العثور على 270 ألف خرزة مصنوعة من الصدف والحجر والعظام عمرها 4900 عام

عثر علماء الآثار على أكبر مجموعة من الخرز تم توثيقها على الإطلاق فى دفن واحد، فى جنوب غرب إسبانيا، في موقع دفن مونتيليريو ثولوس (الذي بني بين عامي 2900 و2800 قبل الميلاد)، وهو جزء من موقع فالنسينا دي لا كونسيبسيون (إشبيلية) الضخم الذي يعود إلى العصر النحاسي.
ووفقا لما نشره موقع labrujulaverde فإن حبات مونتيليريو، هى مجموعة من الخرز كانت جزءًا من ملابس مطرزة بالخرز فريدة من نوعها كان يرتديها بعض الأشخاص المدفونين فى المقبرة، ومعظمهم من النساء، وقد كشفت هذه الخرزات، التي وجدت أيضًا في الهيكل المجاور للثولوس المعروف باسم "سيدة العاج"، ليس فقط عن شبكة معقدة من الإنتاج الحرفي والتجارة في الموارد البحرية، ولكن أيضًا عن الدور البارز للمرأة في التسلسلات الهرمية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4000 عام.
على مدى السنوات الخمس الماضية أجرى فريق متعدد التخصصات دراسة شاملة للمواد، باستخدام طرق تأريخ الكربون المشع، والتحليل المورفومتري، وعلم الآثار النباتية، بالإضافة إلى إعادة البناء التجريبي، حيث كشفت النتائج عن أكثر من 270 ألف حبة مصنوعة بشكل رئيسي من أصداف البحر، وبدرجة أقل من الحجر والعظام.
تم الاكتشاف في سياق موقع فالنسينا الضخم، والذي كان في الألفية الثالثة قبل الميلاد بمثابة مركز عصبي للتبادل والإنتاج الحرفي والطقوس، ومن بين أهم المقابر مقبرة مونتيليريو، حيث حدد علماء الآثار العديد من المدافن، معظمها لنساء، يرتدين ملابس مطرزة بالخرز ترمز إلى مكانتهن وقوتهن داخل المجتمع.
وقد أثبت تحليل المواد أن معظم الخرز كان مصنوعًا من أصداف البحر، وخاصة من عائلات Pectinidae و Cardiidae ، وهي الرخويات الأصلية في المحيط الأطلسي الأيبيري، ويشير استخدام هذه المواد إلى ارتباطها بالبحر، إما كرمز للمكانة أو ارتباط بالمعتقدات الروحية المرتبطة بالمياه.
وقد حسب الباحثون أن إنشاء هذه المجموعة يتطلب كمية مذهلة من الموارد والعمل، وتشير التقديرات إلى أن إنتاج كافة الخرز كان يتطلب نحو 247,500 ساعة عمل ، وهو ما يعادل نحو سبعة أشهر من العمل المتواصل من قبل فريق مكون من عشرة حرفيين يتمتعون بمهارات عالية، تصل كمية الأصداف المستخدمة في التصنيع إلى ما يقرب من طن واحد من المواد البحرية، ما يؤكد مدى تطور هذا الإنتاج وتأثيره على اقتصاد المجتمع.
استخدام هذه الخرزات في ملابس النساء المدفونات في مونتيليريو يعزز النظرية القائلة بأن المرأة في هذا المجتمع لعبت دورًا أساسيًا في المجال السياسي والديني، تشمل الملابس التي تم تحليلها سترات تغطي الجسم بالكامل وتنانير وأقمشة مزينة بأنماط متقنة تشير إلى درجة عالية من الرمزية.
وقد أكد تأريخ الكربون المشع أن الخرز تم صنعه قبل وقت قصير من وفاة مرتديه ، مما عزز فكرة أن هذه الملابس صممت خصيصا للطقوس الجنائزية، ومع ذلك، فإن احتمال دفن جميع النساء في وقت واحد يثير تساؤلات حول طبيعة الحدث الذي أدى إلى دفنهن.
Trending Plus