مجاعة ونيران.. الملايين يواجهون الموت فى السودان.. مجلس الأمن يطالب بعدم التدخل الخارجى لتأجيج الصراع.. وأطباء بلا حدود: 8.5 مليون شخص يواجهون مجاعة.. ومعدلات "مروعة" من سوء تغذية حاد وتفشي واسع النطاق للكوليرا

تفاقمت الأزمة السودانية ليواجه الملايين الموت كل لحظة بين النيران المستمرة والأوضاع الإنسانية المزرية التي تهدد بحدوث مجاعة وكذلك تفشي الامراض والأوبئة علي نطاق واسع ووفق الأمم المتحدة لم يسبق في التاريخ أن واجه هذا العدد الكبير من الناس المجاعة كما هو الحال في السودان
ووفق منظمة أطباء بلا حدود يواجه نصف سكان السودان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد ما يعادل (24.6 مليون شخص)، ومن بينهم 8.5 مليون شخص يواجهون حالة طوارئ أو حالة شبيهة بالمجاعة، وفقاً لأحدث تقرير لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل.
وأصدرت منظمة أطباء بلا حدود بيانات تظهر معدلات مروعة لسوء التغذية في مواقع متعددة، سواء في ذروة موسم الجفاف في السودان العام الماضي أو مؤخرًا في ديسمبر 2024. وقد تفاقمت أزمة سوء التغذية الناجمة عن الصراع بسبب استمرار عرقلة المساعدات
ويقول ستيفان دويون، مدير عمليات منظمة أطباء بلا حدود: " إن التعبئة الإنسانية والدبلوماسية القوية للعمل على توصيل المساعدات كانت أقل بكثير من الاحتياجات. ولتزويد أولئك الذين يعانون من أشد المواقف تطرفاً فقط بحصص غذائية شهرية، ستكون هناك حاجة إلى 2500 شاحنة مساعدات شهرياً، في حين عبر حوالي 500 شاحنة فقط إلى دارفور في الأشهر الستة الماضية".
وتقول مارسيلا كراي، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، متحدثة من نيالا بولاية جنوب دارفور: أنه تم الاعتراف بأزمة سوء التغذية منذ بعض الوقت، حيث حذرت الأمم المتحدة قائلة "لم يسبق في التاريخ أن واجه هذا العدد الكبير من الناس المجاعة كما هو الحال في السودان ".
وحذرت المنظمة الدولية من الصعوبات التي ستواجه نقل الإمدادات خلال موسم الأمطار القادم، عندما يصبح من المستحيل السير على الطرق الترابية المغمورة بالمياه داعيه وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول المانحة والحكومات ذات النفوذ إلى متابعة جميع الخيارات، بما في ذلك الطرق الجوية، لاستكمال أو حتى استبدال الوصول البري حيثما كان ذلك ضروريا.
ولفتت المنظمة الدولية الي أن حصار قوات الدعم السريع للفاشر أدي إلى تجويع الناس وحرمانهم من المساعدات المنقذة للحياة، ووفق للتقديرات أن 35.5 % يعانون من سوء التغذية الحاد و 7٪ من الأطفال الذين تم فحصهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد كما لاحظت فرق أطباء بلا حدود معدلات مقلقة لسوء التغذية خارج دارفور، في المناطق التي لجأ إليها النازحون، أو في المناطق الأقرب إلى الصراع.
وجددت المنظمة الدولية دعوتها للمانحين الدوليين والأمم المتحدة والأطراف المتحاربة في السودان وحلفائهم أن يتحركوا الآن لمنع المزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها بسبب سوء التغذية في السودان، حيث من المتوقع أن يتفاقم الوضع الكارثي بالفعل عام 2025
من جانبه أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في السودان، بما في ذلك في مدينة الفاشر وما حولها، وحث جميع الدول على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار، وبدلا من ذلك دعم الجهود المبذولة من أجل السلام الدائم.
وأدان أعضاء المجلس بشدة الهجمات المستمرة والمكثفة على عاصمة شمال دارفور في الأيام الأخيرة من قبل قوات الدعم السريع والتقارير عن هجوم على مستشفى الولادة التعليمي السعودي في المدينة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 مريضا وأقاربهم وإصابة العشرات، وجددوا مطالبتهم لقوات الدعم السريع بوقف حصارها للفاشر وفقا للقرار 2736، ودعوا إلى وقف القتال بشكل فوري وتهدئة الأوضاع في المدينة وحولها.
ودعا المجلس أطراف النزاع إلى ضمان حماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية، وفقا للقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان، معربين عن قلقهم البالغ إزاء وضع المدنيين في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين المتاخم "الذين نزحوا عدة مرات ويواجهون بالفعل أزمة إنسانية".
ودعا أعضاء المجلس أطراف الصراع إلى السعي إلى وقف فوري للأعمال العدائية وإلى إيجاد حل مستدام للصراع من خلال الحوار، وذكروهم والدول الأعضاء بضرورة الامتثال لتدابير حظر الأسلحة المنصوص عليها في القرار 1556 والمكررة في القرار 2750.
Trending Plus