"نور الخير" يحول الألم إلى أمل.. متطوعون بشمال سيناء يواصلون دعم أهالى غزة ويوفرون 1000 وجبة يومية مجهزة بمطابخ الخير فى العريش.. مبادرة إنسانية تقدم الدعم الغذائى للأشقاء الفلسطينيين العالقين والمصابين والمرضى

مطابخ الخير
مطابخ الخير
العريش ـ محمد حسين

وسط مدينة العريش بشمال سيناء، حيث يلتقي الألم بالأمل، هناك نور ينبعث من مطابخ الخير التي تسابق الزمن لتقديم  1000 وجبة ساخنة للأشقاء الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة للعلاج، ولمرافقيهم، وللعالقين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، إنها قصة إنسانية تفيض بالحب والتضامن، تتجسد في أناس نذروا أنفسهم لخدمة المحتاجين، فكانت العريش شاهدة على واحدة من أنبل صور التكافل الإنساني.

مع أول خيوط الفجر، تبدأ الحياة تدب في مطابخ الخير، حيث يتوافد المتطوعون حاملين في قلوبهم نية صادقة ورغبة في العطاء، رجال ونساء، كبار وصغار، يجتمعون كخلية نحل لا تهدأ، كل منهم له دور، وكل يد تمتد بالخير.

وقالت صابرين رمضان فهمي، رئيس إحدى الجمعيات الخيرية:"منذ أن بدأت الأزمة، لم نتردد لحظة في التحرك، والفكرة كانت بسيطة، والطعام ليس رفاهية، بل حياة، وهدفنا أن يصل لكل محتاج، سواء كان مصابًا، أو عالقًا، أو مرافقًا لمريض".

وأضافت: كل صباح، يتم التنسيق مع مستشفى العريش ومكتب خدمة المواطنين داخلها لحصر أعداد المحتاجين، ثم ينطلق العمل بسرعة ودقة لإعداد الوجبات التي يجب أن تصل دافئة ومشبعة.

وأوضحت أن ما يميز مطابخ الخير هو أنها لا تقدم مجرد طعام، بل تبعث برسالة دفء لكل من يحتاجها، والوجبات يتم إعدادها بعناية، مع مراعاة القيمة الغذائية اللازمة لكل حالة وجبة الغداء، على سبيل المثال، تتكون من نشويات، وبروتين، وخضروات طازجة، وفاكهة، بينما تتنوع وجبة الإفطار بين الأجبان، والعصائر، والبطاطس، والحلويات، لتناسب جميع الأعمار.

وقالت ضحى محمد ممدوح، متطوعة بمؤسسة مصر الخير:"كلما رأيت الابتسامة على وجه أحد المستفيدين، أدركت أن ما نقوم به ليس مجرد عمل خيري، بل هو رسالة حب. نحن نطهو بقلوبنا قبل أيدينا".

في منطقة "عماير السبيل" بالعريش، يعيش مئات الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل، غير قادرين على العودة إلى ديارهم، مطابخ الخير لم تنسهم، فقد خصصت لهم مطبخًا متكاملاً يوفر لهم الوجبات يوميًا، كأنهم أفراد من العائلة.

ويقول أحمد، أحد العالقين الذين يعيشون في العريش منذ أشهر:"أحيانًا، لا نملك سوى الدعاء لمن يقومون بهذا العمل العظيم، والطعام يصلنا في وقته، ولم نشعر يومًا بأننا وحدنا".

إلى جانبهم، هناك فرق الإسعاف والمسعفين الذين يعملون بلا توقف لنقل المصابين من معبر رفح إلى المستشفيات المصرية، هؤلاء الأبطال لا يجدون وقتًا للطعام، لكن مطابخ الخير تسهر على تلبية احتياجاتهم، لتمنحهم الطاقة لمواصلة إنقاذ الأرواح.

ويبدأ الطهي في المطابخ الساعة السابعة صباحًا، حيث يُشرف خبراء التغذية على تجهيز المكونات وفق أعلى معايير الجودة، مع حلول العاشرة صباحًا، تخرج وجبات الإفطار، وفي الظهيرة تصل وجبات الغداء إلى المستفيدين، بمساعدة فرق من النساء والفتيات اللواتي تم تدريبهن بعناية.

