رجاء النقاش بذكرى رحيله.. ماذا قال فى مقدمة مذكرات نجيب محفوظ

تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب والناقد الكبير رجاء النقاش، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 فبراير عام 2008، تاركًا خلفه أرثًا كبيرًا في عالم الأدب والنقد، كما ترك واحد من أهم الكتب التي تحدثت عن أديب نوبل نجيب محفوظ، وفي ضوء ذلك نستعرض لكم ما كتبه رجاء النقاش في مذكرات نجيب محفوظ.
حسب ما جاء في مقدمة مذكرات نجيب محفوظ التي كتبها عنه رجاء النقاش: منذ سنوات بعيدة وأنا أحلم بهذه الفكرة نفسها وأتمنى تنفيذها، بل لقد فاتحت الأستاذ نجيب محفوظ فى هذه الفكرة نفسها منذ أكثر من ثلاثين عامًا مضت، ولكن الظروف لم تسمح لى بتنفيذها؛ فبقيت حلمًا جميلاً نائمًا فى صدرى مع كثير غيره من الأحلام التي لم تتحقق، ولذلك لم أتردد فى الموافقة عندما جاءتنى الفكرة من "مركز الأهرام للترجمة والنشر" بل لقد أحسست بسعادة غامرة وأنا أجد هذه الفكرة تعود إلى الحياة من جديد، ورأيت فى عودة الروح إلى هذه الفكرة ما يمس وترًا حساسًا فى نفسى، هو إيمانى بالأقدار وما تفعله بالإنسان، وهو إيمان لا أحب أن تمتد إليه يد بأى نوع من المراجعة أوالتعديل، فقد علمتنى تجارب الحياة أننا مهما حاولنا إخضاع الأمور للتخطيط والعقل والمنطق، فسوف تظل هناك مساحة مهمة للأقدار تتصرف فيها وحدها بغير شريك، وتختار لنا الزمان والمكان لتحقيق ما نحلم به ونفكر فيه.
وأعود إلى فكرة الكتاب الأساسية، وهى إجراء أحاديث وحوارات موسعة مع نجيب محفوظ، تتناول بالدقة والتفصيل كل ما يتصل بأدبه وحياته. حتى تتكون من هذه الحوارات صورة كاملة أو شبه كاملة لهذه الشخصية الأدبية النادرة، خاصة بعد ما حققه نجيب محفوظ من نصر عالمى للأدب العربى بحصوله عن استحقاق وجدارة على جائزة نوبل الدولية في الأدب سنة 1484، وما تلا ذلك من ترجمات واسعة لأعماله الأدبية إلى كل لغات العالم الحية، حتى لقد أصبح نجيب محفوظ ومعه اسم مصرء واسم الشخصية العربية والأدب المعاصر؛ حديثًا متكررًا له أهميته وقيمته فى الصحف العالمية؛ وفى الجامعات المهمة في أوروبا وأمريكا، وأصبحت روايات نجيب محفوظ أفلامًا سينمائية فى عدد من دول العالم المختلفة، وأصبحت هذه الروايات فى طبعاتها الأجنبية على رأس قوائم الكتب الأكثر توزيعًا والأكثر شعبية فى مختلف أنحاء العالم.
Trending Plus