بحثًا عن الخلود.. محاولات العيش إلى الأبد.. اعرف الحكاية

يحتوي التاريخ البشري على قصص عن أشخاص حاولوا الاحتيال على الموت، في حين لم يتمكن أحد من هزيمة الموت حتى الآن فقد ذهب الناس إلى أبعد من ذلك ونشروا تكتيكات غريبة لمحاولة منح أنفسهم سنوات إضافية من الحياة أو حتى الخلود. 

يقول إس جاي أولشانسكي، أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوى في جامعة إلينوي: اعتبر الطب المضاد للشيخوخة ثاني أقدم مهنة، فقد ظل الناس يبيعونه لفترة طويلة، فما هي الطرق التي جربها الناس عبر التاريخ من ثقافات مختلفة لمحاولة العيش لفترة أطول، أو حتى إلى الأبد؟

- تجنب النوم

تعتبر قصة جلجامش، بطل الأساطير الرافدينية القديمة ، وواحدة من أقدم الحكايات التي تتناول محاولات البشرية لتحدي الموت.

يُقال لجلجامش، الذي وردت مآثره في خمس قصائد ملحمية، من قبل الملك أوتنابشتيم أن يظل مستيقظًا لمدة ستة أيام وسبع ليالٍ لإثبات أنه يستحق الخلود.

وتقول القصص أن جلجامش علم بوجود نبات في قاع المحيط يعيد الشباب، وتمكن جلجامش من الوصول إليه، ولكن أثناء سباحته، سرق ثعبان النبات واختفى في الماء. ثم عاد جلجامش إلى موطنه أوروك دون أن يعرف سر الخلود.

- الجرعات

يقال إن الحكام المصريين القدماء كانوا "مهووسين تمامًا بالخلود"، كانوا مقتنعين بوجود حياة بعد الموت، وأن الجثث بحاجة إلى الحفاظ عليها حتى تكون بمثابة منازل للأرواح.

ولهذا السبب أنفق المصريون قدرًا هائلاً من الوقت والجهد والمال على التحنيط، فضلاً عن الطقوس المرتبطة بدفن القادة، مثل بناء الأهرامات، يقدر بعض العلماء أن 40 %من الناتج المحلي الإجمالي المصري ذهب إلى صناعة الحياة الآخرة، والتحنيط، وبناء المعابد"، وإن المصريين فعلوا أيضًا كل ما في وسعهم لإطالة أعمار الناس باستخدام الأدوية والجرعات.

وكان التحنيط بمثابة خطة بديلة إلى حد كبير، فقبل تحنيط المومياوات، كان الناس يعطون أدوية ومشروبات مختلفة لمحاولة إبقاءهم على قيد الحياة:وفي النصوص القديمة جدًا والأوراق الطبية وأوراق البردي، ترى تعليمات حول كيفية إصلاح الساق المكسورة، توضح البردية "إذا فعلت هذا، فستعيش إلى الأبد".

- إكسير الإمبراطور الصيني الأول

باعتباره أول إمبراطور للصين، الذي وحد البلاد في عام 221 قبل الميلاد، كان تشين شي هوانج شخصية تاريخية مهمة للغاية،لكن تشين شي هوانج كانت لديه هواية رئيسية، وكان هوسه الحقيقي كان العيش إلى الأبد.

يحتوي التاريخ الصيني على أساطير حول الإكسير السحري الذي يمكن أن يجعل الناس خالدين، ويعد تشين شي هوانغ  مهووساً بإطالة عمره إلى الحد الذي جعله يحظر ذكر كلمة الموت في حضوره. وكان الشعراء يتبعونه في كل مكان ويغنون أغاني عن الخلود.

ولكن هوانج مرض في منتصف عمره وتوفي عن عمر 49 عاماً، وهناك نظرية شائعة تقول إن سعيه إلى الخلود كان السبب الحقيقي وراء وفاته المبكرة، وإنه مات في الواقع بعد تناول كميات كبيرة من الزئبق. وتدعم هذه الفرضية حقيقة مفادها أن تركيز الزئبق في قبر هوانج كان أعلى 100 مرة من المعدل الطبيعي عندما اكتشفه علماء الآثار المعاصرون.