وتقول صابرين:"هذا المشروع لم يغير حياة الفلسطينيين فقط، بل ساعد العديد من السيدات المعيلات، حيث وفر لهن فرص عمل تضمن لهن حياة كريمة، كثير من هؤلاء السيدات وجدن في العمل في المطابخ فرصة لتحقيق الاستقلال المالي، وتوفير حياة كريمة لأطفالهن".

المهمة ليست سهلة، فهناك تحديات كثيرة، أولها تأمين المواد الغذائية والمستلزمات لضمان استمرار العمل، وأوضح محمد فرج، مسؤول المخازن والتوزيع:"نحرص على أن تكون لدينا مخزونات كافية من الأرز، واللحوم، والدواجن، والخضروات، حتى لا ينقطع العمل، والدعم الذي نحصل عليه من أهل الخير ضروري، فالحاجة تتزايد كل يوم."

وتحدثت أم محمود، فلسطينية عالقة في العريش:"عندما خرجنا من غزة، كنا نظن أننا سنواجه الجوع والتشرد، لكن هنا، لم نشعر أبدًا بأننا غرباء، ومطابخ الخير لم توفر لنا الطعام فقط، بل جعلتنا نشعر بالأمان والانتماء".

أما خالد، شاب فلسطيني أصيب خلال القصف ونُقل للعلاج في مصر، فيحكي قصته قائلاً: "كنت خائفًا، ليس فقط من الإصابة، ولكن من أن أكون عبئًا على من حولي، ولكن عندما وصلت إلى هنا، شعرت كأنني في بيتي، ووجبة الطعام التي تصلني كل يوم ليست مجرد طعام.

ليست المطابخ مجرد أماكن للطهي، بل هي منارات أمل تضيء حياة المئات، وتؤكد أن الإنسانية لا تتوقف عند حدود، وإن من يعملون فيها لا يرون في عملهم مجرد تطوع، بل رسالة تذكر الجميع بأن الخير موجود، وأن هناك من لا يزال يؤمن بالعطاء.

تقول إحدى العاملات في المطبخ والتي فضلت عدم ذكر اسمها:"أحيانًا أشعر بالإرهاق الشديد، ولكن عندما أرى وجوه الأطفال وهي تبتسم عند استلام الطعام، أعرف أن تعبي لم يذهب سدى".

مع استمرار الأزمة، تستمر مطابخ الخير في أداء رسالتها، يداً بيد مع أبناء شمال سيناء الذين جعلوا من التضامن أسلوب حياة، في عالم قد يبدو قاسيًا أحيانًا، تثبت هذه القصة أن الرحمة ما زالت موجودة، وأن الأمل ينبض حيثما وُجدت القلوب الطيبة.

اثناء العمل في مطبخ خيري
اثناء العمل في مطبخ خيري

 

اثناء العمل
اثناء العمل

 

تجهيز الوجبات
تجهيز الوجبات

 

صابرين رمضان
صابرين رمضان

 

ضحي محمد
ضحي محمد

 

محمد فرج
محمد فرج

 

من داخل مطبخ
من داخل مطبخ

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

كاسيميرو: محمد صلاح الأجدر بالكرة الذهبية 2025


الزمالك يكشف تطورات إصابة أحمد ربيع قبل مواجهة المقاولون العرب

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

الأرصاد: انكسار الموجة الحارة غدا.. ودرجات الحرارة تعود لطبيعتها السبت

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى


بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

محافظة الجيزة تعلن غلق كوبرى الجلاء 3 ساعات صباح الجمعة للصيانة

نسرين طافش عن نجاح روقان وسط البومات نجوم الغناء: العمل الحلو بيفرض نفسه

سفير الجزائر لدى القاهرة: الحملات ضد مصر ذات أهداف سياسية مغرضة

7 أخبار لا تفوتك اليوم الخميس

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

مهتزة نفسيا السبب.. الداخلية تكشف حقيقة تخدير السيدات بالإسكندرية

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"

انطلاق الجولة الثانية من الدوري اليوم.. تعرف على المواعيد والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى