ريم بسيوني.. روائية الحكاية التاريخية والتنقيب فى الماضى

تُعد الدكتورة ريم بسيوني واحدة من أبرز الروائيات المصريات المعاصرات، حيث استطاعت أن تحفر اسمها في عالم الأدب من خلال أسلوبها المميز في السرد التاريخي والتنقيب في الماضي. تميزت أعمالها بالقدرة على إحياء تفاصيل الحقب التاريخية المختلفة، مع ربطها بواقع الإنسان المعاصر، مما جعلها تحظى بشعبية واسعة بين القراء والنقاد على حد سواء.

ريم بسيوني ليست مجرد روائية، بل باحثة في أعماق الزمن، تستخرج من الماضي دروسًا للحاضر، وتنسج من التاريخ قصصًا تُلهم الأجيال. تظل أعمالها نموذجًا للرواية التاريخية التي لا تقتصر على نقل الوقائع، بل تعيد تشكيلها بأسلوب أدبي يجعلها قريبة من وجدان القارئ المعاصر.

انجذبت ريم بسيوني إلى الرواية التاريخية، ليس فقط كسردٍ للأحداث، وإنما كأداة لفهم الحاضر عبر الماضي. تحفر في تفاصيل العصور السابقة، مستندةً إلى دراسات أكاديمية دقيقة، فتُعيد تشكيل الوقائع بطريقة روائية آسرة. لا تقتصر كتاباتها على تقديم الأحداث، بل تستكشف أعماق شخصياتها، وتسرد قصصهم بمزيج من الواقع والخيال، مما يمنح القراء تجربة فريدة تمزج بين التاريخ والدراما الإنسانية.

من بين أبرز رواياتها التي رسّخت اسمها في المشهد الأدبي:

"أولاد الناس: ثلاثية المماليك"

تُعتبر واحدة من أهم الروايات التي تناولت عصر المماليك بأسلوب مشوّق، حيث رصدت الصراعات السياسية، والاجتماعية آنذاك من خلال قصص الحب والخيانة والمؤامرات.
وأظهرت الرواية قدرة الكاتبة على تقديم التاريخ بحيوية وشاعرية، مما جعلها تحصد جوائز عديدة وتحظى بإعجاب واسع.

"سبيل الغارق: الطريق والبحر"

هي رواية تتناول قضية الهوية والصراع الداخلي، وتستند إلى خلفية تاريخية عميقة، تعكس تجربة الإنسان في مواجهة ماضيه ومستقبله. وقدمت من خلالها أسئلة فلسفية عن الاختيار والحرية والقدر.

ما يميز ريم بسيوني هو مزجها بين البحث الأكاديمي العميق واللغة الأدبية الساحرة، فهي لا تنقل التاريخ كما هو، بل تعيد تشكيله بأسلوب سردي مشوّق يجذب القارئ. كما تُحسن بناء الشخصيات بطريقة تجعل القارئ يشعر أنه جزء من القصة، ويتفاعل مع مصائرهم كأنهم أشخاص حقيقيون.

"تأثيرها في الأدب العربي"

استطاعت ريم بسيوني أن تُعيد الاهتمام بـ الرواية التاريخية في الأدب العربي المعاصر، مقدمةً نموذجًا متميزًا يجمع بين التوثيق الأدبي والخيال الروائي. وساهمت أعمالها في إعادة قراءة التاريخ المصري والعربي بعيون جديدة، ما يجعلها واحدة من أكثر الكاتبات تأثيرًا في هذا المجال. وحصلت على عدة جوائز أدبية، تقديرًا لمساهماتها في الأدب والرواية التاريخية.