بعد 64 عاما على إنشائها.. هل يفكك ترامب أكبر مزود مساعدات غذائية في العالم؟.. دونالد يصف موظفي "USAID" بـ"مختلين عقليا يجب التخلص منهم".. إيلون ماسك: لا يمكن إصلاحها.. والغموض يزداد بعد إغلاق مقرها في واشطن

يعمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجعل جميع أجهزة ووكالات الولايات المتحدة تتماشي مع نهج "أمريكا أولا" الذي تعهد باتباعه في ولايته الرئاسية الثانية التي لم يمر على بدئها أسبوعين ورغم ذلك تسببت في تغير المشهد العالمي.

أحدث تحركات إدارة ترامب كان تشديد السيطرة على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لجعلها أداة لتنفيذ سياسته على الساحة الخارجية من خلال ضمان ان العاملين بها ولائهم لافكار "MAGA" -لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى- وهو الشعار الذي دفع ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

بدأ الخلاف يوم السبت، حينما أزالت إدارة ترامب اثنين من كبار المسؤولين الأمنيين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بعد أن رفضا السماح لممثلي وزارة الكفاءة الحكومية التي يرأسها الملياردير إيلون ماسك بالوصول إلى المساحات المحظورة في الوكالة، لتفيد تقارير إعلامية بعد ذلك بوضع المسئوولين بالوكالة في إجازة إدارية إجبارية

ثم خرج ماسك المقرب من ترامب في وقت مبكر من يوم الاثنين معلنا إنه في صدد إغلاق الوكالة بمباركة ترامب. قال ماسك: "لقد ناقشت الأمر معه بالتفصيل، ووافق على أنه يجب علينا إغلاقها ولقد استفسرت منه عدة مرات [و] قلت"هل أنت متأكد؟ "قال كانت الإجابة نعم. قال ماسك: "لذا فإننا نغلقها".

وفي تصريحات لترامب مساء الأحد قال: "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يديرها مجانين متطرفون مختلين عقليا ونحن نعمل على إخراجهم، وبعد ذلك سنتخذ قرارًا بشأن مستقبلها".

وقال ماسك خلال مناقشة في وقت متأخر من الليل مع الزعيم المشارك السابق لوزارة الكفاءة فيفيك راماسوامي والسيناتور جوني إيرنست (جمهوري من ولاية أيوا) على منصة اكس  إنه ناقش قضايا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID بالتفصيل مع ترامب وتحقق معه عدة مرات إذا كان متأكدًا من أنه يريد إغلاقها ووافق على القيام بذلك، وأضاف: "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منظمة إجرامية حان وقت موتها".

واتهم الرئيس التنفيذي لشركة Tesla وSpaceX الوكالة المسؤولة عن إدارة المساعدات الخارجية المدنية ومساعدات التنمية بأنها "حزبية سياسياً بشكل لا يصدق"، دون الخوض في أمثلة محددة.

وقالت إيرنست، التي قادت سابقًا تحقيقات في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "ربما يكون هناك بعض الحجج التي يمكن تقديمها حول ما يمكن أن يكون عملاً مهمًا يقع تحت إشراف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، لكن حقيقة الأمر هي أن هذه الجهات السيئة طغت عليها"، واقترحت أنه إذا كانت هناك برامج مؤيدة لأمريكا جيدة حقًا، فمن الممكن نقلها إلى وزارة الخارجية، فرد ماسك: "بالضبط".

وقال ماسك إنه كان يتطلع إلى إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لأنها "وعاء من الديدان بدون تفاحة" على حد وصفه، وتابع: "لذلك عليك التخلص من الشيء بأكمله لأنه لا يمكن إصلاحه".

ووفقا لشبكة سي ان ان، تم إغلاق المكتب الرئيسي للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في واشنطن اليوم الاثنين وتم إرسال بريد إلكتروني إلى العمال بعد منتصف الليل بقليل مفاده أنه لا ينبغي لهم الحضور

وقال البريد الإلكتروني، الذي حصلت CNN على نسخة منه: "بتوجيه من قيادة الوكالة، سيتم إغلاق مقر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مبنى رونالد ريجان في واشنطن العاصمة أمام موظفي الوكالة يوم الاثنين 3 فبراير 2025. سيعمل موظفو الوكالة المكلفون عادةً بالعمل في مقر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عن بُعد غدًا، باستثناء الموظفين الذين لديهم وظائف أساسية في الموقع وصيانة المبنى والذين يتم الاتصال بهم بشكل فردي من قبل القيادة العليا".

تأسست الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي تعد أكبر مزود للمساعدات الغذائية في العالم في عام 1961 في عهد إدارة الرئيس جون كينيدي وهي الذراع الإنسانية للحكومة الأمريكية وتوزع مليارات الدولارات سنوياً في جميع أنحاء العالم في محاولة للتخفيف من حدة الفقر وعلاج الأمراض والاستجابة للمجاعات والكوارث الطبيعية. كما تعمل على تعزيز بناء الديمقراطية والتنمية من خلال دعم المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المستقلة والمبادرات الاجتماعية.

ويقول المسؤولون إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية هي أداة قوة ناعمة رئيسية للولايات المتحدة لتعزيز العلاقات مع المجتمعات في جميع أنحاء العالم، مشيرين إلى أن الأمن القومي الأمريكي يتم التعامل معه من خلال الركائز الثلاث: الدفاع والدبلوماسية والتنمية، بقيادة وزارة الدفاع ووزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على التوالي.

في الوقت نفسه، طلب عدد من الديمقراطيين بمجلس الشيوخ وزير الخارجية  ماركو روبيو، بتقديم توضيحات عقب تقارير دخول ممثلي وزارة الكفاءة الحكومية مقر الوكالة في واشنطن، واطلعوا على بيانات وأماكن مصنفة سرية.

في رسالة وقعها السيناتور جين شاهين، العضو البارز بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وأعضاء آخرون باللجنة عن قلقهم من أن يشكل تحرك ماسك تهديداً للأمن القومي الأمريكي.

وكتب الديمقراطيون أن "الكونجرس أنشأ الوكالة كهيئة مستقلة عن وزارة الخارجية، لضمان تقديم الخبرات الإنمائية والمساعدات الخارجية بسرعة، خاصة في أوقات الأزمات، لتحقيق أهداف الأمن القومي ، وشددت أن أي محاولة لدمج الوكالة ضمن وزارة الخارجية يجب، بموجب القانون، أن تطرح للمراجعة والنقاش والموافقة عليها من قِبل الكونجرس