورومتوسطية "Euro-Mediterranean"، نجد كتابا معروفين يعبرون عن المنطقة ويخلقون حوارا بين الحضارات من خلال أدبهم الذى أثر على مختلف الشعوب فى هذه المنطقة، ونرصد فى هذا التقرير 5 أدباء بارزين استطاعوا الجمع بين الثقافات بهذه الدول التى تشمل أكثر من 40 دولة:

نجيب محفوظ

يعد نجيب محفوظ، من أبرز المبدعين العالميين المؤثرين فى منطقة الأورومتوسطية، والذى ولد عام 1911 بالقاهرة، حصل على جائزة نوبل فى الأدب عام 1988، وهو أول كاتب عربى ينال هذه الجائزة.

كانت رواياته المبكرة، مثل رادوبيس (1943) تدور أحداثها في مصر القديمة، لكنه تحول إلى وصف المجتمع المصري الحديث بحلول الوقت الذي بدأ فيه عمله الرئيسي، سلسلة الثلاثية والمعروفة باسم ثلاثية القاهرة.

تصور رواياته الثلاث، بين القصرين (1956)، وقصر الشوق (1957)، والسكرية (1957)، حياة ثلاثة أجيال من عائلات مختلفة فى القاهرة من الحرب العالمية الأولى حتى بعد ثورة 1952 التى أطاحت بالملك فاروق، وتقدم الثلاثية نظرة عامة ثاقبة للفكر المصرى فى القرن العشرين، والمواقف، والتغيير الاجتماعى.

أما فى الأعمال اللاحقة، قدم محفوظ وجهات نظر نقدية للملكية المصرية القديمة، والاستعمار البريطانى، ومصر المعاصرة، وتتناول العديد من رواياته الأكثر شهرة قضايا اجتماعية تتعلق بالنساء والسجناء السياسيين.

وقد أدت رواياته مجتمعة، والتى كانت من بين أولى الروايات التى حظيت بقبول واسع النطاق فى العالم الناطق بالعربية، إلى نضج هذا النوع الأدبى فى الأدب العربى.

دانتى أليجرى

هذا الكاتب هو أيقونة أدبية، حيث إن دانتي الذى ولد في عام 1265 بفلورنسا إيطاليا، كان شاعرًا إيطاليًا وكاتب نثر ومنظرًا أدبيًا وفيلسوفًا أخلاقيًا ومفكرًا سياسيًا، واشتهر بقصيدة الكوميديا الإلهية، التى تعد معلمًا بارزًا فى الأدب الإيطالى ومن بين أعظم أعمال الأدب الأوروبى فى العصور الوسطى، رؤية عميقة لمصير البشرية الدنيوى والأبدى، وعلى المستوى الأكثر شمولاً، يمكن قراءتها كرمز، تتخذ شكل رحلة عبر الجحيم والمطهر والجنة.

دانتى أليجري

تميز دانتى بـ الكوميديا الإلهية، بشقيه الفردوس والجحيم، الذى يعتبر البيان الأدبى الأعظم الذى أنتجه فى أوروبا أثناء العصور الوسطى، وقاعدة اللغة الإيطالية الحديثة.

نيكوس كازانتزاكيس

ولد فى 1883، وكانت رؤيته للعالم هي سر كتابته المميزة والسبب وراء الحوار القائم الذى طرحته، حيث يمثل إنتاجه الغزير وتنوع أعماله مساهمة كبيرة في الأدب اليوناني الحديث، والذى سافر على نطاق واسع فى إسبانيا وإنجلترا وروسيا ومصر وفلسطين واليابان، واستقر قبل الحرب العالمية الثانية في جزيرة إيجينا.

شغل منصب وزير فى الحكومة اليونانية فى عام 1945 وعمل فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) فى باريس خلال الفترة (1947-1948)، ثم انتقل إلى أنتيب بفرنسا.

نيكوس كازانتزاكيس

تغطي أعمال كازانتزاكيس نطاقًا واسعًا، بما في ذلك المقالات الفلسفية وكتب الرحلات والمآسي والترجمات إلى اللغة اليونانية الحديثة لكلاسيكيات عالمية، كما أنتج الشعر الغنائي والملحمة أوديسا، وهي تكملة مكونة من 33333 سطرًا للملحمة الهوميرية التي تعبر عن النطاق الكامل لفلسفة كازانتزاكيس.

ولعل أشهر روايات كازانتزاكيس هي تلك التي ترجمت إلى العديد من اللغات، رواية "زوربا اليوناني" (1946)، التي تصور عاشقاً شغوفاً للحياة وفيلسوفاً للفقراء؛ ورواية "الحرية أو الموت" (1950)، ورواية "الآلام اليونانية" (1954). 

أونوريه دي بلزاك

هذا الكاتب أونوريه دي بلزاك، الذى ولد فى 1799 في تور بفرنسا، كان بمثابة فنان أدبي أنتج عددًا كبيرًا من الروايات والقصص القصيرة التى يطلق عليها مجتمعة الكوميديا البشرية، وساعد فى تأسيس الشكل التقليدى للرواية ويعتبر عمومًا أحد أعظم الروائيين في كل العصور.

بلزاك

أدى عملان من عام 1829 إلى وصول بلزاك إلى حافة النجاح، وهما Les Chouans، وهى رواية تاريخية عن الفلاحين البريتونيين الذين يُطلق عليهم Chouans والذين شاركوا فى انتفاضة ملكية ضد فرنسا الثورية فى عام 1799، والرواية الأخرى La Physiologie du mariage (فسيولوجيا الزواج)، هي مقالة فكاهية وساخرة حول موضوع الخيانة الزوجية، تشمل أسبابها وعلاجها.

كما زادت القصص الست في كتابه Scènes de la vie privée (1830؛ "مشاهد من الحياة الخاصة") من شهرته.

أورهان باموق

أورهان باموق الذى ولد في 1952، هو روائي تركي اشتهر بأعماله التي تستكشف الهوية والتاريخ، حصل على جائزة نوبل للآداب عام 2006، وبدأ باموق الكتابة بجدية فى عام 1974 وبعد ثمانى سنوات نشر روايته الأولى "جودت بك وأبناؤه"، وهى تاريخ شامل لعائلة إسطنبول أثناء وبعد تأسيس الجمهورية التركية.

وتبع ذلك برواية المنزل الهادئ، حيث اعتمد على رواة متعددين لصياغة قصة تجمع عائلي عشية الانقلاب العسكري التركى عام 1980.

أورهان باموق

وحقق باموق شهرة عالمية لأول مرة بروايته الثالثة القلعة البيضاء والتى تستكشف طبيعة الهوية من خلال قصة شاب إيطالى مثقف يقع فى قبضة القراصنة ويستعبده عالم في إسطنبول فى القرن السابع عشر.

كما تعد اسمى أحمر، الصادرة عام 1998، أحد أشهر الروايات فى التاريخ الأدبى التركى، وتتحدث الرواية ويدور تاريخها فى عصر الدولة العثمانية فى تركيا فى إسطنبول تحديداً.

ولعل العديد من روايات باموق، والتي غالباً ما تكون سيرة ذاتية ومخططة بشكل مركب، تظهر فهماً للثقافة الإسلامية التركية التقليدية، مع اعتقاد بأن مستقبل تركيا يكمن في الغرب.