صدمة لعشاق القهوة.. 3 ملايين دولار للحمولة لأول مرة فى التاريخ.. أسعار البن تواصل الارتفاع وتزيد للمرة الثالثة خلال أسبوع.. تعريفات ترامب الجمركية وتغير المناخ أبرز الأسباب.. ومخاوف من انتشار القهوة المغشوشة

شهدت أسعار القهوة ارتفاعا حادا في الفترة الأخيرة، على خلفية قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على كولومبيا، إضافة إلى تراجع المحاصيل في البرازيل، بسبب الجفاف والتغيرات المناخية، لأكبر منتجي القهوة فى العالم.
لم يتوقف سعر القهوة في بورصة نيويورك عن الارتفاع، وصلت قيمة الحبوب إلى 3.77 دولار للرطل ، أمس السبت ، فى ارتفاع جديد خلال أيام بعد أن كانت 3.41 دولار للرطل، فى حين وصل متوسط سعر المبيعات إلى 3 ملايين دولار، وهو رقم لم يسبق له مثيل من قبل لشحنة تبلغ 125 كيلوجرام من القهوة الجافة.
وأشارت صحيفة الاكسبيكتادور المكسيكية إلى أن سعر القهوة ارتفع لأعلى مستوياته التاريخية خلال أيام ، وقال جيرمان باهامون، مدير الاتحاد الوطني لمزارعي البن، "بحسب البيانات الأخيرة، ارتفع سعر الرطل من القهوة بنسبة +95% في العام الماضي، ليصل إلى مستويات تاريخية".
وتواجه صناعة القهوة تواجه أزمات متعددة، حيث ارتفعت أسعار عقود حبوب القهوة آرابيكا إلى مستوى قياسى جديد بعد تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على كولومبيا، ما زاد من حالة عدم اليقين التجارية فى سوق يعانى من نقص فى الإمدادات العالمية.
وبينما ارتفعت المشتريات الخارجية للبلاد فى نوفمبر فإن الرصيد السلبى في الميزان التجارى تضاعف تقريبا.
ويخلق عدم اليقين بشأن استراتيجية الولايات المتحدة التجارية حالة من التوتر في الأسواق وبين شركائها التجاريين الرئيسيين، وشهد سعر العقد C للقهوة في بورصة ICE في نيويورك ارتفاعًا كبيرًا.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أصدر أمرا لإدارته بفرض رسوم جمركية وعقوبات على كولومبيا بعد رفضها السماح لطائرتين عسكريتين أمريكيتين تحملان مهاجرين مرحلين بالهبوط على أراضيها.
هذا إلى جانب تغير المناخ، إذ تتعرض أبرز مناطق الإنتاج الرئيسية مثل البرازيل وفيتنام لتقلبات مناخية حادة، وتؤثر بشكل مباشر على المحاصيل والأسعار.
وتزامن التوتر التجارى مع أزمة محاصيل القهوة فى بعض البلدان المنتجة الرئيسية، حيث يتوقع تقرير وزارة الزراعة الأمريكية أن تنخفض المخزونات العالمية فى موسم 2024-2025 إلى أدنى مستوى لها فى 25 عاما وعليه، فإن نقص المعروض من القهوة أدى إلى استمرار ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، مما يعكس حالة من القلق المستمر بشأن الإمدادات.
ويبدأ عام 2025 بأخبار مريرة لمحبى القهوة والشوكولاتة فى العالم، خاصة مع استمرار أسعار البن والكاكاو فى الزيادة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع على مدار العام بسبب عوامل أزمة المناخ وارتفاع تكاليف النقل والطلب الدولى المتزايد مع انخفاض نسبة المخزونات.
فيما ساهمت المحاصيل المتعثرة فى البرازيل في تفاقم أزمة أسعار القهوة، وقد تأثرت المنطقة بموجات حر شديدة وجفاف وصقيع، مما أدى إلى تراجع متوقع في الإنتاج، وتتوقع الشركة الوطنية للإمدادات في البرازيل (كوناب) إنتاج حوالي 51.81 مليون كيس في موسم 2025-2026، بانخفاض 4.4% سنوياً وهو أدنى مستوى في ثلاث سنوات.
من قش البن.. تحذيرات من قهوة مغشوشة فى أسواق البرازيل بعد زيادة الأسعار
حذرت الجهات البرازيلية من انتشار "القهوة المغشوشة " فى الأسواق ، وينتاب المستهلكين حالة من القلق فى قطاع القهوة البرازيلى ، فى ظل ارتفاع سعر القهوة الأصلية لمستويات مرتفعة تاريخية، ووصل قهوة مؤخرا إلى 3.77 دولار للرطل فى بورصة نيويورك.
وأشارت صحيفة بولسو البرازيلية إلى أن محصول القهوة تعرض للتلف بسبب التغير المناخى وموجة الجفاف فى البلاد، مما أدى لارتفاع الأسعار وهو ما جعل القهوة الأصلية منتجا باهظ الثمن بشكل متزايد بالنسبة للمستهلكين.
وأوضحت الصحيفة أن "القهوة المزيفة " هو منتج يحاكي طعم القهوة، لكنه لا يحتوي على حبوب القهوة المحمصة والمطحونة، وبدلا من ذلك، يتم إنتاجه من القشور أو القش أو الأوراق أو أجزاء أخرى من نبات القهوة غير البذور، وقد تم التعرف على مثال حديث في باورو، في ساو باولو: منتج يسمى "Oficial do Brasil"، والذي تم تصنيفه على أنه "مشروب بنكهة القهوة التقليدية". على الرغم من الإشارة الموجودة على العبوة إلى أنها ليست قهوة خالصة، إلا أن التصميم المشابه لتصميم العلامات التجارية التقليدية يمكن أن يربك المستهلكين فى ظل ارتفاع الأسعار.
وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط سعر "القهوة المغشوشة" أقل بكثير من سعر القهوة التقليدية. في حين أن نصف كيلو من المنتج المقلد يكلف حوالي 13.99 ريال برازيلي، فإن نفس الوزن من القهوة الحقيقية يكلف 30 ريال برازيلي عند البيع بالتجزئة، ويجذب هذا الاختلاف المستهلكين الذين يبحثون عن بدائل أرخص، لكنه يثير المخاوف بشأن جودة هذه المنتجات وسلامتها الغذائية.
وصنفت جمعية صناعة القهوة البرازيلية (Abic) هذه الممارسة بأنها "محاولة واضحة لخداع المستهلك". وقال سيليريو إيناسيو دا سيلفا، المدير التنفيذي للكيان، إن بيع هذه المنتجات يتعارض مع جهود الصناعة لضمان نقاء وجودة القهوة البرازيلية، بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر صحية على المستهلكين بسبب عدم وجود تنظيم مناسب، وقد أبلغ أبيك بالفعل وزارة الزراعة والوكالة الوطنية لمراقبة الصحة بهذه القضية.
محلات السوبر ماركت في حالة تأهب
وأكد السلطات البرازيلية أنه أيضا أن محلات السوبر ماركت مسؤولة عن المنتجات التي تبيعها. وبحسب سيلفا، فإن تجار التجزئة قد يرتكبون جريمة من خلال بيع منتجات "مزيفة" من خلال تقديم منتجات تتحايل على المعايير التنظيمية، وتؤكد الجمعية أن هذه المواد لا ينبغى أن تكون متاحة في السوق دون إثبات سلامة الغذاء.
Trending Plus