هولاكو.. هل دمر بلاد العرب في حملاته التترية؟

هولاكو خان
هولاكو خان
كتب محمد فؤاد

تمر اليوم ذكرى وفاة هولاكو خان، قائد المغول وحفيد جنكيز خان والذي يعد واحدًا من أبرز السفاحين الذين عرفتهم البشرية، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 فبراير عام 1265، وخلال فترة من حياته كان حاكم للمغول واحتل معظم بلاد جنوب غرب آسيا بعد إبادة شبه جماعية لأهلها، وتوسع جيشه بعدها إلى الجزء الجنوبى الغربى للإمبراطورية المغولية، مؤسسًا سلالة الخانات بفارس، وعبر السطور المقبلة نستعرض ما فعله في بلاد العرب.

حسب ما جاء في كتاب الحروب الصليبية كما رآها العرب من تأليف أمين معلوف‎: هولاكو شخص مركب، فمن رجل مولع بالفلسفة والعلوم وساع إلى مخالطة الأدباء، إذا به ينقلب أثناء حملاته إلى وحش دموي متعطش إلى الدماء والدمار.

ولا يقل سلوكه في موضوع الدين تناقضاً، فعلى الرغم من تأثره بالمسيحية ‏ كانت أمه وزوجته الأثيرة وعدد من معاونيه ينتمون إلى الكنيسة النسطورية - فإنْه لم يتخل قط عن الشمانية ديانة شعبه التقليدية "المتمثّلة في عبادة الطبيعة والقوى الخفيّة في أسيا الوسطى".

وكان مُتسامحأ بصورة عامّة بازاء المسلمين في البلاد الخاضعة لحكمه، ولا سيّما فارس، ولكنّه لما كان مدفوعاً برغبته في تدمير كل كيان سياسيّ قادر على معارضته فقد شن على أعظم حواضر الإسلام حرب تدمير شاملة.

وأوّل غرض من اغراضه كان بغداد، ففي مرحلة أولى طلب هولاكو من الخليفة المعتصم، السابع والثلاثين من أسرته، أن يعترف بسيادة المغول المطلقة كما قبل أسلافه في الماضي سيادة السلاجقة، وإذ كان أمير المؤمنين واثقاً جدًا من هيبته فقد أرسل يقول للغازي إن أي هجوم على عاصمة الخلافة سوف يؤدّي إلى احتشاد العالم الإسلامي بأسره من الهند إلى المغرب، وإذ لم يتأثّر حفيد جنكيز خان قط بهذا القول فقد أعلن عن نيّته في أخذ المدينة بالقوّة، وقد سار في نهاية عام 1247م في منات الألاف من الفرسان على ما يبدو إلى العاصمة العباسية هادماً في طريقه ملاذ الحشّاشين في ألموت حيث أبيدت مكتبة لا حصر لقيمتها، الأمر الذي أصبح متعذرا معه الوصول إلى معرفة معمّقة بمذهب الفرقة ونشاطاتها.

وإذ أدرك الخليفة هول الخطر فقد عزم على التفاوض، وعرض على هولاكو أن يُذكر اسمه في مساجد بغداد ويُغْدَق عليه لقب السلطان، ولكنْ كان الأوان قد فات، فقد اختار المغوليّ اختيارًا لا رجعة فيه سلوك طريق القوّة، وما هي إلا اسابيع من المقاومة الباسلة حتى اضطر أمير المؤمنين إلى التسليم، وفي العاشر من شباط؛ فبراير 1258م حضر بنفسه إلى معسكر المنتصر وانتزع منه وعدا بالإبقاء على حياة أهل البلد باسرهم إذا هم وافقوا على إلقاء السلاح، ولكنْ سْدىْ، فما إن ألقى المقاتلون المسلمون سلاحقهم حتى أبيدوا عن بكرة أبيهم، ثم انتشر الجحفل المغوليّ في المدينة الرائعة هادماً المباني؛ مُحرقا الأحياء، ذابحًا بلا رحمة الرجال والنساء والأطفال، أي ما مجموعه زهاء ثمانين ألف نسمة، ولم يسلم من المعمعة سوى الطائفة المسيحية بناء على تدخل زوجة الخان، وسوف يلقى أمير المؤمنين نفسه حتفه خنقاً بعد أيام من هزيمته، وأغرقت نهاية الخلافة العباسية المُفجعة العالم الإسلامي في الذهول، فلم يَعْد الأمر يتعلق بعد اليوم بمعركة عسكرية من أجل السيطرة على مدينة أو بلد، بل بنضال مُقنط من أجل بقاء الإسلام.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

ترامب: بوتين لن يسيطر على أوكرانيا فى وجودى

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة


وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

خطوات جديدة بعملية إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون.. إنزال كميات من يرقات الجمبرى.. تزويد البحيرة بـ 5 ملايين وحدة جمبري.. والتحسن النسبي في مياه البحيرة ساهم في النمو السريع لليرقات في الموسم الماضى.. صور

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو غدا الجمعة فى الدوري المصري


كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

تفاصيل سقوط 3 شباب طاردوا فتيات بسياراتهم على طريق الواحات.. القصة بدأت بمعاكستهم فى كافيه وانتهت بحادث مروع.. أم الضحية: أي فلوس مش هتعوض بنتي.. القانون صنف الأفعال كجريمة تحرش.. وعقوبات قاسية تنتظر المتهمين

ترتيب هدافي الدوري المصري قبل انطلاق الجولة الثانية.. دغموم متصدرا

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

السكة الحديد تخفض سرعات القطارات بشكل مؤقت لارتفاع درجات الحرارة

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”

مزيج بين السماوي والذهبي فى قميص الأهلي الثالث للموسم الحالي.. صور

بايرن ميونخ يمنح كومان الضوء الأخضر للانضمام إلى النصر السعودي

زيلينسكى يصل إلى مقر الحكومة البريطانية لبحث سبل إنهاء الحرب مع روسيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى