قصة نجاح فتيات أعدن الحياة لمهنة السجاد والكليم بمنتجات متميزة.. فيديو

مشغولات السجاد

كفر الشيخ- محمد سليمان

السبت، 08 فبراير 2025 08:56 م

تميزت المرأة المصرية عن نظيرتها فى العالم، أنها تتحمل الصعاب، ومن بين تلك السيدات اللاتى تحمل إحياء مهنة قاربت على الاندثار، سيدات وفتيات مدينتى فوه ومطوبس بمحافظة كفر الشيخ، لقد تميزت المدينتين بمهنة السجاد والكليم، ومش مجرد مهنة، لكنها تنطق برسومات طبيعية وحكايات وأحداث تاريخية تعبر عن عبق الماضي، وما بين كبر سن "الصنايعية"، وإقبال قليل من الشباب، إلا أننا وجدنا إقبال كبير من الفتيات لإحياء المهنة، فهن اقتحمن مهن الرجال الصعبة، تعلمن الصعب وحبوا مهنة الفن والهندسة.

ومن بين الفتيات اللاتى تعلمن المهنة وبرعن فيها، منى عزوز، دعاء عبد الحكيم، نادية الحريرى، وشرين ابو طاحون، مروه الزيان، نرمين الحر، سلوى أسامة البيسى، عبير المغربى، وأميرة المسمارى، وتعلمن على يد حسن البهواشي، متقن لصناعة السجاد والكليم بفوه، فى ظل اهتمام كبير من الدكتورة هالة أبو السعد التى جذبت الفتيات لتعليمهن تلك المهنة التى قاربت على الاندثار، لتحافظ عليها، وتعيد لها أمجادها.

قالت منى عزوز، أنها تعلمت تلك المهنة فى شهر فقط، ومر عام على تعلمها المهنة، فقد وجدت فتيات امتهن تلك المهنة، وتمكن من انتاج كليم وجوبلان من وحى خيالهن، تحتوى رسومات طبيعية وأشخاص وأشكال متعددة مستخدمات خيوط متلونة، ترتسم على وجوههن فرحة، شقيانة وسعيدة، وتنسجن خيوط السعادة لصناعة جوبلانة وسجادة من فكرهن وفنهن، لتعود المنتجات لسابق عهدها تغزو أسواق أوروبا.

وقالت دعاء عبد الحكيم، هناك من الأهالى لا يرحبون بعمل الفتيات بمهنة صناعة السجاد والكليم، لأنها مهنة صعبة، ومهنة الرجال، وأن تقتحم الفتاة تلك المهنة أمر لا يقبله الكثيرون، ولكنها أحبت تلك المهنة، فقررت الحفاظ على مهنة أجدادها ووالدها، مؤكدة أن عملها ليس حفاظا فقط على مهنة التراث ولكنها عشقتها لأنها تساهم فى عمل جمالى رائع، والعملية مش عملية صناعة سجاد وكليم ولكنه عمل فنى رائع.

وقالت ناديه الحريرى، مهنة صناعة السجاد مهنة تحتاج تتطلب التركيز وكل حواس الفتاة تعمل معاً فى وقت واحد، وما زاد حبها لها أن الخامات متوفرة، مشيرة إلى أفضل ما تفعله الفتيات تعوض هجرة الشباب لتلك المهنة، فالشاب كل همه وظيفة سهلة ومكتب يجلس عليه فقط، ولكنهن يفضلن مهنة الفن والهندسة، مهنة الإبداع، مهنة كل فنان مبدع فكل سجادة لها تقسيمة معينة ودوائر تحتاج للتركيز.

وأضافت شيرين أبو طاحون، أنها تعلمت رسم الأشكال، والرسومات ال متعددة من مربعات ومكعبات متساوية مستخدمة خيوط متعددة الألوان، مؤكدة أنها مهنة جميلة تعمل بها حفاظاً على التراث، وأن كل قطعة تصنعها تعشقها وتحبها، وكلما صنعت سجادة تصورها لتأخذ آراء الآخرين، سواء فى شكل الرسمة أو تناسق الألوان، والمسألة ليست مسألة ماديات، لكنها فن فهناك رسام بالفرشة ورسام بالرمال، وأنها رسامة بالنول، ترسم ما تريده، مؤكدة أن مهنة الكليم مهنة جذابة، وتحتاج لصبر وتحمل، وكلما صنعت سجادة قبلتها، وتضعها أمامها لتتأملها.

وقالت مروة الزيان، ـ أنها سعيدة بتعلمها تلك المهنة، فالفتاة فى بداية تعملها المهنة تتعرف على الأدوات التى تستخدمها ومنها "النول، النير، الكف، المكوك، السدة، الدواسة"، وغيرهم من الأدوات سواء ما تمسكها بيدها أو بقدميها، وهى واقفه على النول، كما تعرف نوعية الصوف، وكيفية نسج الخيوط، وعرض النول وكيفية اختيار الأشكال وتطبيقها، واختيار الألوان.

قالت نرمين الحر، إنها سعيدة لتعلمها هذه المهنة، وما زاد سعادتها أن المنتجات التى يبدعن فى تصنيعها، تباع فى العديد من المعارض والأسواق فى كافة المحافظات المصرية، منها بيع منتجات متعددة فى العلمين.

وأكد اللواء الدكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، حرص المحافظة والقيادة السياسية على دعم الصناعات الصغيرة ولاسيما الصناعات الحرفية لما تمثله من أهمية كبرى وتنمية حقيقية فى المجالات المختلفة، ولما كانت صناعة السجاد والكليم فى مصر على وجه العموم وفوه على وجه الخصوص تشتهر بشهر عالمية نتيجة جودة الصناعة العالية ودقة المصنعين وحرفيتهم التى لا يوجد لها مثيل فى أى مكان أخر، فالمحافظة تولى اهتماما شديدا لتلك الصناعة، وقد قامت المحافظة بالتنسيق مع الشباب والرياضة، مؤخرا بعمل أكثر من دورة تدريبية لتعليم حرفة السجاد والكليم كما تم عمل أكثر من دورة للتسويق الإلكترونى للمصنعين وذلك ضمانا لسهولة انتشار الصناعة ومواكبة التقدم التكنولوجى فى مجال التسويق.

وأشاد محافظ كفر الشيخ بجودة المنتجات والحرفية العالية التى يتسم بها مصنعى السجاد والكليم فى فوه، والتى تعتبر أحد كنوز محافظة كفر الشيخ، مؤكداً حرص المحافظة على دعم وتنمية الصناعة بكل السبل وذلك لأنها تعتبر أحد أهم ركائز التنمية داخل محافظة كفر الشيخ.