هبة مصطفى تكتب: الحصان الميت

تكون فين، فين ما كنت، شوف النهار الجديد، اللي فات مات، واللي جاي بعيد، ما تعيش في وهمٍ فات، لو الحصان مات، مش هيركض تاني، مهما تزعق وتنادي، خلصت قصته، افتح باب جديد، خليك مع اللي جاي.

من هنا نجد دعوة ضمنية للتجديد والتحرك نحو الأمام، رغم كل التحديات، والتأكيد على أن الأمل لا يموت، وهو ما يتوافق مع ضرورة البحث عن حلول جديدة بدلاً من التمسك بما لا يجدي. لذلك، يمكن القول إن قبول الحقيقة والتكيف مع التغيرات هو السبيل الوحيد للتقدم وتجاوز التحديات، بدلاً من التمسك بعناد بالمفاهيم التي لم تعد ذات فائدة.

مما لا شك فيه أننا تخطينا عهد الروح الخالدة من الأجداد العظماء، ونحن في طريقنا إلى تحقيق التنمية المستدامة نجد أنها تتطلب التغيير المستمر، والابتكار، وإعادة تقييم السياسات والاستراتيجيات لمواكبة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، إنَّ التمسك بالطرق القديمة دون محاولة التجديد أو التكيف مع المتغيرات يعني الوقوع في فخ العقول المتحجرة تارة ونكون فريسة للسياسات التي أودت بالجهاز الإداري إلى غرفة العناية المركزة الأمر الذي يعرقل الأهداف الوطنية والدولية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.

عزيزي القارئ لا تقع تحت وهم نظرية الحصان الميت الذي يمثل يُعتبر رمزًا لمشاكل وأفكار قديمة عفا عليها الزمن، والتي لا جدوى من الاستمرار في التعامل معها، تتجسد هذه الفكرة في ضرورة البحث عن بدائل أكثر فعالية  وواقعيه فبدل من  "تغيير الفارس" أو "البحث عن حلول جديدة" ابحث عن بدائل تواجهه التحديات التي تعوق المسيرة وهذا ما أكدت  عليه  قيادتنا، وأصرت على ضرورة التجديد في السياسات والابتكار في التعامل مع التحديات التي تواجه البلاد.

وأشارت إلى أن التمسك بالأساليب القديمة، حتى وإن كانت قد أثبتت فشلها، يشبه تمامًا التعلق بـ"الحصان الميت"، و"لا يمكننا الاستمرار في العيش على ذكريات الأمس، أو في مسارات قديمة لم تعد تحقق نتائج. علينا أن نواجه الواقع بشجاعة، ونتخلى عن العادات التي أضرت بمستقبلنا". هذه الكلمات تعكس فلسفة التغيير المستمر التي تُمثل أساسًا من أسس نجاح التنمية المستدامة والتقدم الحقيقي، استنادا الي قول الله تعالي: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" وما جاء بالكتاب المقدس هَا أَنَا صَارِعٌ سَمَاوَاتٍ وَأَرْضًا جَدِيدَةً وَجَدِيدَةً أَيَامَكُمْ” دعوة إلى التجديد وهذه الرؤية تدعو إلى النظر إلى ما هو أبعد من الحصان الميت والتطلع إلى الفجر الجديد. وأيضًا ما جاء بالتوراة "هُوَذَا أَتِي بِهِ وَيُجَدِّدُكُمْ” نجد دعوة للتجديد، حيث يشير النص إلى قدرة الله على إحياء ما يبدو ميتًا، سواء كان ذلك على المستوى الفرد أو الجماعي عزيزي القارئ تخلص من ادمان نظريه الحصان الميت من خلال  نظريه الرباعي ونوجزها في التغيير الداخلي لتغيير وجهات نظرنا وأفكارنا، والبحث عن طرق جديدة للتحفيز والنمو، التجديد المستمر من خلال الأفكار المستوحاة من القران الإنجيل والتوراة، للبحث عن تجديدات في حياتنا، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي، والتخلي عن الماضي: كما أكد يوسف السباعي وطه حسين، يجب أن نكون مستعدين للتخلي عن الأفكار والعادات التي لم تعد تلائمنا وتوقفنا عن التقدم. التمسك بالماضي يمكن أن يكون عبئًا يعوق التطور. ودائما البحث عن الفرص الجديدة: حتى عندما يبدو الحصان ميتًا، يجب أن نتذكر أن الحياة مليئة بالفرص الجديدة، وأن التفاؤل والإصرار يمكن أن يقودا إلى تجاوز أوقات الركود الفشل ليس النهاية، بل هو بداية للبحث عن طرق جديدة لمواجهة التحديات، وتغيير الواقع نحو الأفضل. وبكره أحلي وبلدنا أجمل وأجمل.