قرية بنى حرب بسوهاج معقل زراعة اللوف فى الصعيد.. وتاريخ زراعته يرجع لــ 100 عام مضى ويحول الأرض إلى كنز.. الفدان يحتاج 2600 عمود بوص و2400 جريدة نخيل للتحميل عليها.. وسعر اللوفة للجمهور 30 جنيها.. صور

زراعة اللوف

سوهاج محمود مقبول

الجمعة، 28 فبراير 2025 10:00 ص

قرية بنى حرب التابعة للوحدة المحلية لقرية بنجا، بالوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا هذه القرية تقع في قلب صعيد مصر، وتحديدا بمحافظة سوهاج، حيث تعانق الخضرة السماء الصافية، يبرز محصول اللوف البلدي كأحد أهم المحاصيل الزراعية التي يزرعها الفلاحون بهذه القرية، والذى يرجع تاريخ زراعته بها إلى أكثر من 100 عام أو أكثر.

اللوف مهم جدا ليس فقط لكونه مصدرًا اقتصاديًا مهمًا، بل أيضًا لارتباطه بعادات وتقاليد راسخة في المنطقة، ويُعتبر رمزًا للخير والبركة في كل موسم يقدم اللوف البلدي لمزارعي سوهاج قصة نجاح وفخر تُروى من جيل إلى جيل، حيث يُحقق عوائد مالية كبيرة ويُساهم في توفير فرص عمل للعديد من الأسر.

في البداية يقول عز محمود عبدالعلى ، مزارع لوف في قرية بني حرب، أن زراعة اللوف أصبحت خيارًا مربحًا للعديد من الفلاحين، خاصة مع تزايد الوعي بأهمية المحصول واحتياجات السوق له واللوف له في القرية أكثر من 100 سنة، وتبدأ الزراعة في شهر مارس من كل عام، ويتم تجهيز الأرض وعمق البورة التي يتم الزرع فيها ما يقرب 40 سم عمق في متر عرض، وعندما ينمو النبات ويتسلق يتم وضعه على التكعيبة والحصاد يتم على مراحل كل حبه لوف تستوى يتم جمعها من شهر 7 وحتى شهر فبراير.

ويقول عز محمود: "اللوف أصبح مصدر دخل ثابت لكثير من الأسر في قريتنا، ونحن نرى أن مستقبله واعد، خاصة مع زيادة الطلب عليه و"اللوف"، يُعد محصولًا غير تقليدي، ونظرًا لخصائصه المميزة، أصبح له سوق كبير، سواء في السوق المحلي أو الخارجي ويدخل في اللوف في الصناعات الطبية ، والأثاث واللوف تأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية ومن أقوى أعداء محصول اللوف عفن الجذور وذبابة الفاكهة ونطالب الزراعة بالتدخل ودعمنا لمحاربتهما والفدان يأخذ 2600 عمود بوص للتحميل عليها والحوامل يحتاج إلى 4500 جريده نخيل بالإضافة إلى الإسلاك.

اللوف البلدي ثروة متعددة الاستخدامات فهو ليس مجرد محصول زراعي تقليدي، بل هو ثروة حقيقية للمنطقة، إذ يُستخدم في صناعات متعددة كصناعة الأثاث ، بالإضافة إلى استخدامه في أغراض الاستحمام بفضل خصائصه الطبيعية هذا التنوع في استخدامات اللوف جعله يحظى باهتمام كبير في السوق المحلي والدولي، مما رفع من قيمته التجارية بشكل ملحوظ.

واللوف البلدي يُعتبر من المحاصيل التي تتمتع بطلب خارجي كبير، حيث يتم تصديره إلى العديد من الدول التي تهتم بجودته العالية واستخداماته المتعددة ذلك إلى جانب أهميته الاقتصادية التي تمثل مصدرًا رئيسيًا للرزق لآلاف الأسر في سوهاج والقرى المجاورة.

أما حسنى محمد أحد أهم المزارعين للوف بقرية بنى حرب قال: نحن الأن في طور جمع المحصول الذى نضج ونقوم بجمعة ووضعه داخل جوال، وهذا الجوال يتم وضعه بمياه الترعة في الشتاء يتم وضعه لمدة 7 أيام والصيف 3 أيام حتى يتم التخلص من المادة الموجودة داخل كوز اللوف، وبعدها يتم إستخراج اللوف من المياه وتقشيره وتنفيضه تمهيدا لبيعه في الأسواق سواء لتجار الجملة أو تجار التجزئية والسريحة.

وأضاف: يعرض للوفه الواحدة من 30 جنيه للحجم الكبير و20 للحجم الصغير واللوف يزداد الطلب عليه في شهر مايو، وأقوم بتسليم اللوف للسريح وهو يقوم ببيعها بسعر 40 أو 45 للوفه الواحدة.
وتابع: مع قدوم موسم الحصاد، يبدأ الفلاحون في قطف الكيزان الناضجة بعناية ودقة شديدة، ليتم بعدها مباشرة تجفيفها وتنظيفها استعدادًا لتسويقها وتعد عملية التجفيف والتنظيف من العمليات الدقيقة التي تساهم في زيادة جودة المحصول وضمان تصديره إلى الأسواق العالمية.

اللوف البلدي لا يقتصر أثره على الزراعة فقط، بل يمتد ليشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع في حديثه عن أهمية اللوف، يقول المهندس الزراعي علاء محمد، أحد المهتمين بزراعة اللوف "اللوف يعد مصدرًا رئيسيًا للدخل لعدد كبير من الأسر بقرية بنى حرب في سوهاج فهو يوفر فرص عمل مباشرة للعمال الزراعيين في مختلف مراحل الإنتاج، بدءًا من الزراعة وصولًا إلى الحصاد."
ويرى العديد من المزارعين في سوهاج أن زراعة اللوف تمثل فرصة مميزة لتحقيق دخل جيد، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الزراعة التقليدية.

ويمثل اللوف البلدي في سوهاج نموذجًا حيًا للزراعة المستدامة التي تحقق أرباحًا كبيرة وتساهم في توفير فرص عمل بفضل خصائصه الزراعية والاقتصادية الفريدة، يُظهر اللوف كيفية تحويل التحديات الزراعية إلى فرص نجاح جديدة إن زراعة اللوف تفتح أمام الفلاحين آفاقًا واسعة لتحسين مستويات معيشتهم، بل وتسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الريفي في صعيد مصر.