حطام سفينة يكشف أسرار الملكية الدنماركية من القرن الخامس عشر

على عمق ثلاثين قدماً تحت سطح بحر البلطيق رصد بريندان فولى عالم آثار بحرى وباحث فى جامعة لوند فى السويد، فى حطام سفينة قديمة إبريقا خشبيا عالقا تحت كومة من الحطب بداخله بقايا تحلل مشروب العسل الذي كان يحمله منذ أكثر من 500 عام، عندما غرقت السفينة Gribshunden، وهى سفينة ملكية دنماركية قبالة ساحل السويد في عام 1495، على الأرجح بسبب انفجار البارود.

وبحسب ما ذكره موقع phys تم اكتشف عملات معدنية ومجوهرات وذراع برونزية من تمثال بالحجم الطبيعى والعديد من القطع الأثرية الأخرى المثيرة للاهتمام.

كانت "جريبشوندن" السفينة الرئيسية الشخصية للملك هانز ملك الدنمارك والنرويج، وقد غرقت أثناء سفره لحضور قمة سياسية فى كالمار بالسويد، حيث كان يتوقع توحيد منطقة الشمال بأكملها تحت حكمه.

غرقت القلعة العائمة وهي راسية على المرسى، بينما كان الملك هانز على الشاطئ، آخذًا معه كل رموز القوة التي أحضرها الملك ونبلائه معهم، عثر الغواصون على الحطام في أوائل سبعينيات القرن العشرين، لكن الأمر لم يلفت انتباه علماء الآثار حتى عام 2001، وكانت أعمال التنقيب محدودة إلى حد ما حتى انضم فولي إلى الفريق في عام 2018.

تمثل سفن جريبشوندن الجيل الأول من السفن الحربية الحاملة للمدفعية، وهى تشبه السفن الضخمة المسلحة التي استخدمها فاسكو دا جاما للوصول إلى الهند والتي استخدمها كولومبوس للوصول إلى الأمريكتين، وقد جعل تصميم هذه السفن من الممكن القيام برحلات طويلة المدى، مما سمح للأوروبيين بغزو واستعمار واستغلال أجزاء كبيرة من العالم.

تشمل اكتشافاتهم العديد من الأقواس الخشبية السليمة، والمسدسات المبكرة، وأسلحة أخرى، وهي المجموعة التي تمثل بداية التحول نحو أسلحة البارود، ربما كانت الأقواس أكثر موثوقية وأكثر ملاءمة للصيد، لكن المسدسات ربما كانت علامة على الهيبة أو علامة على القوة العسكرية.

واستعاد علماء الآثار أيضًا محفظة مليئة بالعملات الفضية، وتمكنوا من تحديد متى وأين تم سكها، مما يشير إلى التحول بعيدًا عن اقتصادات المقايضة نحو استخدام المال في هذا الوقت.

كما اكتشفوا مجموعة من التوابل الغريبة التي كان يستخدمها الملك، بما في ذلك القرنفل وحبات الفلفل وقطع الزنجبيل وقطع الزعفران بحجم قبضة اليد، ولابد أن هذه الكماليات الباهظة الثمن كانت تستورد من أماكن بعيدة مثل إندونيسيا الحديثة، وكانت مخصصة لتتبيل الولائم في القمة السياسية التي كان يعقدها هانز.