جولة داخل لوكيشن تصوير فيلمي "أفواه وأرانب" و"الرصاصة لا تزال فى جيبى".. فيلا "حليم" أيقونة سينمائية خالدة بين أمواج النيل وأضواء الفن بمحافظة الغربية.. وتحتفظ بروائع وذكريات السينما المصرية.. فيديو وصور

في قلب دلتا النيل، حيث يلتقي التاريخ بالجمال الطبيعي، تقع فيلا الفريق أحمد حليم في قرية تفهنا العزب بمحافظة الغربية، ولا تقتصر أهمية هذه الفيلا على موقعها المميز المطل على نهر النيل، بل تعد واحدة من أندر المواقع التي شهدت تصوير بعض من أروع الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية، ومنها تصوير فيلمي "أفواه وأرانب" و"الرصاصة لا تزال فى جيبى".
في أروقة هذه الفيلا، تم تصوير مشاهد من فيلمين يعدان من أبرز الأعمال الفنية في تاريخ السينما المصرية: "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"أفواه وأرانب"، وهما من الأفلام الخالدة التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور، هذه الفيلا ليست مجرد بناء قديم على ضفاف النيل، بل هي شاهد على لحظات سينمائية تركت أثرًا عميقًا في ذاكرة السينما المصرية، فكل زاوية فيها تحمل صدى أصوات المبدعين الذين مروا بها، بدءًا من المخرج الكبير حسام الدين مصطفى، الذي اختارها موقعًا لتصوير أعماله الشهيرة، إلى نجوم السينما الذين جسدوا مشاهد لا تُنسى بين جدرانها.
كان فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" يحمل رسالة وطنية قوية عن التحديات بعد حرب 1973، بينما قدَّم "أفواه وأرانب" صورة واقعية للمجتمع المصري في السبعينات، حيث سلط الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة، لم تكن هذه الفيلا مجرد ديكور سينمائي، بل كانت شاهدة على أحداث وذكريات تجسد الروح السينمائية الأصيلة.
ما يجعل هذه الفيلا متميزة أكثر هو موقعها الفريد، حيث تحيط بها الطبيعة الساحرة، من نهر النيل المتدفق بهدوء إلى الأشجار الوارفة التي تزين الحديقة المحيطة بها، كان هذا الموقع الفريد أحد الأسباب التي جعلت منها الوجهة المثالية للتصوير السينمائي، إذ وفرت أجواؤها الهادئة جمالًا طبيعيًا ألهم صناع السينما وأضفى سحرًا خاصًا على الأفلام التي تم تصويرها هناك.
ويقول الدكتور عادل أحمد حليم، نجل الفريق أحمد حليم، إن اختيار الفيلا كموقع للتصوير جاء بعد حديث دار بين أحد أفراد العائلة والمخرج حسام الدين مصطفى، الذي كان يبحث عن موقع ريفي لتصوير مشاهد فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي"، وعند زيارته للفيلا، انبهر بجمال الموقع وطلب الإذن بتصوير أجزاء من الفيلم هناك، وهو ما وافق عليه والده بكل ترحاب، وعلى مدار أسبوع كامل، تم تصوير مشاهد الفيلم، بدءًا من محطة القطار والحنطور وحتى المشاهد الداخلية والخارجية للفيلا المطلة على النهر.
بعد النجاح الكبير للفيلم، طلب المخرج حسام الدين مصطفى تصوير فيلم آخر في الفيلا، وكان ذلك فيلم "أفواه وأرانب"، بطولة محمود ياسين، فاتن حمامة، وفريد شوقي، ولم يتردد الفريق أحمد حليم في الموافقة، لتصبح الفيلا مجددًا جزءًا من عمل سينمائي عظيم، وأثناء التصوير، نشأت علاقات ودية بين العائلة ونجوم السينما، حيث قضوا أوقاتًا ممتعة داخل الفيلا، وأصبحوا جزءًا من ذكريات العائلة.
لم تقتصر العلاقة بين الفيلا والسينما على المخرجين والفنانين فقط، بل كان أهالي القرية أيضًا جزءًا من الحدث، حيث تجمعوا بأعداد كبيرة لمشاهدة نجوم الأفلام أثناء التصوير، بل وتسابقوا للظهور في المشاهد الخارجية التي التُقطت في الأراضي الزراعية المحيطة.
يُذكر أن الفريق أحمد حليم كان عاشقًا للطبيعة والجمال، واختار هذا الموقع الخلاب لبناء الفيلا عام 1963، رغم التحذيرات والأساطير التي انتشرت في القرية آنذاك حول وجود "جنية" بالقرب من النيل، إلا أن رؤيته المستقبلية للمكان جعلته يصر على بناء الفيلا، وقام بتزويدها بمضخة مياه وماكينة توليد كهرباء، ليحولها إلى واحة جميلة وسط الطبيعة.
حتى اليوم، لا تزال الفيلا تحتفظ بطابعها المعماري الفريد، حيث تُجرى فيها أعمال الصيانة الدورية للحفاظ على رونقها، تحيط بها مساحات خضراء شاسعة تزينها أشجار الفواكه والورود العطرة، في مشهد يكتمل بجمال نهر النيل الذي يمر أمامها، ليظل هذا المكان شاهدًا على تاريخ فني حافل بالأحداث والذكريات التي لا تُنسى.

الاشجار والمساحات الخضراء تحيط بالفيلا

الدكتور عادل احمد حليم

الزهور الخلابة تزين الفيلا

الزهور المطلة على نهر النيل

الزهور بألوانها الجذابة تزين الفيلا

الممشى المطل على النيل احد اماكن التصوير

صورة من كواليس تصوير فيلم افواه وارانب

فاتن حمامه من كواليس تصوير افواه وارانب

فيلا الفريق أحمد حليم
Trending Plus