تنديد دولي باستمرار العنف فى السودان.. الأمم المتحدة تستنكر الهجمات ضد المدنيين فى الخرطوم وكردفان.. مجلس الأمن والسلم الإفريقي يجتمع لبحث الصراع منتصف فبراير.. والجيش السودانى يتصدى لهجوم جديد على الفاشر

تحظى الأزمة السودانية باهتمام كبير على المستويين الدولي والإقليمي، إذ يسعى الشركاء الدوليين والإقليميين المنخرطين فى الأزمة السودانية، فى محاولات لوقف الحرب، وإدانة الهجمات المستمرة ضد المدنيين، والمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية والسماح بوصولها لمن يحتاجونها، وفك الحصار عن مدينة الفاشر بشكل خاص.
وفى هذا الصدد يجتمع مجلس السلم والأمن الأفريقي فى منتصف فبراير الجاري، ويعقد قمة طارئة على مستوى رؤساء الدول، بمشاركة 15 رئيس دولة، وممثلين عن الأمم المتحدة، ومنظمة الإيجاد، في 14 فبراير الجاري، لمناقشة الوضع في السودان.
وكان الاتحاد الإفريقى قد أعلن الأسبوع الماضى، عن موعد انطلاق أعمال قمة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية الـ38 في الفترة من 12 إلى 16 فبراير المقبل، بمقره في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ومن المنتظر أن تناقش القمة آخر التطورات فى الصراع السوداني، وتوسع المعارك والمواجهات، واستئناف الحوار لوقف إطلاق النار وفق وساطة أفريقية فاعلة وقرارات حاسمة، إضافة إلى الأزمة الإنسانية.
وكشفت مصادر لصحيفة سودان تربيون، أن القمة ستناقش أيضًا قضايا السلم والأمن والتهديدات الإرهابية في القارة، وتوقعت أن تتخذ قرارات جديدة، من بينها تعزيز دور قوة الحماية الأفريقية وتطويرها.
وسيُعقد الاجتماع الـ46 للمجلس التنفيذي في الفترة من 12 إلى 13 فبراير، فيما تُعقد اجتماعات القمة لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية في الفترة من 15 إلى 16 فبراير.
وكان الاتحاد الأفريقي، قد اتخذ قرار بتعليق عضوية السودان فى الاتحاد، في 27 أكتوبر 2021، حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية.
وتوقع دبلوماسيون في وزارة الخارجية السودانية أن يعيد مجلس السلم والأمن الأفريقي تقييم الأمور المتعلقة بتعليق عضوية السودان، بسبب الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش في 25 أكتوبر 2021.
وتبحث القمة الأفريقية، التي لن يشارك فيها السودان للمرة الرابعة على التوالي، الأوضاع في السودان، وجنوب السودان، والكونغو، وأجندات أخرى، من بينها اختيار رئيس جديد للمفوضية خلفًا للمفوض المنتهية ولايته، موسى فكي.
ومن جهته أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في السودان، بما في ذلك في مدينة الفاشر وما حولها، وحث جميع الدول على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، وبدلا من ذلك دعم الجهود المبذولة من أجل السلام الدائم.
ومن جهتها أدانت منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، الأحد، الهجمات على المدنيين في الخرطوم وشمال كردفان.
وقالت سلامي، في بيان "أدين بشدة الهجوم العشوائي المروع على سوق صابرين والأحياء السكنية في أم درمان بولاية الخرطوم"، واستنكرت مقتل العديد من المدنيين في الهجمات التي استهدفت مدينتي الأبيض وأم روابة في ولاية شمال كردفان.
وأدانت سلامي الهجمات على المدنيين في شمال دارفور وجنوب دارفور، مشددة على أنها تشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وطالبت بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم الخطيرة.
وعن الأوضاع الإنسانية فى السودان، كشفت شبكة أطباء السودان، أن أكثر من 500 ألف شخص، يواجهون الجوع فى معسكر زمزم للنازحين، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، بسبب منع ميليشا الدعم السريع شاحنات المساعدات الإنسانية التابعة لمفوضية الأمم المتحدة من الوصول إلى معسكر زمزم بولاية شمال دارفور، التى تقع تحت حصار شديد.
وأدانت شبكة أطباء السودان فى بيان لها، قيام الدعم السريع بمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المعسكر في ظل الحصار الذى تفرضه على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور لما يقارب العام، حيث يواجه الآلاف من المدنيين خطر المجاعة الحادة في ظل أوضاع إنسانية كارثية.
واعتبر أطباء السودان، أن هذا التصرف يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يكفل للمنظمات الإنسانية حق الوصول إلى المحتاجين دون عوائق، ويُفاقم من معاناة النازحين الذين يعانون بالفعل من نقص حاد في الغذاء والدواء.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل للضغط على قيادة الدعم السريع لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون قيود، قائلة :"نحمل الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن التداعيات الإنسانية الخطيرة التي قد تترتب على هذا الحصار غير المبرر".
وفى سياق أخر تمكنت القوة المشتركة للحركات المسلحة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية، للتصدى لهجوم جديد شنته عناصر من الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ومن جهته أكد المتحدث باسم القوة المشتركة، أحمد حسين مصطفى، في بيان إن الدعم السريع شن هجومًا على الفاشر من ثلاثة محاور الأحد، لاستهداف خزان قولو والأحياء السكنية ومخيمات النازحين، ولكنهم وجدوا أمامهم سدًا منيعًا من القوة المشتركة والجيش وقوات قشن والمقاومة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأفاد البيان أن ميليشيا الدعم السريع حاولت اختراق الدفاعات الغربية لمدينة الفاشر، حيث قضى الجيش وحلفاؤه على القوة المهاجمة.
وأشار مصطفى إلى مقتل 140 من أفراد الدعم السريع والمرتزقة الأجانب، وتدمير 43 آلية عسكرية متنوعة التسليح، والاستيلاء على 12 آلية أخرى.
وخلال الفترة الماضية، كثفت قوات الدعم السريع هجماتها على الفاشر، التي ظلت تشنها منذ 10 مايو الماضي، في محاولة للسيطرة على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، إلا أن الجيش والقوات المتحالفة معه يدافعون عن المدينة بضراوة.
وذكر أن الانهيار والتفكك أصبحا سمة لقوات الدعم السريع، التي لم تعد قادرة على اختراق الفاشر أو أي مدينة أخرى.
وأرسل الجيش والقوة المشتركة تعزيزات من الخرطوم إلى دارفور، يُتوقع أن تصل الفاشر خلال أيام.
وكان مجلس الأمن الدولي طالب، السبت، قوات الدعم السريع مجدداً بوقف هجماتها على الفاشر وإنهاء الحصار الذي تفرضه على المدينة منذ أشهر طويلة.
Trending Plus