نسيج الوحدة الوطنية.. قصة تعلم البابا كيرلس السادس للإنجيل على يد شيخ مسلم

فى مصر نسيجنا الوطنى فريد من نوعه، تتداخل فيه خيوط المحبة والتسامح بين المسلمين والمسيحيين، لتصنع لوحة فنية رائعة تعكس روح الوحدة الوطنية، ومن بين القصص التى تجسد هذا المعنى، قصة تعليم البابا كيرلس السادس، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الـ116، للإنجيل على يد شيخ مسلم.
وتزامناً مع قرب ذكرى رحيل البابا كيرلس السادس، الذي رحل عن عالمنا في 9 مارس 1971، نتذكر قصة تعليمه للإنجيل على يد الشيخ أحمد غلوش في قريته طوخ دلكا، بمحافظة المنوفية، فقد كان الشيخ غلوش معلماً في الكتاب، وكان الطفل عازر يوسف عطا (اسم البابا كيرلس قبل الرهبنة) يتردد عليه لتعلم القرآن الكريم، ولكن الشيخ غلوش لاحظ شغفه بالمعرفة، فاقترح عليه أن يقرأ الإنجيل أيضاً.
وبحسب كتاب "البابا كيرلس وعبد الناصر" فإن البابا كيرلس حفظ الإنجيل على يد شيخ جامع في قريته يدعى الشيخ أحمد غلوش.
وأكد الكاتب أن الشيخ أحمد غلوش، كان قد اقترح على "يوسف" والد عازر" (اسم البابا كيرلس قبل الرهبنة) بأن يرسل نجله إلى الكتاب أثناء العطلة الصيفية، ومعه إنجيل ليدرس فيه، وبالفعل ذهب الطفل "عازر" ومعه إنجيل يوحنا مكتوبا بحروف كبيرة، وقد استطاع الشيخ أن يحفظ الطفل الإنجيل، وهو أكبر دليل على متانة نسيج الوحدة الوطنية في مصر، لأن من حفظ بابا الأقباط الإنجيل هو شيخ مسلم.
ولفت الكتاب إلى أن البابا كيرلس كان اسمه قبل الرهبة "عازر يوسف عطا" ولد في دمنهور في 8 أغسطس عام 1902، وحصل على الابتدائية والثانوية، ثم عمل بشركة كوكس للسياحة بالإسكندرية لمدة ثلاث سنوات من عام 1924 إلى 1927، قبل يلحق بالرهبنة.

جزء من كتاب البابا كيرلس وجمال عبدالناصر للكاتب محمود فوزى
Trending Plus