الأمن الفكري.. الإدارة العامة للمصنفات حارس الحق في معرض القاهرة الدولى للكتاب.. تتلقي الشكاوى من المؤلفين وأصحاب دور النشر.. تحمي الإبداع وحقوق المؤلف وتتصدى للتقليد والنسخ.. وحارس يضمن بقاء الإبداع حرًا

تحت سماء معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث تتزاحم الكلمات والأفكار في أجنحة العرض، تنبض الحياة الثقافية بمعرضٍ يظل شاهداً على تاريخ طويل من الإبداع والتجديد.

ولكن خلف كل كتاب، وكل صفحة مطبوعة، يقف حارسٌ يضمن أن الإبداع لا يُسرق، وأن الحقوق لا تُنتهك. هذا الحارس هو الإدارة العامة للمصنفات بوزارة الداخلية، التي تتواجد بقوة في المعرض، ليس فقط للإشراف على انسياب حركة الكتاب، بل لضمان حقوق الملكية الفكرية التي تشكل حجر الزاوية في كل عمل ثقافي، وذلك بناء على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية.

لا تقتصر مهمة الإدارة العامة للمصنفات برئاسة اللواء عاصم الشريف، مساعد وزير الداخلية، على مجرد التفتيش، بل هي ساهرة على تنفيذ أحكام قانون الملكية الفكرية، الذي يشمل حماية المصنفات الفكرية والتأكد من عدم وجود مطبوعات مقلدة أو منسوخة قد تضر بحقوق المؤلفين ودور النشر.

وكلما كان معرض الكتاب حدثًا ثقافيًا جماهيريًا، كان الصراع بين الشرعية والنسخ غير المصرح به أكثر وضوحًا، ذلك الصراع الذي يؤثر على السوق الثقافي، ويقلل من فرص النجاح للأعمال الإبداعية الأصيلة.

ويكمن الدور الحيوي للإدارة في تلقي الشكاوى من المؤلفين وأصحاب دور النشر، حيث يكون لديهم صوت مسموع من خلال هذه المنظومة القانونية التي تضمن لهم الحفاظ على حقوقهم.

الشكاوى التي تُعرض على الإدارة تُفحص بعناية، ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشكل فوري، ما يمنح الكتاب والمبدعين الطمأنينة بأن أفكارهم، التي هي نتاج جهد طويل، ستظل محمية.

وبالتالي، لا يُسمح لأي تقليد أو تزييف أن يطال هذه المصنفات الفكرية القيمة، ليس فقط حماية الحقوق الأدبية والفكرية هي ما يسعى له اللواء عاصم الشريف وفريقه، بل أيضاً تكريس ثقافة الوعي بالحقوق الفكرية داخل المجتمع الثقافي.

ففي ظل خطة وزارة الداخلية لإنفاذ القانون في مختلف المجالات، يولي المعرض أولوية خاصة لحقوق الملكية الفكرية، كأحد مكونات الأمن، فالأمن الفكري لا يقل أهمية عن الأمن الاجتماعي، إذ يساهم في توفير بيئة تنافسية شريفة تنمي صناعة النشر، التي تعد من أعرق الصناعات في مصر، والتي تعود إلى قرون طويلة، حيث تميزت مصر في تصدير العلم والثقافة عبر الزمان. ومن خلال جهود الإدارة العامة للمصنفات، تظهر مصر مرة أخرى في المعرض، ليس فقط كحاضنة للإبداع، ولكن كداعم رئيسي لقوة صناعة النشر .

هذا الدور الإشرافي، الذي يتم تنفيذه بحرفية عالية، هو بمثابة جسر يربط بين الإبداع والعدالة، وبين الثقافة والقانون، ففيما يتزاحم الناشرون والمؤلفون لتقديم أروع الأعمال الفكرية، يقف هؤلاء المسؤولون على أرض المعرض ليؤكدوا أن العدالة الثقافية هي الأساس الذي يقوم عليه كل شيء.

الشعور بالأمان الذي يمنحه هذا الدور للجمهور، لا يقتصر فقط على حماية الحقوق، بل يشمل تعزيز الثقة في الأسواق الثقافية، ويحفز على الاستثمار في مجال النشر، ويزيد من انتشار الأعمال الأصيلة، فكلما شعر الكاتب والناشر أن حقوقهم محمية، زادت فرصهم في الإبداع والمساهمة في إثراء الحياة الثقافية والفكرية في مصر.

وتظل الإدارة العامة للمصنفات، في كل معرض، هي السيف الذي يحمي الكتاب من الظلام، هو الحارس الذي يضمن أن الإبداع سيظل حرًا، وأن الحقوق ستظل محترمة.

في هذا الإطار، تصبح حماية الملكية الفكرية أكثر من مجرد واجب قانوني، بل هي رسالة وطنية تؤكد أن مصر، كعادتها، تقود القاطرة الثقافية على مستوى العالم العربي.