التصنيع المحلى للهواتف الذكية بمصر: توسع سريع بدعم حكومي ومشاركة شركات عالمية

يشهد قطاع تصنيع الهواتف الذكية في مصر تطورًا متسارعًا، مدفوعًا بدعم حكومي واضح لتعزيز الصناعة الوطنية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، مما يساهم في توفير العملة الصعبة وتحفيز الاستثمار المحلي، كما تأتي هذه الخطوات في ظل التطورات التكنولوجية الجديدة في خدمات الاتصالات، والتي تتطلب أجهزة حديثة تدعم أحدث المعايير.

تواصل الحكومة تقديم حوافز استثمارية لجذب الشركات العالمية إلى التصنيع المحلي، مع التركيز على زيادة نسبة المكون المحلي في الهواتف المنتجة داخل مصر والتي تزيد عن 40%، وتشمل هذه الجهود تقديم تسهيلات ضريبية وجمركية، إلى جانب دعم المناطق الصناعية المخصصة للإلكترونيات.

كما لعبت منظومة تسجيل الهواتف المحمولة الواردة من الخارج دورًا رئيسيًا في ضبط سوق الهواتف المحمولة، حيث تفرض المنظومة تسجيل جميع الأجهزة التي يتم تشغيلها على الشبكات، يهدف هذا الإجراء إلى منع دخول الأجهزة المهربة، وتعزيز الطلب على الهواتف المصنعة محليًا، مما يساهم في دعم الصناعة المحلية وتشجيع المستهلكين على شراء الأجهزة المعتمدة رسميًا.

وبدأت شركات الهواتف الذكية العالمية توطين إنتاجها في مصر للاستفادة من التسهيلات الحكومية، وخفض تكاليف الاستيراد، وتقديم منتجات بأسعار تنافسية.

وفي إطار دعم التصنيع المحلي أعلنت فيفو عن توسعها في التصنيع المحلي بالسوق، حيث تدير مصنعًا في العاشر من رمضان بطاقة إنتاج تصل إلى 500.000 هاتف شهريًا، مع تشغيل 1500 موظف، ومن أبرز هواتفها المصنعة محليًا Vivo Y29، الذي يأتي بمعالج Snapdragon 685، وشاشة 120 هرتز، وبطارية 6500mAh تضمن عمرًا طويلًا للهاتف.

كذلك أعلنت ريلمي في يناير الماضي  عن تصنيع أول هاتف محليًا في يناير 2025، حيث طرحت هاتف realme C75، ضمن سلسلة realme 70، بمواصفات متطورة تشمل مقاومة الماء وفق معيار IP69.

كما توسع سامسونج عمليات التصنيع المحلي داخل مصنعها في بني سويف، حيث تنتج عددًا من موديلاتها الشهيرة محليًا مع زيادة تدريجية لنسبة المكون المحلي.

ودخلت نوكيا أيضًا مجال التصنيع المحلي عبر تعاون مع إحدى الشركات المصرية، ما يعزز قدرتها على تقديم هواتف بأسعار تنافسية تلائم السوق المصرية.

كذلك تستهدف إنفينيكس وتكنو تستهدفان التوسع في التصنيع المحلي لتقديم هواتف اقتصادية بمواصفات حديثة تلبي احتياجات المستخدمين، كما تصنع شاومي هواتفها الذكية بمصر، وكذلك أتش أم دي،

وتشهد مصر طفرة في خدمات الاتصالات، حيث أطلقت شركات المحمول الـ eSIM والـ Wi-Fi Calling، مع استعدادها لإطلاق الجيل الخامس (5G) قريبًا. تتطلب هذه الخدمات أجهزة حديثة تدعم تقنياتها المتطورة، ما يعني أن هناك طلبًا متزايدًا على الهواتف الذكية القادرة على تشغيل هذه الميزات.

من المتوقع أن يسهم انتشار هذه الخدمات في زيادة مبيعات الهواتف الذكية، حيث يحتاج المستخدمون إلى أجهزة تدعم الـ eSIM والـ Wi-Fi Calling والـ 5G للاستفادة من هذه المزايا. لذا، تعمل الشركات المصنعة على تقديم هواتف بأسعار تنافسية لجذب العملاء وتحفيزهم على الترقية إلى الأجهزة الحديثة.

يساهم التوسع في التصنيع المحلي في توفير العملة الصعبة عبر تقليل الاعتماد على استيراد الهواتف، كذلك خلق فرص عمل جديدة في قطاع الإلكترونيات والتصنيع، وتعزيز الابتكار المحلي وزيادة القدرة التنافسية لمصر في سوق الإلكترونيات، فضلا عن ضبط سوق الهواتف بفضل منظومة تسجيل الأجهزة التي تحد من دخول المنتجات غير المعتمدة.

ومع استمرار التوسع في التصنيع المحلي وإطلاق خدمات اتصالات جديدة، من المتوقع أن يشهد سوق الهواتف الذكية في مصر موجة من التحديثات والطلب المتزايد، مما يجعل هذه المرحلة نقطة تحول رئيسية في صناعة الإلكترونيات محليًا.

من جهة أخرى تولي الحكومة كذلك اهتمامًا متزايدًا بتطوير صناعة أشباه الموصلات كجزء من استراتيجيتها لتعزيز التصنيع المحلي للإلكترونيات، وتتمثل هذه الجهود في تشجيع الشركات العالمية على إنشاء مراكز لتصميم الرقائق الإلكترونية داخل مصر، إضافة إلى دعم الشركات الناشئة والمتخصصة في هذا المجال.